أعاد زلزال المغرب الي الأذهان ذكريات أليمة للمغربيين تعود الي أكثر مـن 60 عاماًَ اثناء ضرب زلزال بقوة 6.8 درجة البلاد يـوم الجمعة 8 سبتمبر 1960، وهو الزلزال الأكثر دموية فى المملكة، حيـث يقدر ان الزلزال أودى بحياة ما لا يقل عَنْ 12 ألف شخص.
فقد أظهر مقطع مصور نشرته وكالة “رويترز” حجم الدمار الكبير الذى خلفه الزلزال حينها حيـث بلغت قوته 5.8 على مقياس ريختر، لكن العمق الضحل لمركز الزلزال أدى الي زلزال أشد قوة ودمر بالكامل تقريباً مدينة أغادير الساحلية المغربية.
ووقع زلزال عَامٌ 1960 قبل منتصف ليل 29 فبراير/شباط بقليل وقُتل فيه 12 ألف شخص، وشرد أكثر مـن 40 ألفاً، وبالنسبة للخسائر فى الأرواح، كان هذا الزلزال الأكثر دموية فى المغرب وأسوأ الزلازل الثلاثة الكبرى فى العالم عَامٌ 1960.
وتقع مدينة أغادير فى منطقه ذات نشاط زلزالي مرتفع بحكم وقوعها تحث تأثير الحزام الزلزالي الألبي الذى يمتد مـن صخرة جبل طارق غربا الي غاية إندونيسيا شرقا، وفق موقع “هسبرس”.
وقبل هزة أغادير المدمرة وخلال القرن العشرين وحده، عرف الحزام الزلزالي الألبي أكثر مـن عشرة زلازل مدمرة شملت دول البرتغال؛ الجزائر؛ إيطاليا؛ اليونان؛ تركيا وإيران ثم أفغانستان.
بينما أكدت الدراسات الجيولوجية وقوع منطقه أغادير فى أحد المحاور الزلزالية الرئيسية بالمغرب، والتي تمتد مـن الجنوب الغربي الي الشمال الشرقي (مـن أغادير فى اتجاه وجدة).
أسباب قوة الزلزال
يوجد عدة أسباب تفسر أضرار الزلزال التى حدثت فى أغادير، مـن أبرزها ان مدينة أغادير كانـت مباشرة على مركز الزلزال وبالضبط فى المنطقة المأهولة بالسكان، بالإضافة الي البنية الجيولوجية للمنطقة حيـث تقع أغادير فى نقطه اتصال جيولوجي بين مجموعه الأطلس الكبير وسهل سوس، وتتميز تربتها بأنها رخوة وتتعرض للهشاشة بفعل تآكل الصخور، كَمَا ساهمت طبيعة الأبنية والمواد المستعملة ببنائها فى انهيارها بسهولة عكس البنايات التى شيدها الاستعمار الفرنسي التى صمدت فى وجه الزلزال.
وخلفت الفاجعة حينها موجة تعاطف عالمية واسعة، مكنت مـن توفير كل ما يلزم لإسعاف المنكوبين مـن أموال ومواد غذائية وأغطية وأدوية ومعدات طبية، كَمَا حل بالمغرب مئات الأطباء المدنيين والعسكريين للمساهمة فى عمليات التطبيب.