أيهما يكذب الجيش أم الإعلام؟.. تضارب كثير بأعداد قتلى الجيش الإسرائيلي بغزة | اخبار سام نيوز اخبار
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي دخلت شهرها الثالث، برز تضارب بين الرواية الرسمية للاحتلال وما تكشفه وسائل الإعلام عَنْ سير المعارك ونتائجها، وبلغ الامر ذروته اثناء الأيام الاخيره، الامر الذى أثار تفاعلا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وينشر جيش الاحتلال الإسرائيلي يوميا مقاطع فيديـو لجنوده لتوثيق ما يسميه “تقدمه الميداني” فى عمليته البرية فى غزة، ويبرز المقاطع التى تظهر قواته وهي تتوغل فى القطاع وتقتحم المباني والأحياء وحتى المستشفيات.
لكنه فى المقابل، قلما يرصد معلومات واضحة وموثقة عَنْ الأعداد الحقيقية لقتلاه وجرحاه فى القطاع، وهو الامر الذى يؤكد محللون أنه سياسة متبعة فى محاولة للحفاظ على معنويات عناصره، وقطاعات شعبه المترقبة والمتابعة.
ورغم الرقابة العسكرية المشددة، يرصد الإعلام الإسرائيلي بين الفينة والأخرى اخبار عَنْ حجم خسائر الجيش الإسرائيلي تخالف الإعلان الرسمى، ومن ذلك ما كشفته صحيفة يديعوت أحرنوت السبت الماضي عَنْ وجود 5 آلاف جندي إسرائيلي جريح منذ بداية الحرب.
وأوضحت الصحيفه فى تقريرها، ان أكثر مـن 58% منهم يعانون إصابات خطيرة فى اليدين والقدمين، بما فيها تلك التى تتطلب عمليات بتر أطراف.
كَمَا نشرت صحيفة هآرتس الامس الأحد تقريرا عَنْ عَدَّدَ الضحايا الإسرائيليين، وركزت على ما سمته الفجوة الكبيرة بين عَدَّدَ الجنود الجرحى الذى أعلنه الجيش الإسرائيلي، وما تظهره سجلات المستشفيات التى استقبلت، وفقها، 4 آلاف و593 جريحا.
ولا يتوقف الامر عند حد ما تكشفه وسائل الإعلام عَنْ حقيقة حجم الخسائر البشرية للجيش، حيـث وضح مستشفى سوروكا الإسرائيلي فى بئر السبع أنه قدم العلاج لألفين و34 جنديا وضابطا منذ السابع مـن أكتوبر/تشرين الاول الماضي.
كَمَا وضح أنه استقبل الامس فقط 40 جنديا إسرائيليا، وُصِفت إصابات 10 منهم بأنها بالغة الخطورة، وهو ما دفع مراقبين للتأكيد على ان الحصيلة الإجمالية أعلى بكثير بحكم ان مستشفى سوروكا ليس الوحيد الذى ينقلُ إليه جرحى الجيش الإسرائيلي.
فى المقابل، رد الجيش الإسرائيلي على هذه الإعلانات، وأوضح ان عَدَّدَ جرحاه منذ بداية الحرب ألف و593 جنديا، منهم 255 فى حالة حرجة، كَمَا نشر صورا لإجلاء بعض جرحاه فى غزة.
لم يعودوا قادرين على الإخفاء
ورصد برنامـج شبكات (2023/12/11) جانبا مـن التعليقات على التضارب بين الأرقام التى يعلنها الجيش الإسرائيلي وما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية، منها ما كتبه محفوظ: “جميل تعرفون كم أنهم يكذبون ومشكلة الإعلام الغربي يصدقونهم”.
بينما غرد يونس أبو جراد “لم يعودوا قادرين على إخفاء الأعداد الكبيرة، وخاصة مـن ذوي الإعاقة، المستشفيات لا تستوعب هذه الأعداد”.
اما يارا فكتبت ساخرة “بدهم جيش ثاني يحارب عنهم لأن جنودهم مقضينها حاليا إصابات وجرحى لهيك أجت (لهذا جاءت) أميركا ركض عشان تدافع عَنْ الكيان”.
كَمَا رصد شبكات تغريدة الإسرائيلية جال مور والذي يبدو أنها جاءت تعليقا على نشر بيانات خطأ لما يعلن رسميا، حيـث كتبت “هل أنت راض عَنْ ظهور منشورك على جميع شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بالأعداء وداعميهم؟ فقط للانتباه.. يجب ان تكون مغلقة”.
ولاحقا، غيّرت صحيفة يديعوت أحرونوت رقم 5 آلاف جريح الذى كانـت نشرته السبت الماضي الي ألفي جريح على موقعها الإلكتروني، وهو ما أرجعه البعض الي ضغوط مـن الرقابة العسكرية فى إسرائيل.