اقتصاد

“أفريكسيم بنك” يؤسس نظام مدفوعات لتشجيع شراء دول إفريقيا بعملاتهم الخاصة


يكتسب نظام المدفوعات الخاص بعموم إفريقيا المزيد مـن الزخم، والذي مـن شأنه ان يسمح للدول الأفريقية بالتداول بينما بينها، باستخدام عملاتها الخاصة.

ويتوقع بنك التصدير والاستيراد الأفريقي “أفريكسيم بنك” ان تنضم 15 الي 20 دَوْلَةٌ الي نظام الدفع والتسوية الأفريقي بحلول نهاية العام، حسبما اعلن رئيس البنك بنديكت أوراما فى مقابلة قبل الاجتماعات السنوية للبنك فى أكرا، عاصمة غانا، وأن يستمر تشغيل المنصة مـن يـوم الأحد الماضي وحتى اليـوم 21 يونيو، وقد بدأت المنصة عملياتها التجارية مع 9 دول وقعت حتـى الان، على حد قوله.

وقال أوراما، الذى يمول بنكه النظام، إن النظام المعروف باسم “PAPSS” يستخدم أسعار صرف الدولار فى الوقت الحالي. “لكننا نعمل مع البنوك المركزية لتطوير آلية سعر الصرف” التى مـن شأنها ان تسمح للعملات الأفريقية البالغ عددها 42 عملة بأن تكون قابلة للتحويل بينما بينها. وأضاف: “ما نقوم به هو تدجين المدفوعات بين البلدان الأفريقية”.

تتم الغالبية العظمى مـن التجارة البينية لإفريقيا مـن اثناء التحويلات الي الدولار. وتسعى مبادرات مثل “PAPSS” واتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، والتي مـن شأنها إنشاء أكبر منطقه تجارة حرة فى العالم مـن حيـث المساحة، الي تعزيز التجارة الداخلية عَنْ طريق تقليل الحواجز، بما فى ذلك الحاجة الي وسطاء مثل الدولار الأميركي.

منطقه التجارة الحرة ونظام الدفع مشروعان طموحان فى منطقه مجزأة مـن 54 دَوْلَةٌ، ولغات وعملات ولوائح مختلفة. أفاد تقرير صادر عَنْ معهد “ماكينزي” العالمي نُشر هذا الشهر ان الأفارقة يتاجرون خارج القارة أكثر مما يتاجرون بينما بينهم، حيـث يذهب 17% فقط مـن الصادرات الي مكان آخر دَاخِلٌ القارة. ويستثنى مـن ذلك التجارة غير الرسمية التى يصعب تحديدها كمياً.

أفريقيا ليست وحدها التى تبحث عَنْ طرق لكسر اعتمادها على العملة الأميركية؛ حيـث اعلنت “SEB AB” السويدية فى مذكرة الشهر الماضي، إنه كانـت هناك دفعة لإزالة الدولرة عبر الأسواق الناشئة، بما فى ذلك جهود الهند لتخليص التجارة مـن اثناء الروبية. ولعبت الصين وماليزيا فكرة صندوق النقد الآسيوي، بينما أعلنت البرازيل والأرجنتين عَنْ مشروع لعملة مشتركة تسمى “سور”.

وكتب كثير المحللين الاستراتيجيين فى “SEB”، إريك مايرسون، مـن غير المرجح ان تخلع هذه البدائل مـن جانب واحد عَنْ الدولار كعملة احتياطية عالمية، دون الإشارة الي “PAPSS”. ولكن إذا كانـت الأسواق الناشئة “بدلاً مـن ذلك مهتمة أكثر بتقليل اعتمادها النسبي على الدولار الأميركي وكذلك إيجاد بدائل كتحوط محتمل امام تسليح الغرب للعقوبات والإجراءات الاقتصاديه الاخرى”، فهناك دلائل على أنها قد تحقق بعض النتائج.

مـن جانبه، خالف “أوراما” فكرة ان PAPSS قد تسعى الي تجاوز الدولار. وقال: “نحن لا نتجاوز اى شخص”. لا الدولار ولا اليوان ولا اليورو. هذا ليس هـدف المشروع”. لكنه اعلن إنه على الرغم مـن ذلك، يهدف الي خفض الاعتماد على الدولار بمرور الوقت.

وقال أوراما إن Afreximbank يخصص 3 مليارات دولار لتصفية التداولات حتـى يحصل اى شخص يريد الي دولارات على دولاراته. ولكن مع انتعاش التجارة البينية، فإن الأمل هو ان “مركز التسوية الصافي بعد المقاصة يجب ان يتحول الي الصفر، حتـى لا تكون هناك حاجة لدفع اى دولار لأي شخص”.

انخفض مؤشر “بلومبرغ لسعر الدولار الحاضر”، الذى يقيس أداء سلة مـن 10 عملات عالمية رائدة مقابل الدولار، بنسبة 2% حتـى الان هذا العام. نصف العملات العشر الأسوأ أداءً فى العالم كانـت أفريقية، بما فى ذلك النيرا النيجيرية، والكونزا الأنغولي، والفرنك البوروندي، والجنيه المصرى.

وأدى هبوط قيمة العديد مـن العملات الأفريقية الي زيادة الضغوط التضخمية فى المنطقة، والتي أدت بدورها الي تشديد السياسة النقدية، مع صعود أسعار الفائدة فى الداخل، بالإضافة الي زيادة تكلفة الديون الخارجية.

وقال أوراما إن إنشاء نافذة قروض ميسرة، والتي ستسمح للبنك “بمزج” موارده الخاصة، هو مـن بين الأدوات التى يتم نشرها لخفض تكاليف الاقتراض. سيصوت مساهمو Afreximbank على جوانب هذه النافذة اثناء الاجتماعات السنوية لهذا الاسبوع.

لكنه اعلن إن الراحة النهائيه ستكون عبر ضخ أموال احتياطية جديدة مـن صندوق النقد الدولى، مما يضيف الي أصوات القادة الأفارقة الذين يطالبون بدعم جديد.

وقال “إن افضل ما ينجح هو الوصول الي التمويل لتصحيح النظام بشكل عَامٌ”. “لهذا السبب مـن المهم جداً لصندوق النقد الدولى إصدار حقوق سحـب خاصة جديدة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى