الاخبار العربية والعالمية

البحر الأحمر.. ممر مائي إستراتيجي تتصارع عليه قوى العالم | الموسوعة سام نيوز اخبار

شريط مائي بحري يفصل بين الجزيرة العربية وشرق أفريقيا، ويتمتع بموقع إستراتيجي مميز، حيـث يصل بين القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويربط المحيط الهندي وخليج عدن وبحر العرب بالبحر الأبيض المتوسط.

وللبحر الأحمر اهميه اقتصادية وعسكرية وأمنية، إذ يمر عبره أحد أكثر طرق الملاحة البحرية الدولية حيوية فى العالم، وتعتبر الدول المشاطئة له مـن اهم المراكز العالميه لإنتاج الموارد الطاقوية، وتمثل مضائقه وجزره نقاطا إستراتيجية أمنية، مما جعله موضع صراع إقليمي ومحل تنافس بين القوى العالميه الكبرى، ومركزا لاحتشاد القواعد العسكرية الأجنبية.

الموقـع والجغرافيا

يقع البحر الأحمر بين الجزيرة العربية شرقا وأفريقيا غربا، وهو عبارة عَنْ أخدود مائي متطاول ضيق، يمتد بانحناء نحو الغرب مـن خليج عدن جنوبا الي جزيرة سيناء شمالا، ومن هناك يتفرع عنه خليجان، هما: خليج العقبة شرقا وخليج السويس غربا، وتفصل بينهما شبه جزيرة سيناء.

وتطل عليه 8 دول: اليمن والسعودية مـن جهة الشرق، والأردن وفلسطين المحتلة وشبه جزيرة سيناء المصرية مـن الشمال. ومصر والسودان وإريتريا، وجيبوتي مـن الغرب.

وتمتلك السعوديه أطول ساحل على البحر الأحمر، تليها مصر ثم إريتريا والسودان ثم اليمن، وأخيرا جيبوتي، اما فلسطين المحتلة والأردن فشواطئهما قصيرة جدا، وتقع أقصى شمال خليج العقبة.

وتقدر مساحة سطحه ما بين 438 و450 ألف كيلومتر مربع، ويمتاز بضحالة نسبية عند طرفيه، ويزداد عمقا فى الوسـط، حيـث تصل أعمق نقطه فيه الي ما يقارب 3 آلاف متر، بينما يبلغ متوسط عمقه ما يقارب 500 متر. ويبلغ طوله مـن جنوب السويس الي مضيق باب المندب حوالى 1930 كيلومترا.

ويختلف عرضه وفق المكان، فهو يتخذ شكلا غير منتظم، يتسع ويضيق بشكل متتال فى مواضع عدة، ويضيق أكثر فى اتجاهي الشمال والجنوب، ويبلغ اتساعه فى الجزء الشمالي نحو 180 ألف كيلومتر، ويقع أقصى مدى له عند خط العرض 16، حيـث يبلغ حوالى 370 ألف كيلومتر، ثم يأخذ بالتناقص كلما اتجهنا جنوبا، ليصل الي أضيق نقطه له (ضوء كتلته الرئيسية دون اعتبار خليجيه) فى مضيق باب المندب، ويبلغ عرضه عندئذ نحو 30 كيلومترا.

المضائق

يشتمل البحر الأحمر على 3 مضائق طبيعية، هى:

مضيق باب المندب: يقع جنوب البحر الأحمر، ويعتبر المنفذ الوحيد الذى يتحكم بمدخله الجنوبي، ويربطه بخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي.

مضيق تيران: يقع فى شمال البحر الأحمر مـن الجهة الشرقية، ويعتبر المدخل الرئيسي لخليج العقبة، ويحظى بأهمية خاصة بسـبب ارتباطه بالصراع العربي الإسرائيلي، حيـث يعتبر المدخل الي ميناء إيلات الإسرائيلي.

مضيق جوبال: يقع شمال البحر الأحمر باتجاه الغرب، ويعتبر بوابته الي خليج السويس.

الجزر

يضم البحر الأحمر نحو 1496 جزيرة، ومعظمها شعاب مرجانية، وفي الغالب صغيرة الحجم وغير مأهولة بالسكان، وتتبع هذه الجزر الدول المشاطئة للبحر، وأهمها:

جزر السعوديه: تبلغ 1150 جزيرة، بعضها مأهول بالسكان، مثل فرسان والمجيد وأبو غنيم وديسان، وأكبرها جزيرتا فرسان والمجيد.

جزر اليمن: تصل الي 152 جزيرة، وتقع جنوب البحر الأحمر، ويتمتع جملة منها بموقع إستراتيجي على مضيق باب المندب بما يتيح لها الإشراف على الممر الملاحي، وأشهرها ميون (بريم) وجبل الطير وزقر وحنيش وجزر الزبير.

جزر مصر: تبلغ 26 جزيرة، وتقع أغلبها قريبا مـن مدخل خليجي العقبة والسويس، ولبعضها اهميه أمنية وعسكرية، وتتحكم بممرات الملاحة، وأهمها مجموعه جزر جوبال وجزيرتا طويلة وشدوان.

جزر السودان: وهي نحو 36 جزيرة، وأهمها مجموعه جزر سواكن.

جزر إريتريا: تبلغ 126 جزيرة، أغلبها غير مأهول بالسكان، وأبرزها: مجموعه جزر دهلك وجزيرة فاطمة وجزيرة حالب التى تشرف على الطريق الملاحي شمال مضيق باب المندب.

الجيولوجيا

يعتبر العلماء البحر الأحمر محيطا لا يزال فى مرحلة التوسع، ومقارنة بعمر الأرض، فإنه يعد مـن المسطحات المائية حديثة التكوين، وقد بدأ بالتشكل بسـبب الحركة التكتونية التباعدية التى حدثت فى العصر الميوسيني منذ نحو 55 مليون سنة، والتي أدت الي انفصال شبه جزيرة العرب عَنْ قارة أفريقيا.

ثم تسارعت الحركة التصدعية فى عصر الأوليغوسين قبل نحو 30 مليون سنة، حيـث تشكل فى تلك الفتره خليج السويس، اما خليج العقبة والطرف الجنوبي مـن البحر، فقد بدأ الانفراج فيهما منذ حوالى 4 ملايين سنة.

ويقع البحر الأحمر ضوء الصدع السوري الأفريقي الكبير، الذى يمتد شمالا عبر وادي الأردن والبحر الميت وسوريا، وجنوبا عبر إثيوبيا وكينيا وتنزانيا، ويستمر البحر الأحمر بالاتساع بمعدل سنوي متوسط يزيد على سنتيمتر واحد بقليل.

المياه

يعد البحر الأحمر مـن أدفأ البحار، وتتفاوت درجة حرارة مياهه على مدار العام بين 20 الي 26 درجة مئوية فى جزئه الشمالي، بينما تتراوح بين 25 و30 درجة فى جزئه الجنوبي.

وتعتبر نسبه الملوحة فيه أعلى مـن المتوسط العالمي بحوالي 4%، وتتراوح بين 3.6% و4.1%، وهي شمالا أعلى منها فى الجنوب، ويرجع ذلك الي صعود معدل التبخر وما يصاحبه مـن قلة هطول الأمطار وعدم امتلاك روافد نهرية.

وبسبب التبخر يفقد البحر الأحمر كميات كبيرة مـن مياهه، تعوّض بالتيارات القادمة عبر باب المندب مـن المحيط الهندي وخليج عدن، حيـث يتم تغذيته بنحو 10.1 آلاف كيلومتر مكعب سنويا، بالمقابل يرفدهما البحر الأحمر بـ9.1 آلاف كيلومتر مكعب.

التسمية

أطلق على البحر الأحمر هذا الاسم، بسـبب طحالب “تريكوديزميوم” أو ما تعرف بـ”نشارة البحر” التى تنمو فى البحر، وعندما تموت زهورها يتحول لون المياه مـن الأخضر المزرق الي البني المحمر.

وكان البحر الأحمر يسمى عند اليونان “سينوس أرابيكوس” وتعني التجويف أو الخليج العربي، وسبب التسمية قربه مـن شبه الجزيرة العربية. وأطلق عليه المؤرخ اليوناني هيرودوت اسم “البحر الجنوبي”، لتمييزه عَنْ البحر المتوسط، الذى كان يعرف بالبحر الشمالي. وسماه اليهود بـ”يام صوف”، وأطلق عليه العرب سابقا بحر القلزم.

الأهمية

يتمتع البحر الأحمر بأهمية جيوإستراتيجية فريدة، إذ يقع فى قلب العالم، ويربط بين القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويصل بين المحيط الهندي وبحر العرب جنوبا، والبحر الأبيض المتوسط فى الشمال.

كَمَا يشتمل هذا البحر على نقاط إستراتيجية عديدة، منها قناة السويس التى تعتـبر المدخل الشمالي للبحر الأحمر، ونقطة التقائه بالبحر المتوسط. وكذلك مضيق باب المندب الذى يعد البوابة الجنوبية للبحر، والرابط بينه وبين خليج عدن والمحيط الهندي.

ويعد المعبران ممرين إستراتيجيين متلازمين، كوّنا البعد الجيوإستراتيجي للبحر الأحمر، حيـث ظهرا للوجود بارتباطهما بخط الملاحة الأقصر والأقل تكلفة بين شرق آسيا وأفريقيا وأوروبا، وأصبح شريانا ملاحيا دوليا رئيسيا، وواحدا مـن أكثر الطرق التجارية حيوية فى العالم، تمر عبره مليارات الدولارات مـن السلع والإمدادات المتداولة كل عَامٌ.

ويحتوي البحر الأحمر ايضا على عَدَّدَ كثير مـن الجزر الإستراتيجية التى تتحكم بحركة الملاحة التجارية، أو تشكل نقاطا أمنية على طول البحر الأحمر، ومنها: جزيرة بريم، الواقعة فى مدخل مضيق باب المندب، وجزر تيران وصنافير وجوبال الواقعة على مدخل خليجي العقبة والسويس، وجزر حنيش ودهلك وحالب.

ويتمتع البحر الأحمر بأهمية جيوسياسية، إذ تمتاز الدول المشاطئة بغناها بالموارد الطاقوية مـن النفط والغاز التى تجذب اهتماما دوليا، يتمثل فى رغبة الدول، وخاصة الكبرى منها فى حماية التدفق الطاقوي الضروري لتقدمها وصناعتها وأمنها القومي، وتأمين وصوله اليها.

ويمثل البحر اهميه خاصة للوطن العربي، إذ يمتد ما يقارب 90% مـن سواحله على أراض عربية، ويربط بين شقي العالم العربي فى آسيا وأفريقيا، فهو يكاد يكون بحرا عربيا، ويزيد مـن أهميته كونه معبرا رئيسيا لتصدير نفط الخليج الي الأسواق العالميه.

ويعد البحر الأحمر المنفذ البحري الوحيد للأردن والسودان وإريتريا وجيبوتي، والمنفذ البحري الجنوبي لإسرائيل، وتحظى كل مـن اليمن وجيبوتي بمواقع إستراتيجية حساسة على مضيق باب المندب، الذى يتحكم بحركة الملاحة الرئيسية، وتتحكم مصر بقناة السويس.

ويتمتع البحر الأحمر بأهمية عسكرية وأمنية، ويعتبر ممرا إستراتيجيا لحركة الأساطيل الحربية بين البحر المتوسط والمحيط الهندي وأفريقيا، وصولا الي الصين واليابان والمحيط الهادي.

ونظرا لهذه الأهمية المركبة، فقد أصبح البحر الأحمر محل صراع إقليمي، وحرصت القوى الكبرى على ان يكون لها موطئ قدم ومناطق نفوذ عسكرية وسياسية فيه، وغدا مركزا للقواعد العسكرية الأجنبية، وموضع احتشاد للقوات العسكرية الدولية.

الاقتصاد

يحتوي البحر الأحمر على ثروة قيمة مـن الموارد المعدنية، تعمل على دعـم اقتصاد الدول المشاطئة، وتتمثل هذه الموارد فى الرواسب النفطية والرواسب المتبخرة، مثل: الهاليت والسيلفيت والجبس والدولوميت. والمعادن الثقيلة، كالرصاص والذهب والفضة والزنك والحديد والنحاس. إضافة الي الكبريت والفوسفات.

وتمثل الحياة البيولوجية فى البحر الأحمر رافدا اقتصاديا مهما، حيـث تعد الشعاب المرجانية مصدرا مهما لتوفير الغذاء، مع غناها بالمواد الضرورية لاستخراج الأدوية والمنتجات الطبيعية، ويختزن ايضا ثروة سمكية كبيرة.

كَمَا يوفر بيئة جاذبة للسياحة، حيـث تنتشر المنتجعات السياحية الشهيرة فى مدن عدة، مثل شرم الشيخ والغردقة ودهب ومرسى علم فى مصر وإيلات فى إسرائيل.

وقد أصبح البحر الأحمر مـن الوجهات المفضلة عالمـيا لممارسة نشاطات الغوص والسباحة، بفضل مياهه الدافئة طوال العام، وتميزه ببيئة بيولوجية غنية وفريدة، فضلا عَنْ مواضع عديدة لحطام السفن، التى غرقت فى فترات تاريخية متباينة، وتعتبر غنية بالمقتنيات الأثرية المميزة.

وقد أنشئت على سواحله موانئ عملية، تسهم بشكل فعال فى النشاط التجاري ودعم الدخل القومي للدول المطلة عليه، حيـث تؤمن هذه الموانئ نقل الموارد الطاقوية والمنتجات المعدنية والبضائع العامة، وتقدم خدمات الملاحة للسفن العابرة.

ومن اهم هذه الموانئ: ميناءا جدة وينبع السعوديان، وعدن فى اليمن، وإيلات فى فلسطين المحتلة، والسويس وسفاجا المصريان، وسواكن فى السودان، ومصوع وعصب الإريتريان، وميناء جيبوتي.

الحياة البيولوجية

يستقبل البحر الأحمر حياة بيولوجية مزدهرة، فهو موطن لأكثر مـن ألف نوع مـن اللافقاريات و200 نوع مـن الشعاب المرجانية، وحوالي 1200 نوع مـن الأسماك، وتقدر نسبه الأسماك المستوطنة فى البحر الأحمر، والتي لا توجد فى غيره مـن البحار بنحو 14.7%.

وتعتبر الشعاب المرجانية فى البحر الأحمر مـن أطول الشعاب المرجانية الحية المستمرة فى العالم، وتمتد حوالى ألفي كيلومتر حول الساحل، وتتميز بقدرتها العالية على التكيف، ويبلغ عمرها ما بين 5 آلاف الي 7 آلاف عَامٌ. وإلى جانب ذلك، يتوافر البحر على الأعشاب البحرية وأشجار المانغروف.

وقد تم اكتشاف العديد مـن الثقوب الزرقاء فى مياه البحر الأحمر التى تشكلت على هيئة كهوف عمودية أعمق مـن المياه المحيطة بها، وكونت نظاما بيئيا فريدا وغنيا بالعديد مـن الكائنات الحية كالسلاحف البحرية والأسماك والثدييات البحرية واللافقاريات.

التَّارِيخُ

يعد البحر الأحمر مـن أوائل المسطحات المائية المذكورة فى التَّارِيخُ المسجل، وقد شكل اهميه فى التجارة البحرية المصرية منذ عَامٌ 2000 قبل الميلاد، واستخدم طريقا مائيا الي الهند حوالى سنة 1000 قبل الميلاد، وتذكر الكتب المقدسة قصة هروب بني إسرائيل مـن مصر عبره فى عصر النبي موسى عليه السلام.

وقد سيطرت عليه دول عديدة كالإغريق والبطالمة والرومان، وخلال العصور الوسطى، كان البحر الأحمر جزءا مهما مـن طريق تجارة التوابل بين مصر والهند، وشملت السلع الاخرى القماش والأخشاب العطرية والبخور والقهوة والشاي.

ومع اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح فى القرن الـ15 تراجعت اهميه البحر الأحمر فى التجارة بين الهند وأوروبا، ولا سيما مع إحكام الدولة العثمانية سيطرتها على البحر، وإغلاقه فى وجه الملاحة الأوروبية.

وبدأ النفوذ الأوروبي يعود للبحر الأحمر فى أواخر القرن الـ18، حيـث أخذ الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي يغزو السواحل الأفريقية فى مصر وإثيوبيا والصومال وجيبوتي، إضافة الي سواحل اليمن والجزر الإستراتيجية فى البحر الأحمر.

وفي عَامٌ 1869 تم افتتاح قناة السويس، حيـث وفرت طريقا مباشرا أقصر بين أوروبا وشرق آسيا، وبذلك ارتفعت اهميه البحر الأحمر، وتقاسمت الدول الاستعمارية النفوذ فى المنطقة، واستمرت سيطرتها على البحر، وطرق الملاحة فيه الي النصف الثانى مـن القرن الـ20، ومع خروج الاستعمار الأوروبي، بدأ قطبا الحرب الباردة ببسط نفوذهما فى المنطقة.

الأهمية الإستراتيجية للبحر الأحمر ظهرت بعد حرب أكتوبر/تشرين الاول 1973 (الفرنسية)

صراعات إقليمية وتنافس دولي محموم

ظهرت الأهمية العسكرية للبحر الأحمر فى حرب عَامٌ 1973، عندما أغلقت مصر واليمن مضيق باب المندب فى وجه الملاحة الإسرائيلية، وأعادت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 إبراز الأهمية الأمنية للمنطقة، اثناء قررت أميركا تأسيس قاعدة لها فى جيبوتي عَامٌ 2002، للانطلاق منها فى حربها على ما يسمى الإرهاب.

وبدأت قوات عسكرية أجنبية أخرى مع تصاعد عمليات القرصنة عَامٌ 2008 تستقر فى المنطقة، ولم ينصرم العقد الثانى مـن القرن الـ21، حتـى كانـت دول عديدة قد ثبتت قواعد عسكرية لها فى بلدان مثل: جيبوتي والصومال وإريتريا واليمن، وشمل ذلك قواعد لإسبانيا واليابان وإيطاليا والصين وتركيا والإمارات وإسرائيل. إضافة الي القاعدتين العسكريتين الفرنسية والأميركية اللتين كانتا موجودتين جاء الى.

وفي غضون ذلك، كانـت الحرب قد اشتعلت فى اليمن منذ عَامٌ 2014، وأخذ الحوثيون يصعدون هجماتهم امام سفن التحالف العربي فى البحر الأحمر، وارتفع مستوى التهديد الأمني فيه، الامر الذى دفع القوى الدولية الي تأسيس “قوة المهام المشتركة 153 الدولية” عَامٌ 2022 بهدف تأمين الملاحة وطرق التجارة الدولية التى تعبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.

وردا على العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين بعد عملية “طوفان الأقصى“، صرح الحوثيون فى 16 نوفمبر/تشرين الثانى 2023 إغلاق “باب المندب” والمياه المحيطة به فى وجه السفن الإسرائيلية، ورفعوا حدة المواجهة فى التاسع مـن ديسمبر/كانون الاول الحالي، إذ منعوا مرور جميع السفن المتجهة مـن وإلى الموانئ الإسرائيلية، وهاجموا العديد مـن السفن الإسرائيلية والأجنبية اثناء عبورها بالمنطقة بالصواريخ والطائرات المسيرة.

وأدى التهديد الأمني فى البحر الأحمر الي توقيف شركات شحن دولية كبرى مرور سفنها عبر البحر الأحمر، واستخدام مسار أطول، بالالتفاف حول أفريقيا، ونجم عَنْ ذلك زيادة وقت الإبحار وارتفاع تكلفة الشحن وأسعار البضائع، وزيادة أسعار النفط والغاز وأقساط التأمين على مخاطر الإبحار، وعرقلة الأنتقالات وعمليات التبادل التجاري، وأصاب الإغلاق ميناء إيلات الإسرائيلي بالشلل، ووجه ضربة اقتصادية لإسرائيل.

وأعلنت الولايات المتحدة فى 18 ديسمبر/كانون الاول الحالي مبادرة لتشكيل قوات متعددة الجنسيات مـن دول عدة باسم “حارس الازدهار” بهدف ردع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر، وبالمقابل هدد الحوثيون باستهداف البوارج الأميركية ردا على اى تصعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى