تترقب القارة الأوروبية موجة حر حارقة يترقب ان تسبب عدداً كبيراً مـن الوفيات وسـط توقعات بأن تسجل درجات الحرارة مستويات قياسية مرتفعة لم يسبق ان شهدتها القارة الأوروبية، وهو ما استدعى السلطات فى أكثر مـن دَوْلَةٌ اوروبية الي إصدار التحذيرات للسكان بتوخي الحيطة والحذر مـن موجة الحر القاتلة القادمة التى يترقب ان تضرب عدة دول فى أوروبا.
وتأتي هذه التحذيرات بعد أيام مـن الاعلان عَنْ دراسة عرضت ان موجة الحر القاسية التى واجهتها أوروبا العام الماضي تسببت بوفاة أكثر مـن 61 ألف شخص، وهو ما يعني ان موجة الحر القادمة التى يترقب ان تكون أقسى قد تؤدي الي عَدَّدَ أكبر مـن الوفيات.
وقالت اخبار نشرتها الصحافة البريطانية، واطلعت عليها “العربية.نت”، إن السلطات فى إيطاليا تتوقع ان تصل درجات الحرارة الي 48.8 درجة مئوية، لتكون بذلك قد سجلت مستوى قياسيا غير مسبوق، كَمَا ان الحرارة قد تتجاوز مستوى الـ40 درجة مئوية فى بلدان اوروبية أخرى.
وأصدرت السلطات فى عدة دول اوروبية بالفعل عدداً مـن الإنذارات الحمراء مع صعود درجة الحرارة، بينما كشفت الأنباء المقلقة عَنْ وفاة رجل فى الأربعينات مـن عمره فى شمال إيطاليا مـن جراء الحرارة الشديدة.
وسارعت وسائل الإعلام المحليه فى بريطانيا وأوروبا الي نشر التحذيرات مـن موجة الحر المتوقعة، وخاطبت جريدة (Metro) واسعة الانتشار فى لندن القراء عبر تقرير لها اعلنت فيه إن “الذين يتعرضون لموجات الحر يواجهون أمراضاً شديدة الخطورة”.
وقالت الصحيفه فى ضوء تقريرها التوعوي إن “هناك آليتين رئيسيتين يستخدمهما الجسم للحفاظ على البرودة، الاول هو توسع الأوعية، حيـث تتسع الأوعية الدموية الصغيرة، أو الشعيرات الدموية، تحت الجلد مباشرة. ويؤدي هذا الي تعريض المزيد مـن الدم الي السطح”.
اما الآلية الثانية -وفق الصحيفه- فهي مـن اثناء التعرق، الذى يسحب الحرارة مـن الجلد اثناء تبخره، ومع ذلك يحتوي العرق على الأملاح التى تعتـبر حيوية فى حركة العضلات، وهذا يعني أنه إذا كان الجسم يتعرق دون ان يتم تعويض الأملاح فهذا يمكن ان يؤدي الي تشنج العضلات.
ويقول الأطباء إن هذين الإجراءين يساعدان فى الحفاظ على درجة حرارة الجسم الداخلية عند 37 درجة مئوية، والمعروفة باسم التنظيم الحراري. ومع ذلك، عندما تتجاوز درجات الحرارة الخارجية هذا المستوى يصبح مـن الصعب على أنظمة الجسم منع صعود درجة الحرارة الأساسية. وهذا يمكن ان يؤدي الي الشعور بالإنهاك الحراري، بالإضافة الي التعرق الشديد، وكذلك الشعور بالإغماء أو الدوار، كَمَا يمكن ان يؤدي هذا أيضاً الي نبض ضعيف وسريع، فكل صعود بمقدار 0.5 درجة مئوية فى درجة الحرارة الأساسية للجسم يؤدي الي صعود معدل ضربات القلب حوالى عشر ضربات فى الدقيقه.
وتقول الصحيفه إنه “يجب على اى شخص يعاني مـن هذه الأعراض التوقف عَنْ كل نشاط، والراحة التامة، والانتقال الي مكان أكثر برودة وشرب الماء أو اى مشروب رياضى”.
وتضيف: “إذا استمرت درجة حرارة الجسم الأساسية فى الارتفاع فوق 40 درجة مئوية، فإن المرض الثالث والأخير هو ضربة الشمس. وهذا هو أشد أشكال الإجهاد الحراري ويمكن ان يكون قاتلاً”.
يشار الي ان دراسة جديدة نشرت بداية الاسبوع الحالي عرضت ان أكثر مـن 61 ألف شخص لقوا حتفهم فى أوروبا، بسـبب درجات الحرارة المرتفعة اثناء صيف العام الماضي الذى حطم الرقم القياسي، ودعت الدراسة الي بذل المزيد مـن الجهود للحماية مـن موجات الحر الأكثر فتكا المتوقعة فى السنوات القادمة.