الاخبار العربية والعالمية

“الصين الواحدة”.. سياسة شديدة الحساسية بدأت عَامٌ 1949

على مدى عقود، كان على رؤساء الولايات المتحدة ان يتعاملوا مع موضوع شديد الحساسية يُعرف بسياسة “الصين الواحدة”، فما هى سياسة “الصين الواحدة”؟

هى اعتراف دبلوماسي بموقف الصين بأن هناك حكومة صينية واحده فقط، بموجب هذه السياسة، تعترف الولايات المتحدة ولديها علاقات رسمية مع الصين بدلًا مـن جزيرة تايوان، التى تعدها الصين مقاطعة انفصالية سيجري توحيدها مع البر الرئيسي يـومًا ما.

علاقة قوية غير رسمية

تعد سياسة الصين الواحدة حجر الزاوية الرئيسي للعلاقات الصينية الأمريكية، كَمَا أنها حجر الأساس فى صنع السياسة والدبلوماسية الصينية، ومع ذلك، فهو يختلف عَنْ مبدأ “الصين الواحدة”، إذ تصر الصين على ان تايوان جزء لا يتجزأ مـن صين واحده سيجري توحيدها يوما ما.

وتحافظ واشنطن على علاقة قوية غير رسمية مع تايوان، بما فى ذلك استمرار مبيعات الأسلحة الي الجزيرة.

على الرغم مـن ان حكومة تايوان تدعي أنها دَوْلَةٌ مستقلة، فإن اى دَوْلَةٌ تريد علاقات دبلوماسية مع الصين يجب ان تقطع العلاقات الرسمية مع تايبيه، ما أدى الي عزل تايوان الدبلوماسي عَنْ المجتمع الدولى.

نهاية الحرب الأهلية الصينية

يمكن إرجاع هذه السياسة الي عَامٌ 1949 ونهاية الحرب الأهلية الصينية، فقد تراجع القوميون المهزومون، المعروفون أيضًا باسم الكومينتانغ، الي تايوان وجعلوها مقرًا للحكومة، بينما بدأ الشيوعيون المنتصرون حكـم البر الرئيسي باسم جمهورية الصين الشعبية، وقال الجانبان إنهما يمثلان الصين كلها.

منذ ذلك الحين، هدد الحزب الشيوعي الحاكم فى الصين باستخدام القوة إذا أعلنت تايوان استقلالها رَسْمِيًٌّا، لكنها اتبعت أيضًا مسارًا دبلوماسيًا أكثر ليونة مع الجزيرة فى السنوات الاخيره.

تحول الرياح الدبلوماسية

فى البداية، اعترفت العديد مـن الحكومات، بما فى ذلك الولايات المتحدة، بتايوان لأنها ابتعدت عَنْ الصين الشيوعية، لكن الرياح الدبلوماسية تحولت، إذ رأت الصين والولايات المتحدة حاجة متبادلة لتطوير العلاقات ابتداء مـن السبعينيات، فقطعت الولايات المتحدة ودول أخرى العلاقات مع تايبيه لصالح بكين.

ومع ذلك، لا يزال الكثيرون يحتفظون بعلاقات غير رسمية مع تايوان مـن اثناء المكاتب التجارية أو المعاهد الثقافية، ولا تزال الولايات المتحدة اهم حليف أمني لتايوان.

بداية العلاقات الدبلوماسية الرسمية

بعد اعوام مـن الدفء فى العلاقات، أقامت الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية رسمية مع بكين فى عَامٌ 1979 فى عهد الرئيس جيمي كارتر، ونتيجة لذلك، اضطرت الولايات المتحدة الي قطع العلاقات مع تايوان، وأغلقت سفارتها فى تايبيه.

لكن فى العام نفسه، أقرت أيضًا قانون العلاقات مع تايوان، الذى يضمن دعـم الجزيرة بشكل حاسم، ينص هذا الفعل على أنه يجب على الولايات المتحدة مساعدة تايوان فى الدفـاع عَنْ نفسها، وهذا هو السبب فى استمرار الولايات المتحدة فى بيع الأسلحة الي تايوان.

وقالت الولايات المتحدة أيضًا إنها تصر على الحل السلمي للخلافات بين الجانبين، وتشجع الجانبين على مواصلة “الحوار البناء”.

كَمَا تحتفظ بوجود غير رَسْمِيٌّ فى تايبيه عبر المعهد الأمريكي فى تايوان، وهي شركة خاصة تمارس مـن خلالها أنشطة دبلوماسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى