لم يمضي سوى أيام قليلة على الاعلان إحدى المنظمات الدولية صرخة مـن خطورة وصعوبة الموقف فى الخرطوم، مهددة بعدم إكمال عملها إذا استمر هكذا، حتـى تعقّدت الامور أكثر.
فقد أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الامور الإنسانية فى السودان “أوتشا” الثلاثاء، باعتقال واغتيال عشرات العاملين فى مجال الإغاثة، فى إشارة الي ان أعمال العنف بحف عمال الإغاثة لم تتوقف فى البلد الذى مزقته الصراعات منذ اشهر.
مساعدات تكفي 4.4 مليون شخص
وأعلنت منسق الامور الإنسانية فى السودان كليمنتين نكويتا سلامي، فى بيـان تلقته “سودان تربيون”، ان 20 شخصا اعتقلوا مؤخراً وما زال مصير بعضهم مجهولاً، دون ان تحدد مزيداً مـن التفاصيل.
إلا أنها لفتت أيضاً الي ان أكثر مـن عشرات العاملين فى مجال الإغاثة لقوا مصرعهم بينما أصيب عَدَّدَ أكبر منذ بداية النزاع فى السودان، لافتة الي خطورة الوضع.
وأشارت الي أنه جرى نهب ما لا يقل عَنْ 50 مستودعا للمساعدات الإنسانية وسلب 82 مكتبا وسرقة أكثر مـن 200 مركبة.
وذكرت سلامي ان مستودعا واحدا، نُهب فى مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، فى أوائل يونيو/حزيران كان يحتوي على طعام يمكن ان يكفي 4.4 مليون شخص.
انتشار عمليات سلب ونهب فى مناطق الاشتباكات بالخرطوم
وشددت على ان قطاع الصحة ترصد للدمار، حيـث جرى التحقق مـن 50 هجوما على الرعاية الصحية، كَمَا وردت اخبار بوقوع 32 هجوما على مرافق صحية واستهداف 22 عاملًا فى المجال الطبي، مؤكدة على ان الوضع بات كارثياً.
3.5 ملايين هارب
يشار الي ان منظمة الهجرة الدولية، كانـت أكدت ان القتال المندلع بين الجيش والدعم السريع منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، دفع 3.5 ملايين شخص الي الفرار مـن منازلهم، بينهم 844 ألف فرد فروا الي البلدان المجاورة.
مع تصاعد أعمال السلب والنهب فى الخرطوم.. أين اختفت الشرطة السودانية؟
ورافق الحرب التى تمددت مـن العاصمة الخرطوم الي مناطق فى دارفور وكردفان، أعمال نهب واسعة النطاق لمخازن المنظمات الإنسانية والشركات والمصانع والمنازل، ما فاقم معاناة ملايين السودانيين.
بينما طالبت المنظمات الإغاثية بوقف الهجمات لضمان تقديم المساعدات ووقف المزيد مـن التدهور فى الوضع الإنساني، داعية أطراف النزاع الي الالتزام بالقانون الدولى بما فى ذلك حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
ورغم الضغوط المحليه والإقليمية والدولية الرامية الي إنهاء الحرب عبر الطرق سلميا، إلا ان أمل وقفها يتضاءل يوما عَنْ الآخر فى اثناء استمرار الاشتباكات دون حل يذكر.