الذكاء الاصطناعي مازال يعاني للدخول الي الشركات | تكنولوجيا سام نيوز اخبار
رغم الضجيج المثار إزاء الذكاء الاصطناعي، فإن دراسة حديثة توصلت الي ان الشركات التى تتبناه ما زالت قليلة، حيـث تمثل خصوصية البيانات والتنظيم والبنية التحتية لتكنولوجيا البيانات عوائق رئيسية امام استخدامها على نطاق واسع.
وكشفت الدراسة الاستقصائية العالميه التى أجرتها “إم آي تي تكنولوجي ريفيو إنسايتس” وشركة الاتصالات “تيلسترا” ومقرها أستراليا، وشملت أكثر مـن 300 مـن قادة الأعمال، ان 9% منهم فقط كانوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل كثير.
وعلى الرغم مـن ان معظم القادة كانوا متفائلين بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي وتوقعوا توسيع نطاق استخدامه، فإن الأرقام حاليا تُظهر أنه حتـى المتحمسين لهذه التكنولوجيا وتبنوها فى شركاتهم لم يستفيدوا مـن قدراتها بشكل كامل.
وقالت مديرة المركـز الوطني للذكاء الاصطناعي فى أستراليا ستيلا سولار فى تقرير: “هناك مفهوم خاطئ عَنْ مدى يسر تشغيل الذكاء الاصطناعي الناضج والجاهز للمؤسسات”. وأضافت ان اعتماده قد يتطلب مـن الشركات “تحسين جودة البيانات وإمكاناتها وتدابير الخصوصية ومهارات الذكاء الاصطناعي، وتنفيذ حوكمة الذكاء الاصطناعي الآمنة والمسؤولة على مستوى المؤسسة”.
وأكدت ان “هناك عناصر أخرى مثل تصميم التطبيق والاتصال بالبيانات والعمليات التجارية وسياسات الشركة والمزيد مما لا تزال هناك حاجة للعمل عليه.”
الطموحات عاليه ولكن الرياح معاكسة
وتوقع معظم قادة الأعمال ان يتضاعف عَدَّدَ وظائف الأعمال أو الأغراض العامة التى سيقوم بها الذكاء الاصطناعي التوليدي بأكثر مـن الضعف بحلول عَامٌ 2024. وقال كريس ليفانيس رئيس تسويق جنوب آسيا فى شركة تيلسترا: إن المتبنين الأوائل لهذه التكنولوجيا فى عَامٌ 2023 قاموا فى الغالب بنشر التكنولوجيا لأتمتة المهام المتكررة غير الهامة نظرا لأنها تتطلب إشرافا بشريا أقل.
ويتوقع ما يصل الي 85% مـن المشاركين فى الدراسة الاستقصائية استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لأتمتة المهام المتكررة غير الهامة بحلول 2024، ويتوقع 77% تنفيذه فى خدمة العملاء و74% فى التحليل الإستراتيجي.
وأشار المقال -الذى وصف هذه الخطط بأنها عاليه “الطموح”- الي عدة رياح معاكسة امام نشر الذكاء الاصطناعي التوليدي على نطاق واسع فى العام القادم، وتحديدا موارد وقدرات تكنولوجيا البيانات.
وصَنف أقل مـن 30% مـن المشاركين سمات تكنولوجيا البيانات فى شركاتهم على أنها تساعد على التبني السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي، بينما أبدى أولئك الذين يطبقون الذكاء الاصطناعي التوليدي ثقة أقل فى البنية التحتية لتكنولوجيا البيانات لديهم لدعم التكنولوجيا الجديدة.
وفي الوقت نفسه اعلن 56% مـن المشاركين إن ميزانياتهم الاستثمارية فى مجال تكنولوجيا البيانات بشكل عَامٌ، كانـت عاملا مقيِّدا فى طرح الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأشار ما يصل الي 77% مـن المشاركين الي مشاكل التنظيم والامتثال وخصوصية البيانات باعتبارها عوائق رئيسية امام التوظيف السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو مصدر قلق رئيسي للنظام البيئي للذكاء الاصطناعي التوليدي منذ برزت التكنولوجيا فى نهاية عَامٌ 2022 بعد إصدار شركة أوبن إيه آي نموذج شات جي بي تي المشهور.
وأدت هذه التكنولوجيا منذ ذلك الحين الي العديد مـن الدعاوى القضائية المتعلقة بحقوق الطبع والنشر للمواد التى أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي، كَمَا واجهت الشركات الكبرى أيضا تسربا للمعلومات الحساسة ومشكلات أمنية بسـبب استخدامها.
وفي حديثه الي وسائل الإعلام عند الاعلان تقرير معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فى سنغافورة الاثنين، أعلن مدير ابتكار الذكاء الاصطناعي فى سنغافورة لورانس ليو، ان معالجة هذه المخاطر ستتطلب وضع هياكل حوكمة راسخة وبروتوكولات أمنية لنماذج الذكاء الاصطناعي.
وقال ليو: “يجب على الشركات ان تتساءل، هل لدينا الحوكمة المناسبة، وهل وثائقنا الداخلية مجزأة أو آمنة بشكل صحيح؟”، مشيرا الي ان الشركات ترغب فى تجنب وجود نماذج الذكاء الاصطناعي التى يمكن خداعها للكشف عَنْ معلومات خاصة مثل رواتب الموظفين.
وتتعلق القدرة على معالجة هذه المخاطر أيضا بالشركات التى تطبق تدابير داخلية قوية للأمن السيبراني، وفقا للتقرير، حيـث اعلنت أغلبية ضئيلة مـن المشاركين إن تدابير الأمن السيبراني الخاصة بهم “قادرة بشكل متواضع فى أحسن الأحوال” على دعـم الاعلان الذكاء الاصطناعي بشكل توليدي.
وتشمل العوائق الاخرى التى تحول دون اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي وفقا للمشاركين فى الاستطلاع الافتقار الي مهارات الذكاء الاصطناعي التوليدي ذات الصلة، وتشعر الشركات بالقلق مـن عدم امتلاكها للمواهب المناسبة داخليا، ومن عدم توفرها فى السوق.
ومع ذلك، عكَس الاستطلاع مشاعر إيجابية عامة عَنْ الدور المستقبلي للذكاء الاصطناعي التوليدي فى الأعمال التجارية. فقد توقع 6 مـن كل 10 مشاركين ان يؤدي الذكاء الاصطناعي الإنتاجي الي إحداث تغيير كثير فى صناعتهم فى السنوات الخمس القادمة، ويرى 78% منهم أنه يمثل فرصة تنافسية، بينما يرى نحو 8% منهم أنه يمثل تهديدا.
وعلى الرغم مـن ان بناء حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة يمكنها التعامل بشكل مسؤول مع مجموعـات كبيرة مـن البيانات ووضعها فى ضوء الأعمال يمثل تحديا كبيرا، فإنه فى القريب سيكون أهلا للاستثمار فيه، وفقا لجيرالدين كور المدير الإداري لجنوب آسيا ورئيس المؤسسة العالميه فى شركة تيلسترا إنترناشيونال.
وقالت كور فى بيـان عَنْ الاستطلاع الذى صدر الاثنين: “عند تنفيذ الذكاء الاصطناعي بنجاح، ستُغير كفاءته قواعد اللعبة بالنسبة لمعظم المؤسسات وستميز القادة عَنْ الأتباع”.
ووفقا لتقرير صادر عَنْ شركة ماكينزي العام الماضي، فإنه مـن المتوقع ان يكون للذكاء الاصطناعي التوليدي أكبر تأثير على المبيعات والتسويق وعمليات المستهلك.