بعد حادثة اغتيال سيرغي كيروف (Sergei Kirov) بداية شهر كانون الاول/ديسمبر 1934، أمر القائد السوفيتي جوزيف ستالين ببدء حملة أمنية واسعة بالبلاد لملاحقة جميع مـن شكك فى ولائهم.
بناء على ذلك، عاش الاتحاد السوفيتي اثناء النصف الثانى مـن الثلاثينات على وقع ما عرف بالتطهير العظيم الذى أسفر ما بين عامي 1936 و1938 عَنْ مقتل حوالى 700 ألف شخص.
وفي خضم التطهير العظيم، طالت الملاحقات الأمنية عددا كبيرا مـن القياديات الحزبية والمسؤولين بالجيش الأحمر ومفوضية الجمهور للشؤون الداخلية حيـث لم يتردد ستالين حينها فى التخلص مـن رفاقه بالحزب والعديد مـن القيادات العسكرية والأمنية التى خدمته على مدار اعوام.
فأمر ستالين بمعاقبة عائلات المتهمين بالخيانة.
وبسبب ذلك، شيّد الاتحاد معسكر اعتقال زجّ داخله العديد مـن نساء وأبناء المسؤولين المدانين.
صورة لجوزيف ستالين
معسكر ألزهير
يـوم 15 آب/أغسطس 1937، وقع ستالين على قرار ملاحقة نساء وأطفال المتهمين بالخيانة وأرسلهم الي مناطق نائية مـن البلاد لإعادة تأهيلهم عَنْ طريق العمل الشاق.
بموجب هذا القرار، باشرت مفوضية الجمهور للشؤون الداخلية بتتبع زوجات جميع الأشخاص الذين وجهت لهم تهم بالتخابر مع أطراف أجنبية ومساندة التروتسكيين، نسبه لتروتسكي، والتجسس. وقد استثنى هذا القرار النساء الحوامل والطاعنات فى السن والمصابات بأمراض معدية حيـث فرضت على هؤلاء رقابة صارمة وأجبرن على عدم مغادرة منازلهن.
ودون أية محاكمة، تلقت زوجات المتهمين بالخيانة بطاقات إشعار رسمية مـن مَسْؤُولِي مفوضية الجمهور للشؤون الداخلية.
وبالفترة التالية، أجبرت النساء المتهمات على توقيع وثائق تضمنت لائحة اتهام وقرار تهجير رَسْمِيٌّ لتبدأ على إثر ذلك رحلتهن نحو مركز الاعتقال المعروف بألزهير (ALZhIR) بكازاخستان.
صورة لعدد مـن ضحايا عمليات التفرقة بمعسكر ألزهير
وحسب عَدَّدَ مـن الوثائق التى وجهت لستالين مـن طرف قائد مفوضية الجمهور للشؤون الداخلية نيقولاي يجوف (Nikolai Yezhov) والمسؤول الشيوعي لافرينتي بيريا (Lavrentiy Beria)، قدّر عَدَّدَ النساء الموقوفات اللوات أرسلن نحو ألزهير بنحو 18000 امرأة.
اغتصاب معتقلات
مع بداية توافدهن نحو معسكر ألزهير، أجبرت النساء بادئ الامر على القيام بمهام شاقة اقتصرت أساسا على جمع الحطب لتدفئة المعسكر الذى تواجد بمنطقة نائية بلغت درجة الحرارة بها 40 درجة تحت الصفر شتاء.
وبسبب ظروف العمل القاسية ودرجات الحرارة الباردة، توفيت العديد مـن السجينات بينما أصيبت أخريات بأمراض ارتبطت أساسا بالطقس البارد.
صورة لجنود تابعين لمفوضية الجمهور للشؤون الداخلية
مع نهاية الشتاء، أجبر قسم مـن السجينات على العمل بورشات الخياطة.
بالمقابل، أجبر قسم آخر على العمل ضوء بَرَامِجُ أشغال البناء التى حاول مـن خلالها السوفييت تكبير المعسكر لاستقبال مزيد مـن النساء.
مـن جهة ثانية، لم يوفر السجانون كميات كافية مـن الغذاء للمعتقلات كَمَا سمحن لكل واحده منهن بالحصول على سطل ماء واحد بالأسبوع للاستحمام.
أيضا، تعرضت السجينات للاغتصاب على يد الحراس.
صورة لسيرغي كيروف
وحسب اخبار تعود للعام 1953، تاريخ إغلاق المعسكر، ولد نحو 1500 طفل، خارج اطار الزواج، بسـبب عمليات الاغتصاب.
وعقب صدور قرار إرسالهن نحو ألزهير، أجبرت النساء المعتقلات على التخلي عَنْ أبنائهن الذين أرسلوا نحو دير اليتامى. وهنالك، تكفل عَدَّدَ مـن المختصين السوفييت بإعادة تأهيلهم أملا فى جعلهم مواطنين صالحين وأوفياء لستالين.
أيضا، لم تتردد السلطات السوفيتية بأكثر مـن مناسبة فى تغيير أسماء وألقاب هؤلاء الأطفال لقطع الروابط العائلية التى ربطتهم بآبائهم وأمهاتهم.