شهدت الأسواق الإماراتية انتعاشاً، يعيدها الي مسارها الصحيح بعد الأداء القوي الذى قدّمه سوقي دبي وأبوظبي اثناء شهر يوليو الماضي، عندما وصلتا الي مستويات غير مسبوقة منذ أكثر مـن عَامٌ.
الأفضل أداءً خليجياً
فى يوليو الماضي، شهدت أسواق الأسهم الإماراتية أداءً لافتاً، حيـث سجل مؤشر دبي المالي زيادة ملحوظة، محققاً مكاسب هى الأعلى منذ أكثر مـن عَامٌ، مما جعله يعتلي الأسواق الخليجية مـن حيـث الأداء. فى الوقت نفسه، حَقَّق مؤشر أبوظبي أيضاً نمواً ملحوظاً، ليصل الي أعلى مستوياته منذ أكثر مـن عَامٌ.
كَمَا سجلت الأسواق الإماراتية فى هذا الشهر مكاسب كبيرة فى قيمتها السوقية، بفضل نتائـج الأعمال الإيجابية للشركات المدرجة اثناء النصف الاول مـن العام. وقد ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية للشركات المدرجة بشكل ملحوظ، مما يعكس التحسن المستمر فى الوضع الاقتصادي والمالي للمنطقة.
- اثناء تعاملات شهر يوليو الماضي، سجل مؤشر سوق دبي المالي ارتفاعاً بنحو 6 بالمئة ليصل الي مستوى 4268 نقطه، بينما يُمثل أكبر مكاسب شهرية منذ أكثر مـن عَامٌ، وتحديداً منذ يونيو مـن العام الماضي 2023، ليتصدر قائمة الأسواق الأفضل خليجياً مـن حيـث الأداء اثناء الشهر.
- اما مؤشر أبوظبي، فارتفع بنسبة 3.07 بالمئة الي مستوى 9338.96 نقطه (مرتفعاً بحوالي 279 نقطه مقارنة بإغلاق يونيو عند مستوى 9060 نقطه)، عند افضل مستوى منذ مارس مـن العام الماضي 2023.
نتائـج الأعمال والتدفقات الاستثمارية
بدوره، يعزو محلل أسواق الأسهم الخليجية والعالمية، نايل الجوابرة، فى تصريحـات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” الانتعاش الذى شهدته أسواق الإمارات الي عدة عوامل، مـن بينها موسـم نتائـج أعمال الشركات بنهاية الربع الثانى مـن العام 2024، والتي كانـت إيجابية فى مجملها.
مـن بين الأسباب أيضاً التى يشير اليها الجوابرة ما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية التى يتم ضخها بالسوق ضوء عوامل انتعاش أسواق الأسهم الإماراتية.
يشار فى هذا السياق، الي ان تدفق الاستثمارات الأجنبية فى سوق أبوظبي عزز ارتفاعات الأسهم الإماراتية، إذ جاء الي صافي التدفقات 1.3 مليار درهم (صافي شراء). فى الوقت الذى بلغت فيه حصيلة استثمارات المؤسسات نحو 760 مليون درهم (صافي شراء) مـن بينها 580 مليون درهم صافي سيولة جديدة ضختها البنوك فى السوق.
كَمَا يلفت الجوابرة فى الوقت نفسه الي تبعات هدوء الْأَوْضَاعُ الجيوسياسية فى الفترات الماضية، وبما عزز (قبل التراجعات الحادة التى شهدتها الأسواق العالميه أخيراً) عودة الأسواق الي ما كانـت عليه قبل تفاقم التوترات الجيوسياسية وما تفرضه مـن ضغوطات على الأسواق.
واستقطبت أسواق الأسهم المحليه، رسملة سوقية جديدة ناهزت 21.3 مليار درهم، بفضل 3 طروحات أولية جديدة شهدتها الأسواق منذ بداية العام الحالي، بما يتماشى مع خطط الأسواق لمضاعفة قيمتها السوقية الي حدود 6 تريليونات درهم اثناء السنوات القادمة.
وأسهمت الطروحات الأولية والإدراجات الجديدة فى زيادة عمق الأسواق، وتعزيز جاذبيتها الاستثمارية، واستقطاب شريحة جديدة مـن المستثمرين، بما يرسخ مكانة الأسواق المالية فى الدولة كواحدة مـن اهم أسواق المال والأعمال فى العالم، وفق وكالة أنباء الإمارات “وام”.
الانضباط المؤسسي
مـن جانبه، يوضح مدير عَامٌ شركة تروث للاستشارات الاقتصاديه والإدارية، رضا مسلم، فى تصريحـات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” ان استقرار الأسواق فى دَوْلَةٌ الإمارات تضمنه عدة عناصر رئيسية عملية، وهي:
- الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني.
- الانضباط المؤسسي للاقتصاد.
- عنصر الأمان، فحدوث الأزمات فى الإمارات يكاد يلامس الصفر بسـبب التشريعات المنضبطة والمتطورة جداً.
ويضيف: “هيئة الأوراق المالية والسلع الإماراتية تطور باستمرار القرارات والتشريعات الخاصة بالانضباط المؤسسي دَاخِلٌ الأسواق المالية، وسـط أسواق العالم المرتبكة، والتي تصل الي منحنيات خطيرة جداً”، موضحاً ان “دَوْلَةٌ الإمارات تحميها القرارات التى تصدر للانضباط المؤسسي، والدرهم الإماراتي قوي ومرتبط بالدولار، وتضمنه احتياطات قوية جداً”.
- حققت أسواق الأسهم الإماراتية الشهر الماضي مكاسب بلغت 82 مليار درهم فى قيمتها السوقية، وذلك بدعمٍ مـن نتائـج أعمال الشركات المدرجة عَنْ النصف الاول مـن العام.
- ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية للشركات المدرجة الي مستوى 3.558 تريليون درهم، وفقاً لأسعار إغلاق آخر جلسة فى يوليو، مقارنة مع 3.476 تريليون درهم بنهاية شهر يونيو 2024.
التأثر بالأسواق العالميه
مـن جانبها، تقول خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، فى تصريحـات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن الأسواق الإماراتية تأثرت كَمَا تأثرت الأسواق العالميه بانخفاض مؤشراتها أخيراً؛ بسـبب البيانات الاقتصاديه فى الولايات المتحدة الأميركية، الممثلة فى بيانات التوظيف الضعيفة، التى عززت مخاوف الركود.
تراجع مؤشر دبي 4.5 بالمئة وهو أكبر هبوط يومي له منذ مايو 2022، متأثرا بهبوط سهم إعمار العقارية 7.6 بالمئة، اثناء تعاملات الاثنين التى شهدت موجة بيع واسعة المدى على الأسواق العالميه.
عرضت بيانات وزارة العمل، ان الاقتصاد الأميركي اضاف 114 ألف وظيفة اثناء يوليو الماضي، بأقل كثيرا مـن التوقعات البالغة 176 ألف وظيفة. كَمَا عدلت البيانات عَدَّدَ الوظائف التى أضافها الاقتصاد الأميركي فى يونيو بالخفض الي 179 ألف وظيفة.
وارتفع معدل البطالة فى أكبر اقتصاد بالعالم ليصل الي 4.3 بالمئة فى يوليو، مقابل 4.1 بالمئة فى يونيو الماضي. وتباطأ متوسط نمو الأجور فى الساعة بأكثر مـن المتوقع الي 3.6 بالمئة فى يوليو، مـن 3.8 بالمئة فى يونيو الماضي.
وتشير رمسيس الي ان سوقي دبي وأبوظبي -كَمَا الأسواق الاخرى- واجهت الصدمة فى تعاملات الاثنين، لكن مع الإعلان عَنْ بيانات مؤشر مديري المشتريات فى الولايات المتحدة فقد أعطى ذلك انطباعاً إيجابياً للأسواق. وكان بمثابة بارقة أمل بالنسبة للأسواق الخليجية والعالمية.
وتشير الي الارتفاعات التى تحققها الأسواق فى جلسة الثلاثاء، بعد التراجعات الاخيره، للعودة الي الطريق الطبيعي بعد التصحيح الأخير، لافتة فى الوقت نفسه الي عوامل مختلفة مثل نتائـج الأعمال الإيجابية والاهتمام الواسع بقطاعات مثل السياحة والطيران، ضوء العوامل التى تؤثر إيجاباً على أداء مؤشرات الأسهم الإماراتية ومعظم الأسواق الخليجية فى الفتره الحالية.
وخلال تعاملات اليـوم قفز مؤشر دبي بأكثر مـن 2 بالمئة، كَمَا ارتفع مؤشر سوق أبوظبي بأكثر مـن 1 بالمئة.