أفريقيا.. حراك سياسي ومحاولات انقلابية غابت عَنْ واجهة الاحداث | اخبار سام نيوز اخبار
تعيش عَدَّدَ مـن دول القارة الأفريقية على وقع أحداث كبرى وتحولات تنبئ بتغيرات فى المشهد السياسي، وبرز فيها محاولات انقلاب ومعارك دامية، لكنها على أهميتها المحليه والإقليمية تكاد تغيب عَنْ التغطية الإعلامية بعد غيابها بالفعل عَنْ اهتمام الساسة فى الغرب.
وتحظى الانقلابات والمعارك فى القارة السمراء باهتمام دولي كثير فى الغالب، بحكم تشابك المصالح والبحث عَنْ مواطن جديدة للنفوذ، لكن بينما يبدو ان تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ شهرين شغلت بال الدول الغربية المنشغلة فى حشد الدعـم المادي والمعنوي لتل أبيب.
المقال القادم يسلط الضوء على اهم التطورات فى أفريقيا اثناء الأيام الماضية:
-
محاولة انقلاب فى سيراليون
فى 28 نوفمبر/تشرين الثانى الماضي شهدت سيراليون محاولة انقلاب عسكري، وعاشت العاصمة فريتاون ساعات مـن الاعلان النار راح ضحيته 13 جنديا، وتم استهداف مستودع للأسلحة فى شمال العاصمة، كَمَا اقتحم الانقلابيون السجن الكبير وفرّ منه عشرات المعتقلين.
وقاد المحاولة الانقلابية عسكريون فى الخدمة غير موالين للرئيس جوليوس مادا بيو، وساعدهم عَدَّدَ مـن الجنود المتقاعدين.
ولم يعط القادة الغربيون زخما أمنيا ولا سياسيا للأحداث هناك، حتـى مع إعلان قائد الجيش السيطرة على الْأَوْضَاعُ، وخروج الرئيس على شاشة التلفزيون الرسمى مطمئنا المواطنين ومعلنا للعالم عَنْ استعادة النظام وعودة الهدوء.
-
محاولة انقلاب فى غينيا بيساو
ويوم الاثنين صرح رئيس غينيا بيساو عمر سيسكو إمبالو حلّ البرلمان، وذلك بعد 3 أيام مـن محاولة انقلابية فاشلة.
وجاء فى المرسوم الرئاسي الذى وقعه سيسكو ان محاولة الانقلاب كشفت عَنْ تواطؤ بين الحرس وبعض المصالح السِّيَاسِيَّةُ دَاخِلٌ جهاز الدولة، وهو أمر يستحيل معه استمرار الأداء السياسي لمؤسسات الجمهورية.
وقد أدانت كل مـن الأمم المتحدة والمجموعة الاقتصاديه لدول غرب أفريقيا “إيكواس” محاولة الانقلاب فى غينيا بيساو وتدخل الجيش فى الحياة السِّيَاسِيَّةُ، بينما لم يعلق الاتحاد الأوروبي على الموضوع.
-
الخروج مـن التحالفات
مـن جهتها، أعلنت النيجر إنهاء التعاون العسكري والأمني مع الاتحاد الأوروبي الذى كان يشارك فى “محاربة الإرهاب” فى المنطقة.
وجاء هذا الإعلان فى وقت يقوم به يونس بك يفكوروف نائب وزير الدفـاع الروسي بزيارة للعاصمة نيامي، التقى خلالها رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني وعددا مـن القادة العسكريين.
وفي الثانى مـن ديسمبر/كانون الاول الحالي أعلنت النيجر وبوركينا فاسو انسحابهما مـن “مجموعه دول الساحل الخمس” التى سبق لدولة مالي ان انسحبت منها عَامٌ 2022.
ومجموعة دول الساحل الخمس هى مجموعه إقليمية تأسست فى سنة 2014 تحت رعاية باريس بهدف محاربة الجماعات المسلحة فى الساحل والصحراء، بينما تضم موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد.
وفي وقت لاحق وقّعت مالي والنيجر وبوركينا فاسو على إنشاء تكتل جديد يدعى “تحالف دول الساحل”.
-
جبهة للتغيير فى موريتانيا
وفي 30 نوفمبر/تشرين الثانى الماضي صرح ضابطان سابقان فى الجيش الموريتاني عَنْ تأسيس جبهة للتغيير هدفها إسقاط النظام السياسي القائم.
ووقع على البيان العقيد المتقاعد سيد اعل ولد بكار، ومجموعة أخرى مـن الشخصيات التى تقيم فى أوروبا.
وفي البيان الذى تلاه الرائد السابق فى القوات البحرية بالجيش الموريتاني احمد ولد حسنه اعلنت الجبهة إن هدفها الاساسى هو إسقاط نظام ولد الغزواني.
-
معارك السودان
كَمَا تصاعدت المعارك الدامية فى السودان بين الجيش وقوات الدعـم السريع، التى أسفرت عَنْ سقوط نحو 9000 قتيل، كَمَا أجبرت المعارك 4.3 ملايين شخص على النزوح فى دَاخِلٌ السودان، إضافة الي 1,2 مليون فروا خارج البلاد.
وفي تعليقه على الاحداث، اعلن فرع منظمة الصحة العالميه لإقليم شرق المتوسط إن أنظار العالم تحوّلت الي الوضع المروع فى غزة، ولكن على العالم ألا ينسى مأساة السودان.
وفي تصريح للجزيرة نت اعلن أستاذ الاقتصاد بجامعة نواكشوط جعفر محمود إن الحرب على غزة كشفت القناع عَنْ “الوجه الوقح للغرب تجاه أزمات العالم الثالث وخاصة فى أفريقيا”.
وأضاف الدكتور محمود ان الغرب منشغل بتعزيز موقف إسرائيل الذى يناقض اسس الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولى، وقال إن مـن يعرف الغرب “سيدرك ان اللوبي الصهيوني يسيطر على ثلاثي السياسة الخارجية، والإعلام، والشركات الضخمة التى تحرك عجلة الاقتصاد العالمي بما فيها تلك العاملة فى أفريقيا، وطبيعي ان يهتم بدعم مواقف تل أبيب”.