وصف مختصون القمة العربية الـ32، بالاستثنائية، بسـبب التوقيت والمكان والحضور المميز بالإضافة الي وجود عديد مـن الملفات التى تحتاج اتفاق عربي موحد لحلها، مؤكدين ان المملكة هى بيت العرب ورائدة التضامن الإسلامي لذلك المزيد مـن الآمال المعلقة اثناء هذه القمة بالتحول الكبير فى نتائجها على الصعيد الإقليمي والدولي.
وبيّن أستاذ العلوم السِّيَاسِيَّةُ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة د.وحيد حمزة لـ”اليـوم”، ان قمه جدة لجامعة الدول العربية والتي تعقد فى المملكة والمعروف بدورها الرائد فى الحفاظ على وحدة العرب وأمن واستقرار الشعوب العربية، تعكس اهتمام المملكة بمحيطها العربي ومنظومتها العربية مـن جميع الجوانب السِّيَاسِيَّةُ والاقتصادية خاصة ما يتعلق بأهمية استقرار الدول العربية والحفاظ على أمن شعوبها فى حقبة زمنية حالية مفعمة بالمخاطر والمشاكل والتحديات الإقليمية والدولية.
وأكد ان ملفات الْأَوْضَاعُ والتطورات فى فلسطين المحتلة، والصراع فى السودان، وفي اليمن، فى سوريا، فى ليبيا، وفي لبنان تتصدر جـدول أعمال القمة العربية مما يؤكد على الضرورة القصوى لقيادات الدول العربية جميعًا ان يعوا تمامًا مخاطر بقاء واستمرار تلك الملفات ومخاطرها على الأمن القومي العربي، لمواجهة تلك الْأَوْضَاعُ الملتهبة فى المنطقة.
وأوضح “حمزة” ان توحيد الجهود لمجابهتها أصبح ضرورة ملحة وذلك مـن اثناء التصدى لها بقوة الإجماع ووحدة الصف والكلمة، والتي تستوجب تكثيف العمل الجماعي العربي تحت مظلة جامعة الدول العربية مع وجوب ان ترتقي لتكون تكتلا إقليميا مؤثرا على الصعيد الدولى، قادرة على مواجهه التحديات، وحل الأزمات العربية.
توقيت مهم للأمن العربي
مـن جهته أعلن المحلل السياسي الأستاذ بجامعة الفيصل د. خالد باطرفي ان انعقاد القمة يأتي فى وقت حساس خاصة نظراً لوجود العديد مـن الملفات التى تحتاج لاتفاق عربي موحد لحل تلك القضايا التى لا تترقب، كونها آنية وحاضرة ومؤثرة، على الأمن القومي العربي، اما بالنسبة لمكان انعقاد القمة فالمملكة هى بيت العرب ورائدة التضامن الإسلامي لذلك المزيد مـن الآمال المعلقة بالثقل السياسي لها وتأثيرها على الصعيد الدولى.
وأشار “باطرفي” الي ان اهم الملفات المطروحة هو ملف السودان بسـبب مستجداته فى الساحة، وأيضاً القضية الفلسطينية والقضية اليمنية التى توشك اليـوم وبعد 8 اعوام الي الخروج لبر الأمان بفشل المملكة ، بالإضافة الي قضية الملف الإيراني، وعودة سوريا الي الحاضنة العربية.
لم الشمل العربي
وقال الكاتب السياسي صالح السعيد، إن انعقاد القمة العربية فى جدة يأتي تعزيزا للعمل المشترك لحماية الأمن القومي العربي بجميع أبعاده ومفهومه الشامل وللتعاطي مع التحولات العالميه تحت محاولات لم تتوقف منذ اعوام للتدخلات الخارجية بشؤون الدول الداخلية.
وأوضح ان ابرز الملفات الحاضرة اثناء القمة هو الملف الاقتصادي التى تسعى قمه جدة لإيجاد معالجة عاجلة لها للدول العربية خاصة بعد الأزمات المالية العاصفة على العالم اثناء مدة “كوفيد -١٩” وبعدها.
وأكمل: “أيضاً الملف الأمني ومكافحة الإرهاب وخاصة فى مدة الأزمة الروسية الأوكرانية، والعلاقات بين الدول العربية وواشنطن وانعكاسات الملفات المجانية معها منذ ٢٠١١ والتي كلما فترت عادت الإدارات الامريكية المتعاقبة الي إشعالها وما تسببه مـن انعكاسات أمنية”.
وأضاف “السعيد”، ان لم الشمل العربي يظل الملف الأهم للمملكة، لتحقيق الوحدة العربية والتكامل فى جميع المجالات المتنوعة فمن جدة ستعود سوريا الي الحضن العربي بعد انقطاع طال أمده جاء الي ما يزيد عَنْ ١٢ عاماً، منذ آخر مشاركة للبعثة السورية التى كانـت فى قمه سرت الليبية بـ٢٠١٠م.