أعلام فلسطين ترفرف حول السفارة الإسرائيلية فى واشنطن | اخبار سام نيوز اخبار
واشنطن– على مدار الأيام الماضية، ومنذ إشعال الجندي الأميركي آرون بوشتل النار فى نفسه امام سفارة إسرائيل بواشنطن احتجاجا على الإبادة الجماعية التى يشهدها قطاع غزة، والدور الأميركي المتواطئ فيها، ترفرف مئات الأعلام الفلسطينية خارج السفارة الإسرائيلية، ولا تستطيع السفارة منع دبلوماسييها وموظفيها مـن رؤية الأعلام الفلسطينية وهي ترفرف خارج سفارتهم على مدار الساعة.
وتقع سفارة إسرائيل مقابل السفارة الصينية، فى إحدى أرقى مناطق العاصمة فى شمالها الغربي، وتجاورها فى نفس الشارع عدة سفارات منها سفارات دول عربية مثل الأردن والبحرين ومصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة.
وتتمتع إسرائيل بكامل سيادتها، مثلها مثل بقية دول العالم، على كامل مبنى سفارتها، إلا إنها لا تملك اى حق أو سلطة على ما يجري خارج محيطها، وهو وضع استغله نشطاء معارضون للعدوان الإسرائيلي على غزة، وبادروا بالاعتصام خارج السفارة احتجاجا على استمرار العدوان وتعاطفا مع آرون بوشتل، الذى أشعل النار فى نفسه، احتجاجا على استمرار العدوان الإسرائيلي، وتواطؤ بلاده فى الإبادة الجماعية المتواصلة فى قطاع غزة.
اعتصام امام كيبوتز السفارة
وبدأت فكرة الاعتصام عندما تجمع المئات لتأبين آرون بوشتل بحمل الشموع ووضع ورود وزهور، بينما اعتبروه نصبا تذكاريا رمزيا فى المكان الذى شهد وفاته، إلا إنه وفي اليـوم القادم اكتشف بعض النشطاء قيام أمن السفارة الإسرائيلية بإزالة ذلك النصب التذكاري الرمزي والبسيط.
وقالت كيغان أروا، وهي إحدى هؤلاء النشطاء، للجزيرة نت، “قررنا إعادة وضع الزهور والورود كنصب تذكاري مرة اخري لآرون بوشتل، على ان نحميه بتواجدنا المباشر طول ساعات اليـوم، وفي الليل، تم الاستعانة بشركة خدمات أمنية متخصصة لتحمي النصب التذكاري وخيم المعتصمين وأعلامهم، وأطلقنا على هذا المكان اسم كيبوتز السفارة، وهناك زملاء آخرون يعتصمون عند كيبوتز بلينكن (امام منزول وزير الخارجية أنتوني بلينكن)”.
وأضافت كيغان ان “الهدف مـن وجودنا هو إحياء ذكرى آرون وتقدير ما يشعر به مـن ظلم وعجز فى مواجهه العدوان الإسرائيلي على الأبرياء بقطاع غزة. وجودنا هنا وأمام السفارة الإسرائيلية يبعث برسالة قوية ومباشرة لإسرائيل ومن امام أكبر سفارة لها فى الخارج، تعكس حجم غضب الرَّأْي العام العالمي على الجرائم التى ترتكبها فى غزة، كَمَا ان تواجدنا هنا يشير ويبعث برسالة لإدارة الرئيس جو بايدن وتذكير برسالة آرون بوشتل”.
أعلام فلسطينية بأرض عامة
وقد استغل النشطاء المعارضون للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قوانيين العاصمة الأميركية المحليه بينما يمكن القيام به مـن “دعـم للجانب الفلسطيني، وفضح للجرائم الإسرائيلية” فى وسـط العاصمة الأهم لإسرائيل فى العالم، خاصة مع استمرار ادارة بايدن فى دعـم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة دون اى قيود أو شروط.
وبمقتضى قانون العاصمة، يمكن المكث فى اى مـن الأراضي العامة التى تمتلكها العاصمة، بما لا يعيق حركة المرور أو حركة المشاة. ويحمي التعديل الاول حقك فى التعبير عَنْ آرائك سواء فى صورة رفـع يافطات أو حمل أعلام أو ترديد شعارات.
ويحق للمواطنين فى واشنطن التظاهر والاعتصام فوق الأراضي التابعة للحكومة المحليه دون الحاجة للحصول على تصريح، إلا إن الحصول على تصريح يضمن للمعنيين حجز مكان محدد، ويقلل مـن اى لقاءات أو مضايقات محتملة مـن الشركة أو الجهات المستهدفة مـن التظاهر أو الاعتصام.
ويعد الرصيف خارج سفارة إسرائيل أرضا عامة، وهو ما استغله المتظاهرون والنشطاء المؤيدون للحق الفلسطيني، وأدى ذلك فى النهايه لتلاصق الأعلام الفلسطينية مع الأعلام الإسرائيلية التابعة للسفارة.
وتعد سفارة إسرائيل لدى الولايات المتحدة فى واشنطن أكبر سفارة لإسرائيل فى العالم، وتلعب دورا مهما فى عرض مواقف الحكومة الإسرائيلية، والترويج لها فى الدوائر الأميركية المتنوعة، وتعمل كحلقة جاء لتعزيز العلاقات بين الجالية اليهودية ومنظمات اللوبي والجماعات الإنجيلية مـن اجل تعظيم الاستفادة مـن علاقتها بالولايات المتحدة.
وتضم السفارة عدة مكاتب وإدارات منها مكتب السفير ونائبه، والإدارة السِّيَاسِيَّةُ، وشؤون الكونغرس، والدبلوماسية العامة، والصحافة، والبعثة الاقتصاديه، والبعثة التجارية، وملحق الدفـاع والجيش الإسرائيلي، وملحق الشرطة والأمن.
لن نغادر حتـى يتوقف العدوان
وقال أحد الأشخاص الذى جاء بصحبة عائلته لإظهار الدعـم للمعتصمين خارج السفارة، إنه جاء “لتحية المعتصمين، وتوجيه رسالة الي الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية فى آن واحد، برفضه العدوان على غزة”. وأشار المتحدث، الذى فضل عدم ذكر اسمه، الي أنه مـن دافعي الضرائب، ولا يريد ان تمول وتسلح حكومة بلاده هذا العدوان”.
كَمَا تحدثت الجزيرة نت الي ناشطة فلسطينية سورية جاءت مـن مدينة نيويورك -حيـث تعمل هناك مهندسة- للمشاركة فى الاعتصام والتظاهر امام العدوان الإسرائيلي، والدور الأميركي الداعم له. وقالت الناشطة “إن عملها يسمح لها بالعمل مـن اى مكان، ولا يتعلق عملها الهندسي مـن بعيد أو قريب بالقضايا العامة، لذا مـن حسن حظي أنني أستطيع القدوم والمكوث هنا لساعات طويلة دون ان يتأثر عملي”.
وأضافت الناشطة -وهي تشير الي الميكروفونات الموضوعة لإزعاج العاملين بالسفارة- “هذه أصوات ضوضاء، سيارات الشرطة وأصوات سيارات الإسعاف، ونهدف منها لفت الأنظار وإزعاج الدبلوماسيين والعاملين الإسرائيليين بالسفارة”.
مـن جانبها، اعلنت مواطنة أميركية للجزيرة نت -وهي تمر بصحبة كلبها لتقديم الدعـم للمعتصمين، “أنا لا أفهم موقف بايدن، لقد صوتت له عَامٌ 2020، وكنت على استعداد للتصويت له مجددا، لكن ما حدث بغزة جعلني أراجع نفسي. لن أشارك فى انتخابات 2024”.