تتجه آلاف الشركات فى بريطانيا الي الإفلاس مع تزايد التوقعات بمتاعب اقتصادية قاسية وذلك بسـبب صعود أسعار الفائدة وزيادة تكاليف الاقتراض، والذي يأتي بعد الفتره الصعبة التى مر بها قطاع المال والأعمال اثناء مدة وباء “كورونـا” والإغلاقات التى تسبب بها.
وخلص مركز أبحاث متخصص فى لندن الي أنه “مـن المحتمل ان تفشل حوالى 7 آلاف شركة كل ثلاثة اشهر فى عَامٌ 2024، وذلك بسـبب أسعار الفائدة المرتفعة والضغوط المالية التى تسببت بها ودخول اقتصاد المملكة المتحدة فى حالة ركود”.
ونقل تقرير نشرته جريدة “الغارديان” البريطانية، واطلعت عليه “العربية نت” عَنْ مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال (CEBR) فى لندن قوله إن الديون التى تم تحملها اثناء الوباء وارتفاع تكاليف الاقتراض وأزمة تكلفة المعيشة ستؤدي الي تراجع عَدَّدَ متزايد مـن الشركات، خاصة فى قطاعي البيع بالتجزئة والضيافة.
وكان هناك أكثر مـن 6700 حالة إعسار تجاري فى بريطانيا فى الربع الثانى مـن عَامٌ 2023، اى أكثر مـن ضعف العدد الذى كان يتم تسجيله اثناء مدة وباء كورونـا، عندما تمت حماية العديد مـن الشركات الي حد كثير مـن الإعسار مـن اثناء مجموعه مـن تدابير الدعـم الحكومية.
وقال المركـز إن حالات الإعسار اثناء هذه الفتره كانـت أعلى بنسبة 50% مقارنة بالربع نفسه قبل الوباء فى عَامٌ 2019، وبلغ متوسطها 4100 على أساس ربع سنوي بين عامي 2015 و2019.
ورفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة 14 مرة منذ نهاية عَامٌ 2021، مـن 0.1% الي 5.25%، ما يزيد الضغط على الأسر والشركات المثقلة بالديون.
ويتوقع (CEBR) زيادتين إضافيتين فى أسعار الفائدة ليصل سعر فائدة بنك انجلترا المركزي الي 5.75%. وقال المركـز البحثي إن هذا يعني ان “الأسوأ لم يأت بعد بينما يتعلق بتكاليف الاقتراض، بصرف النظر تمامًا عَنْ تأثير القروض ذات الأجل المحدد التى تم تقديمها عندما كانـت أسعار الفائدة أقل، والتي يتم ترحيلها بأسعار الفائدة الأعلى الجديدة”.
وأضاف: “بالنظر الي المستقبل، يترقب ان يظل معدل إفلاس الشركات مرتفعاً مع استمرار صعود أسعار الفائدة، مما يدفع سداد الديون الي مستويات غير مستدامة لبعض الشركات”.
وتابع: “تشير نماذجنا الي أنه قد يكون هناك 7000 حالة إعسار كل ربع فى المتوسط اثناء عَامٌ 2024. علاوة على ذلك، نتوقع حدوث ركود فى بريطانيا، مع ربعين متتاليين مـن الانكماش فى الناتج المحلي الإجمالي فى الربع الرابع مـن عَامٌ 2023 والربع الاول مـن عَامٌ 2024”.
وقال المركـز البحثي إنه مع دخول الاقتصاد فى حالة ركود – والذي يُعرف بأنه ربعين متتاليين مـن الانكماش – يمكن للبنك ان يبدأ فى خفض أسعار الفائدة فى محاولة لتحفيز الطلب. ومع ذلك، أشار البنك الي أنه مـن المرجح ان تظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول حيـث يحارب التضخم المرتفع، الذى يبلغ حالياً 6.8% ولا يزال أعلى بثلاث مرات مـن هدفه الرسمى البالغ 2%.
وفي الاسبوع الماضي، اعلن هوو بيل، كثير الاقتصاديين فى بنك إنجلترا، إن أسعار الفائدة فى بريطانيا مـن المرجح ان تتخذ مسار جبل تيبل – فى إشارة الي الهضبة المسطحة فوق كيب تاون – مما يعني أنه مـن غير المرجح ان تنخفض تكاليف الاقتراض بسرعة.
وقال بيل فى خطاب ألقاه فى جنوب أفريقيا: “قد تكون هناك مسارات متعددة توصلك الي المكان الذى تريد ان تكون فيه.. بعضها ترتفع معدلاته بسرعة وتنخفض بسرعة بينما يُعرف أحيانًا باسم ملف ماترهورن. ويتلخص البديل فى الإبقاء على القيود لفترة أطول وبطريقة أكثر ثباتاً وحزماً، مع وضع أسعار فائدة أشبه بجبل الطاولة. وأنا أميل الي تفضيل الخيار الأخير”.