اقتربت أسعار النفط من أعلى مستوياتها في أربعة أشهر اليوم، في وقت أكد محللون نفطيون لـ “الاقتصادية” أن 4 عوامل تدعم الزخم الصعودي تتركز في تراجع المخزونات الأمريكية وبيانات وكالة الطاقة الدولية وهجمات أوكرانيا على المصافي النفطية ونمو الطلب الصيني.
وقال لـ”الاقتصادية”، روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، إن هناك توقعات بأداء أقوى لأسعار النفط خلال النصف الثاني من العام الجاري، حيث إن تحسن خلفية الاقتصاد الكلي يعزز المعنويات ويرفع الطلب بينما يتباطأ النمو في الولايات المتحدة، لافتا إلى أن تخفيض الإنتاج والدعم المستمر من “أوبك +” يبقيان زمام العرض تحت السيطرة.
فيما أكد سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية، أن الانخفاضات المطردة والمستمرة في المخزونات النفطية في الولايات المتحدة منذ بداية العام تدفع سعر النفط إلى الارتفاع بشكل مطرد لكن من الواضح أن هناك بعض المقاومة حول مستوى 85 دولارا للبرميل.
وأشار إلى أن احتياطي النفط الاستراتيجي الأمريكي انخفض بمقدار 4.1 مليون برميل إلى 1580 مليون برميل وهو الآن أعلى بمقدار مليوني برميل فقط من النقطة المنخفضة في 30 ديسمبر 2022 عند 1578 مليون برميل.
وذكر أن “أوبك+” اختارت تمديد تخفيضاتها الحالية من مارس حتى يونيو 2024، مبينا أن القرار يتماشى إلى حد كبير مع توقعات السوق، مبرزا تأكيد أمانة أوبك في بيانها الأخير على أن أي تفكيك لتخفيضات “أوبك +” سيكون تدريجيا ويخضع لظروف السوق.
من جهته، قال لـ”الاقتصادية”، ماركوس كروج كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، إن أمام أمريكا الشمالية وقتا متبقيا للاعتماد على الوقود التقليدي، ربما 80 عاما أو أكثر، حتى مع تراجع حصة النفط والغاز في مزيج الطاقة وسط تحول الطاقة.
ونقل عن شركة إكسون موبيل، في اليوم الأول من أسبوع الطاقة في هيوستن “سيراويك” أن الجهد الهائل اللازم لخفض الانبعاثات يؤدي إلى خلق تقنيات جديدة، مشيرا إلى أن جميع المنتجين يفكرون في الابتكار والتكنولوجيا لذلك من المتوقع أن تستمر أمريكا الشمالية في النمو خلال العقد المقبل.
وكان جيوفاني ستونوفو المحلل لدى يو.بي.إس أكد في وقت سابق من اليوم لـ”رويترز” أن “بيانات الطلب على النفط مفاجئة على الجانب الإيجابي وتمديد تخفيضات “أوبك+” الطوعية حتى نهاية يونيو دعمت الأسعار”.
وأضاف “من المرجح أن يتم تداول خام برنت في نطاق 80-90 دولارا للبرميل هذا العام، مع توقعات بأن يصل إلى 86 دولارا للبرميل بنهاية يونيو”.
وفيما يتعلق بروسيا، تزيد صادرات النفط في أعقاب الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية النفطية في البلاد وهو ما يضغط على الأسعار.
وقال محللون في جيه. بي مورجان في مذكرة للعملاء “من المرجح أن تؤدي الهجمات إلى خفض كميات الخام الروسي التي تستهلكها المصافي بما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا، إضافة إلى عمليات الإغلاق المجدولة للصيانة”، لافتين إلى “انخفاض معدلات التشغيل الأولية سيؤدي إلى زيادة صادرات النفط الخام”.
Sorry Comments are closed