اقتصاد

ألمانيا تكشف عَنْ استراتيجية جديدة للتعامل مع الصين


كشفت ألمانيا اليـوم الخميس، عَنْ خطة استراتيجية جديدة للتعامل مع نهج الصين الذى يزداد “تشددا”، وذلك بعد ثلاثة اشهر مـن نقاشات حامية حول مقاربة برلين تجاه أكبر شريك تجاري لها.

وكتب المستشار الألماني أولاف شولتس فى تغريدة “هدفنا ليس الانفصال (عَنْ الصين) لكننا نريد خفض الاعتماد الاقتصادي فى المستقبل”. وعرض الاستراتيجية الجديدة قائلا إنها تأتي ردا على “الصين التى تغيرت وتبدي تشددا متزايدا”.

مـن جهتها، اعلنت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك إن السياسة التى اعلنت الحكومة إنها ستكون ضوء مقاربة الاتحاد الأوروبي للتعامل مع الصين، تهدف الي ان “تكون واقعية لكن ليس ساذجة”.

أتت الوثيقة نتيجه اشهر مـن المداولات دَاخِلٌ الحكومة الألمانية حول استراتيجيتها حيال الصين.

وفيما دعت بيربوك وهي مـن حزب الخضر الي اتخاذ موقف أكثر تشددا حيال بكين والتركيز أكثر على حقوق الإنسان، ساند شولتس وهو مـن الحزب الاجتماعي الديمقراطي موقفاً أكثر ليونة.

تمثل سياسة الصين الجديدة توازنا دقيقا بين الاثنين دَاخِلٌ الحكومة الائتلافية وتصف بكين بأنها “شريك ومنافس نُظمي”.

وجاء فى الوثيقة ان “الصين هى أكبر شريك تجاري منفرد لألمانيا لكن بينما يتراجع اعتماد الصين على أوروبا باستمرار، ازداد اعتماد ألمانيا على الصين فى السنوات الاخيره”.

وقالت الحكومة إنها لا تعتزم “عرقلة التقدم الاقتصادي والتنموي فى الصين” لكن “فى الوقت نفسه، هناك حاجة ماسة لخفض المخاطر”.

وأضافت الوثيقة ان برلين “تراقب بقلق كيف تسعى الصين للتأثير على النظام الدولى بما يتماشى مع مصالح نظام الحزب الواحد وبالتالي التقليل مـن شأن أسس النظام الدولى القائم على القوانين مثل وضع حقوق الإنسان”.

أكبر تهديد

إثر تضررها بسـبب اعتمادها على الغاز الروسي والخلل فى سلاسل الإمدادات اثناء مدة وباء كوفيد-19، كثفت ألمانيا الجهود لتنويع مصادرها بعيدا عَنْ الصين.

بينما ألمانيا اتهمت الصين فى أول استراتيجية للأمن القومي كشفت عنها الشهر الماضي، بالعمل امام المصالح الألمانية وتعريض الأمن الدولى “لضغط متزايد” والازدراء بحقوق الإنسان.

وأشار تقرير أصدرته وكالة الاستخبارات الألمانية أيضا الي الصين باعتبارها “أكبر تهديد بما يتصل بالتجسس الاقتصادي والعلمي والاستثمارات الاجنبية المباشرة فى ألمانيا”.

أثار هذا النهج المتشدد قلق بكين لكنه أثار أيضا مخاوف فى الصناعة الألمانية التى أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الصين.

حددت الشركات الألمانية العملاقة مثل “فولكسفاغن” و”سيمنز” فى الأشهر الاخيره استراتيجيات نمو تعتمد بشكل كثير على السوق الصينية.

خفض المخاطر

وأكد شولتس ان ألمانيا “لا تريد الفصل، نريد خفض المخاطر”. لكنه شدد على تحرك برلين لتنويع الشركاء التجاريين قائلا إن ألمانيا “ملتزمة بتوسيع علاقاتنا الاقتصاديه مع آسيا وخارجها”.

بعدما شددت الولايات المتحدة سياساتها الاقتصاديه امام الصين، تتخوف بكين مـن ان يسير أكبر شريك لها فى الاتحاد الأوروبي فى نفس الاتجاه وأن يستخدم الحديث الظاهر عَنْ “خفض المخاطر” لفصل نفسه تدريجيا عَنْ الاقتصاد الآسيوي.

كَمَا أعلن لي تشيانغ الذى زار ألمانيا الشهر الماضي فى أول رحلة له الي الخارج منذ تعيينه رئيسا لوزراء الصين، تشديد بكين على تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي مع تصاعد الانتقادات مـن هذا التكتل.

لكنه حذر برلين مـن “استخدام خفض المخاطر كتسمية لتنفيذ الفصل” وطالب “بتكافؤ الفرص” للشركات الصينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى