الاخبار العربية والعالمية

إسرائيل.. نصب واحتيال وانتحال صفات رسمية اثناء الحرب على غزة | اخبار اقتصاد سام نيوز اخبار

|

سلّط تحقيق لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الضوء على استغلال بعض المحتالين فى إسرائيل الحرب الدائرة فى غزة لممارسة أنواع مـن الاحتيال، بما فى ذلك ابتزاز كبار السن بحجة استخدام حساباتهم البنكية “لتحويل أموال للإرهاب فى غزة”، وانتحال صفة جهات حكومية ترصد المساعدات على خلفية الحرب للحصول على تفاصيل الحسابات البنكية للإسرائيليين، وسرقة أموال بحجة بيع أقراص مدمجة “للمخطوفين”، وانتحال شخصية أقارب المختطفين، وغيرها مـن صنوف الاحتيال الإلكتروني.

وجاء فى التحقيق الذى أعده للصحيفة ليئور أوحانا بعنوان “محتالون وقحون: الأشخاص الذين يستغلون الحرب لارتكاب عمليات احتيال” أنه منذ شهرين، تلقت الرقيب شير بار، المحققة فى شرطة منطقه تل أبيب، شكاوى مـن أنواع لم تواجهها اثناء السنوات الثماني التى عملت فيها كمحققة، مـن قبيل بيع أقراص مدمجة مـن اجل المختطفين عبر عدة مجموعـات واتساب، والتعهد بتحويل الأموال كمساهمة للعائلات، لكن الأموال التى دفعت تختفي.

ونقلت الصحيفه عَنْ الرقيب قولها “أنا أخدم فى قسم مكافحة الاحتيال فى تل أبيب، حيـث تتدفق الجرائم التى اعلن فى جميع المناطق”، وتضيف “فى نهاية أكتوبر/تشرين الاول، بدأنا نتلقى شكاوى أصابتنا جميعاً بالصدمة. ففي الوقت الذى تقوم فيه الدولة بأكملها بدعم كل مـن يحارب، وتحتضن أهالي المختطفين، وصلتنا شكاوى فى حق أشخاص نشروا رابطا يمكن مـن خلاله شراء أقراص مدمجة مقابل 40 شيكل، والتبرع لجمعية المختطفين، ثم يختفي الأشخاص، ولا تصل الأقراص أبدا”.

وتقول النقيب بار: “لم يكن مـن السهل الوصول الي الجناة وكان التحقيق معقدا للغاية، فهم يستخدمون وسائل متطورة”.

People rally calling for the release of hostages kidnapped on the deadly October 7 attack by Palestinian Islamist group Hamas, amid the ongoing conflict between Israel and the Palestinian Islamist group Hamas, in Tel Aviv, Israel, December 9, 2023. REUTERS/Clodagh Kilcoyne
تم استغلال أسماء المحتجزين فى عمليات احتيال ونصب (رويترز)

استغلال ساخر للحرب

وأوضحت الصحيفه ان هذه الحالة ليست إلا غيض مـن فيض لظاهرة تم اكتشافها فى الأشهر الاخيره وهي استغلال ساخر للحرب لارتكاب عمليات احتيال وخداع مواطنين، كانتحال صفة الجهات الرسمية للدولة التى يُزعم أنها ترصد مساعدات حكومية، وصفة بنك إسرائيل وبنوك أخرى، والشرطة والمنظمات المساندة للجيش الإسرائيلي، ونجمة داود الحمراء، والأبرز مـن هذا كله انتحال صفة المقر الرئيسي للمختطفين.

فقد جرى انتحال شخصية يفعات زايلر، قريبة عائلة محتجزة لدى حماس منذ ما يقرب 3 اشهر، لطلب تبرعات مـن الناس نيابة عَنْ عائلتها مـن اجل العمل على عودتهم، وتم تحويل الامر الي تحقيق منطقه المركـز.

وهذه ليست الحالة الوحيدة، حيـث نشرت الصحيفه مجموعه مـن الحالات التى ترصد فيها أقارب بعض المختطفين لمثل هذا النوع مـن الاحتيال وقاموا بالفعل بتحويل الأموال.

وتكشف الصحيفه عَنْ ان هناك حالات أخرى لمحتالين يتظاهرون بأنهم أشخاص تم إجلاؤهم مـن الشمال والجنوب، ويقولون إنهم يواجهون العديد مـن الصعوبات المالية منذ الحرب ويطلبون المساعدة المالية على منصات التواصل الاجتماعي. وفي مجموعه مـن الحالات التى تم الاعلان عنها مؤخرا، وقع مواطنون فى الفخ لأنهم أرادوا التبرع والدعم، وقاموا بتحويل مبالغ تتراوح بين مئات وآلاف الشواكل الي هؤلاء المحتالين.

كَمَا تنقل الصحيفه عَنْ بعض المسنين الذين لا يجيدون التحدث بالعبرية، روايتهم بشأن تعرضهم لنوع آخر مـن الاحتيال، وذلك بتقديم المحتالين أنفسهم على أنهم محققون مـن الشرطة، ثم يستدعونهم ويحققون معهم ويتمكنون مـن سرقة ما يقرب مـن مائة ألف شيكل، وذلك بعد تهديدهم بأنهم ضوء قائمة المواطنين الذين يحولون الأموال الي فلسطين و”دعـم الإرهاب”.

وتضيف الصحيفه ان هناك نوعا آخر لا يصدق مـن جرائم الحرب الساخرة هو سرقة الممتلكات مـن منازل المستوطنين بغلاف غزة، الذين تم إجلاؤهم، أو مـن منازل عائلات القتلى والمختطفين. وفي هذا السياق اعتقلت فى منطقه الجنوب هذا الاسبوع خلية مجرمين مـن وسـط البلاد سرقوا عشرات المركبات مـن العائلات النازحة فى الشهر الاول مـن الحرب.

خلية مجرمين مـن وسـط إسرائيل سرقوا عشرات المركبات مـن العائلات النازحة فى الشهر الاول مـن الحرب (غيتي)

احتيال وبيانات

وتذكر الصحيفه ان رئيس بلدية ريشون لتسيون، راز كينستليخ، أيضاً كان ضحية انتحال شخصيته بشكل غير مباشر، ففي رسالة أرسلت نيابة عنه قبل بضعة أسابيع، جاء فيها: “أعزائي سكان ريشون لتسيون، أخيرا، وبعد جهد كثير، يحق لكم الحصول على منحة لمرة واحده مـن الدولة بمبلغ 1500 شيكل للشخص الواحد ولا يزيد عَنْ 10 آلاف شيكل للعائلة الواحدة، بالإضافة الي ذلك، يحق لكل عائلة الحصول على كارت ائتمانية متعددة الاستخدام برصيـد بقيمة 3 آلاف شيكل للتسوق، ويمكن تقديم الطلب مـن اثناء الرابط المرفق بدءا مـن يـوم الأحد. معًا سننتصر، مع أطيب التحيات.. راز كينستليخ”، وأرفق بالرسالة لينك، وبناء عليها أدخل سكان ريشون لتسيون الذين تلقوا المساعدة مـن البلدية اثناء الحرب، البيانات هذه المرة أيضاً، لكنهم سُلبوا آلاف الشواكل.

وأشارت الصحيفه الي ان الشخص الذى يتعامل على مدار الساعة مع هذا النوع مـن الاحتيال، وخاصة بين المواطنين الأكبر سنا، هى عضو الكنيست ميراف كوهين مـن حزب “هناك مستقبل”، وهي أيضا رئيس اللجنة الخاصة لعلاج الناجين مـن المحرقة، حيـث عقدت اللجنة الأربعاء الماضي اجتماعا بشأن صعود حالات الاستغلال الاقتصادي للناجين مـن المحرقة وكبار السن بسـبب الحرب، وقال ممثلو البنوك والشرطة فى الاجتماع إن هناك زيادة فى مثل هذه الأعمال الاحتيالية فى الأشهر الاخيره.

وقالت عضو الكنيست كوهين إن هناك زيادة فى عمليات الاحتيال وفي خطورتها، “فعندما يكون هناك معتدون يستغلون الخوف والقلق الذى يعيشه الناجون هذه الأيام سيكون مـن السهل استغلالهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى