المقاتل العقائدي.. لماذا تفشل إسرائيل والغرب باستمرار فى توقع حركة حماس؟ سام نيوز اخبار
فى مشهد صادم، وفي وقت باكر مـن صباح السابع مـن أكتوبر/تشرين الاول، كان مقاتلو القسام “يدوسون” رؤوس جنود الاحتلال بعد عبورهم السياج الأمني النهائي بين قطاع غزّة المحاصر وأراضي فلسطين المحتلة. لم يفهم أحد ما يجري بادئ الامر، لا مـن حيـث الحجم، ولا التداعيات. مجرّد مشاهد متناثرة لمقاتلين يقتحمون المستوطنات الإسرائيلية بأساليب مختلفة، حتـى جاء إعلان محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، عَنْ الاعلان عملية “طوفان الأقصى”. ساعات معدودة تلت الشرارة الأولى، بدأت بعدها أعداد القتلى والأسرى الإسرائيليين بالظهور بأرقام غير معهودة، وظهرت معها مقاطع مرئية تشبه ما نراه عادة فى ألعاب الفيـديو، الامر الذى شكَّل صدمة حقيقية للداخل الإسرائيلي، وللغرب الداعم للاحتلال. صدمة دفعت كاتبا (1) فى صحيفة هآرتس الإسرائيلية لوصف عملية “السيوف الحديدية” بـ”عملية سقوط السراويل” باعتبارها التسمية الأمثل للعملية التى أطلقها جيش الاحتلال ردًّا على طوفان الأقصى.
ما جرى كان فشلا استخباريا وأمنيا وعسكريا إسرائيليا بالإجماع، وهو الإجماع الغربيّ الوحيد الذى صاحب الإجماع على ان حماس “تنظيم إرهابي” ينبغي القضاء عليه وأنه يتحمل “مسؤولية” اندلاع الحرب. حملت الحادثة مجموعه مـن المفارقات، لا التشابهات، التى لا يجدر بأحد إغفالها، فقد جاءت بعد 50 عاما بالتمام مـن فشل استخباري آخر للاحتلال فى حرب 6 أكتوبر/تشرين الاول 1973، اما المفارقة الأكثر إثارة للسخرية فهي ان هذه الضربة التى تُقارن بحرب “العبور”؛ جاءت مـن السجن الكبير الذى تراقبه إسرائيل جوا وبحرا وبرا منذ 16 عاما، راصدة له أسلحة ثقيلة، وتقنيات تجسس ومراقبة كانـت تُسوَّق على أنها مـن الأفضل فى العالم، أو ربما الأفضل على الإطلاق.
اما الفارق الرئيسي بين الحربين فهو ان الأولى كانـت حربا مدروسة قادت فى النهايه لإقامة “سلام” مع إسرائيل مـن قِبَل جيش نظاميّ مدعوم بموازنة دَوْلَةٌ، بينما الحرب التى تجري اليـوم تأتي مـن مجموعـات مقاومة لا يراها الإعلام الغربي أكثر مـن ميليشيا منظّمة، وتسعى لإنهاء الاحتلال القائم، أو إضعافه لأقصى قدرٍ ممكن عبر تحقيق مكتسبات نوعية وإستراتيجية تحدث مـن معادلة الصراع المفروضة لعقود طويلة.
قادت هذه الحادثة عددا مـن الصحف والمجلات الغربية ومراكز الدراسات للبحث فى السبب الذى يقف وراء الفشل الاستخباريّ الإسرائيلي، حيـث وصف السفير السابق لإسرائيل فى الولايات المتحدة عبر حوار (2) أجراه مع مجـلة فورين أفيرز ان ما جرى هو فشل فى كامل المنظومة الاستخبارية والعسكرية الإسرائيلية. جرى كل ذلك فى اثناء قناعة بدت راسخة فى تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية بعدم إقدام حماس على خطوة شبيهة، خاصة ان مصلحتها “المُفترضة” تكمن فى اتفاق تهدئة طويل الأمد، وأن الحركة لن تُقْدِم على بدء القتال بمستوى واسع كَمَا جرى، لأنها تعلم حتما الثمن الذى ستدفعه.
لكن غالبية التحليلات لم تشر الي بُعد رئيسي وجّه ضمنا الحلول الغربية المقترحة لما يحب الغرب تسميته بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي تحليلات كانـت تُجانب دائما جوهر المشكلة، معبِّرة عَنْ خلل منهجي سنحاول استعراضه وكشف ملامحه فى السطور القادمة.
كل شيء قابل للتفاوض.. والشراء
“يموت الكبار وينسى الصغار”
(غولدا مائير)
قبل 4 أعوام تقريبا، وفي مشهد يليق بإحدى ورشات العمل فى وادي السيليكون الأميركي لحفنة مـن رجال الأعمال المتعطشين لتحقيق الثراء، وقف جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فى قلب العاصمة البحرينية المنامة، ليُحاضر امام مجموعه مـن المسؤولين ورجال الأعمال العرب لتسويق صفقة القرن التى وصفها كوشنر بـ”فرصة القرن”.
كل شيء كان محبوكا بامتياز وفق قواعد التسويق والعلاقات العامة. فمَن سيفوت حضور هذا العنوان البرّاق: فرصة القرن؟ كان الهدف المعلن هو حل “النزاع” الفلسطيني – الإسرائيلي، ومَن ذا الذى لا يريد حل هذا “النزاع”؟ اما عَنْ الكيفية، فمن بوابة الاقتصاد. وهنا تحديدا يستل كوشنر ما فى جعبته مـن أدوات تسويقية لإبهار الحضور قائلا: “تخيلوا مركزا نابضا بالاقتصاد فى الضفة يحقق الازدهار لشعوب المنطقة” عبر تقديم مناخ يجذب المستثمرين لمنطقة الشرق الأوسط، وأعلن حينها عَنْ سعيه لجمع 50 مليار دولار على مدى 10 أعوام لتحقيق حلمه المنشود. كانـت هذه هى الخطوط العريضة لـ”الفرصة” التى لم تلتقط أنفاسها لأكثر مـن مدة العرض الذى سُوِّقت خلاله، وانتهت بنهاية الورشة.
4 أعوام مرّت تقريبا دون انعكاس لهذه الصفقة/الفرصة على الأرض، حصريّة ان الفلسطينيين، أصحاب القضية، رفضوها بأطيافهم جميع، ولم يكونوا جزءا مـن تلك الورشة. وبغض النظر عَنْ التفاصيل، كان الامر اللافت هى الفلسفة التى قامت عليها الفكرة: المال مقابل السلاح والأرض التى سُلبت، والتنمية الاقتصاديه مقابل التسليم بإسرائيل أمرا واقعا مع دَوْلَةٌ فلسطينية منزوعة السلاح والسيادة، لكنها تحوي أبراجا وفرصا استثمارية.
كانـت هذه العقلية المحرّكة للصفقة شبيهة بتلك العقلية الدولية التى سمحت لحماس عَامٌ 2006 بدخول الانتخابات التشريعية الفلسطينية، مع توقع بأن الحركة لن تحقق انتصارا ساحقا، وأن ما سيجري للحركة الفتيّة هو تماما ما حدث لحركة فتح إثر اتفاق أوسلو وتأسيس السلطة الوطنيه الفلسطينية عبر تدجينها بأعباء السياسة، مع حيازتها لعدد مـن المكتسبات التى ستسعى للحفاظ عليها. فازت حماس باكتساح يؤهلها لتشكيل الحكومة، بينما لم تعترف المنظومة الدولية بالنتائج، وأدت سيطرة حماس على غزة عَامٌ 2007 الي إعلان الاحتلال الإسرائيلي تطبيق الحصار الكامل على القطاع. بعدها بعام، بدأت أولى الحروب الكبرى على غزة، ومنذ ذلك الحين، تشكّل تصور ضمني ان فرض الحصار بالتوازي مع الحروب المتتالية سيجعل الجمهور يلفظ حماس و”يكفُر” بها، وسيجعل المقاومة المسلحة غير قادرة على تطوير قدراتها مما سيُفشل مشروعها العسكري والسياسي فى آنٍ واحد.
ورغم النقاشات التى دارت فى الأوساط السِّيَاسِيَّةُ الفلسطينية حول جدوى إمساك حماس بزمام السلطة ومدى تأثير ذلك على المقاومة المسلحة، فإن تلك النقاشات لم تكن تسير وفق منهج متطابق مع التصور الغربي الذى كان يؤمن ان سلاح المقاومة قابل للتطويع والتدجين، وأن الحصار سيُجبر سكان القطاع، ومن خلفه حركة حماس وبقية الفصائل المسلحة، على التسليم بالأمر الواقع، ومن ثم القبول باقتراحات تشابه ما طرحه كوشنر فى المنامة.
وكما أخطأت كل تلك التقديرات، كانـت ضربة “الطوفان” هى الأثقل ربما حتـى الان فى مخالفات الاحتلال الإستراتيجية، ومن ورائه منظومة الدول الغربية ودول التطبيع العربيّ، فى فهمهم لطبيعة الصراع، وطبيعة مَن يقاتلون فى هذه المعركة الممتدة، التى لم ينسَ فيها “الصغار” ما حصل للكبار بعد موتهم.
المقاتل العقائدي: الكابوس الذى لم تفسره أحلام المدرسة الغربية
ربما لم يكن بمقدور منظومة الفكر الغربي تقدير ما يعنيه المقاتل العقائدي المشكِّل لجانب كثير مـن التنظيمات المقاومة فى غزة وغيرها فى الساحة الفلسطينية، وعن دور الدين فى تشكيل ثقافة المقاومة. فعلى مدار عقود، كان البُعد الديني المنظّم حاضرا فى فسيفساء الفعل المقاوم الفلسطيني، بدءا مـن مقاومة الاستعمار البريطاني فى الثورة الكبرى، مرورا بتشكيل حركة فتح فى بداياتها، وصولا الي التشكيلات المسلحة التى تُمثِّل شريحة واسعة مـن الطيف المقاوم فى غزة. فبالاستناد الي عصبية (3) ابن خلدون التى تتشكل على أساسها الجماعات الكبيرة، يحضر مقاتلو غزة بمجموعة مرتكزات تُشكِّل عصبيتهم، مثل الدين، والأرض، والدم، والمصير المشترك، ويتكتلون كمجموعات ضوء أُطر أيديولوجية/عقدية دَاخِلٌ تنظيمات مُحكمة ومنضبطة وهيكلية واضحة المعالم.
وبالمناسبة، فالمقاتل العقائدي ليس وصفا قيَميا، بل توصيف علمي يستند الي مجموعه عناصر تحدد وتُشكِّل طبيعة هذا المقاتل، أو الذى يسميه عالم الاجتماع الأميركي إيريك هوفر بـ”المؤمن الصادق” (The True Believer) (4). وأهم سِماته، أنه لا يرى غضاضة فى موته مـن اجل القضية التى يؤمن بها. لكن اختلاف المقاتل العقائدي عَنْ الأيديولوجي (كالشيوعي مثلا) هو تجاوزه للتعبئة الدنيوية باعتبارها المحرّك الاساسى لفعله، إذ يحضر البُعد الأخروي بوصفه عاملا حاسما فى تكوينه الذى يجعل مـن هذه الدنيا مجرد جسر عبور لحياة أخروية يؤمن أنها خالدة، ويُوعد معها بالجنة والنعيم.
اما سبب عدم قدرة الفكر الغربي على فهم حقيقة هذا المقاتل، وإن كان قادرا على وصف سلوكه فى محاولة لتأطيره والقبض على محركات فعله، تماما كَمَا بدأت علوم الاجتماع والإنسان وفق نظرة استعمارية (5) ترى ان التطور النهائى للبشرية يتجسّد فى نموذج الإنسان الغربيّ، فيرجع الي ان الأبعاد الدينية العَقدية انزاحت تدريجيا مـن المخيال الغربي ومن بواعث السلوك، فالمنظومة القيَمية التى رسَخت فى الوعي الغربي المعاصر ترتكز على مجموعه مـن المحددات الثقافية أهمها ان القومية الأوروبية استبدلت الإله تماما فى وعي الممارسة اليومية، وأصبحت الكنيسة، والدين المسيحي فى الغرب تحديدا، تبعا للاقتصاد والدولة، لا متقدما عليهما ولا موازيا لهما، خاصة مع هيمنة الاتجاه البروتستانتي على الفكر المسيحي. وعبر تحليل الخطاب لعدد مـن محطات الإذاعة الدينية المسيحية فى الولايات المتحدة، سيتولد لديك صورةٌ ان الإله بات أشبه بـ”صديق”، وأن الممارسات الدينية تنحصر فى حدود الفضفضة يـوم الأحد للراهب، ويصاحبها مجموعه مـن الطقوس الاحتفالية، وأن روادع السلوك الدينيّ باتت محصورة فى ان تكون لطيفا مع الناس، وما يتبعها مـن تجليّات فردانية تُفعل على سبيل التخيير لا الإلزام.
حتـى إن صورة المسيح باتت أداة تسويقية أكثر منها تعبيرا عَنْ شعائر والتزامات دينية يومية، ففي مقالة نُشرت على واشنطن بوست تحت عنوان “تسويق المسيح” (6)، وضحت الي ان صناعة طريقة الحياة المسيحي أصبحت تجارة تدر أكثر مـن 4 مليارات دولار سنويا (وقت نشر المقال عَامٌ 2004)، وبذلك لا يعدو الدين أكثر مـن ثقافة. لكن هذه الثقافة لا تفتأ ان توظَّف سياسيا لتشكيل وجهة نظر موحدة تجاه القضايا والأحداث وتعبئة المشاعر لتحقيق المصالح الغربية، تماما كَمَا ظهر السيناتور الأميركي على قناة فوكس الأميركية ليعلن ان هذه حرب دينية. وبحسب مقال فورين أفيرز السابق الإشارة إليه، فإن هناك تيارين واضحين فى صفـوف المسيحيين اليـوم، أحدهما ملتزم تماما بالإنجيل ومنعزل عَنْ الانخراط والتأثير فى الواقع العام، وآخر مسيحي يتعامل مع الدين بوصفه ثقافة، وهم مَن يُشكِّلون الفضاء الديني فى الغرب.
وعلى اعتبار ان الأوروبيين مختصون بتحويل كل شأن محلي الي قضية عالمية، فقد شكَّل هذا الوعي ركيزة لنظرة الأوروبي للآخر انطلاقا مـن مركزية الفكر الأوروبي نفسه، وامتد ذلك بالتبعية تجاه نظرتهم لفلسفة الصراعات، وبناء على ما أشرنا إليه آنفا، فإن التصور القائم على ان إدخال المخالف فى منظومة سياسية/اقتصادية يعني تدجينه بالضرورة؛ يصبح كل شيء قابلا للتفاوض، وقابلا لأن يحركه الإعلام باتجاه منظومة مصالح تصب فى أحد هذين العنوانين “فـوز للجميع” أو “البقاء للأقوى”، وكلا العنوانَين يشير بوضوح الي أنه لا استقرار فى منظومة القيم، مع ان منهجية التعاطي السياسي الغربيّ يغلب عليها قاعدة البقاء للأقوى، لكنها تغلّف ببدلة أنيقة وعناوين رنانة قادرة على منح الطرف الآخر شعورَا زائفا بالفوز فى هذه العلاقة.
اما عما يربط المسيحية والفكر الغربي بما يحدث فى فلسطين، فتحضر هنا حقيقة تاريخية يُغفل عنها عادة، وهي ان دَوْلَةٌ الاحتلال استمرار لحركة الاستعمار، وامتداد للفكر الغربي، حتـى وإن ظهرت هذه المرة فى صيغة “اليهودية” وبلغة عِبرية. إذ ليس مـن باب المبالغة ولا الاختزال ان نربط الفكر الغربيّ بالفكر الصهيوني المؤسس للدولة اليهودية، الذى يتجلى بينما يُعرف اليـوم بالمسيحية الصهيونية (7). ففي كتابه “إستراتيجية الاستعمار والتحرير”، يرى جمال حمدان ان الاستعمار الصهيوني هو “استعمار عميل”، ذلك أنه “كان مـن المستحيل ان يتحقق إلا بالمساعدة الكاملة مـن قوى السيادة العالميه، فالاستعمار هو الذى خلق الصهيونية بالسياسة والحرب، وهو الذى يمدّها بكل وسائل الحياة مـن أسلحة وأموال، وهو الذى يضمن بقاءها ويحميها علنا”.
فعودة اليهود الي فلسطين كَمَا يرى حمدان فى كتابه الآخر “اليهود أنثروبولوجيا” “ليست عودة تلمودية أو توراتية أو دينية، وإنما هى عودة الي فلسطين بالاغتصاب. هو غزو وعدوان غرباء، وبذلك فهو استعمار بالمعنى العلمي الصارم، كَمَا ان الدراسات الأنثروبولوجية تؤكد ان اليهود الموجودين الان فى إسرائيل لا صلة لهم بأي أصول إسرائيلية فلسطينية قديمة. فاليهود اليـوم هم أقارب الأوروبيين والأميركيين، بل هم فى الأعم الأغلب جزء منهم لحما ودما وإن اختلف الدين”.
ووفق تلك المنطلقات والتصورات المختزلة عَنْ طبيعة الدين والتدين، والإيمان بقدرة الإعلام ومغريات الاقتصاد على تطويع الشعائر الدينية فى منظومات أكثر “تسامحا”، وفق كل ذلك، لم تكن منظومة الغرب، ومعها إسرائيل، تتصور ان كل تلك السنوات مـن الحصار والعروض “المغرية” غير قادرة على ثني المقاتل العقائدي عَنْ ان يراكم القوة وفق كل وسيلة متاحة، واعتقدت تلك المنظومة ان الفكر المقاوم، حتـى وإن وُجد، فسيظل على حالة مـن السكون السلبى، فى اثناء حالة الشتات والضعف التى تحيط بالمشهد السياسي فى منطقه الشرق الأوسط. لم تكن تلك المنظومة قادرة على استيعاب ان تنتقل روح المقاومة مـن رمي الحجارة التى ربما لم تكن تخدش خوذة الجندي المدجج، الي صناعة صواريخ وطائرات مسيرة ومظلات قادرة على نقل المقاتل العقائديّ مـن سجنه الكبير الي مساحة أرحب فى هذه الدنيا، أو لمساحات أكثر رحابة وخلودا بعد موته، وهي معطيات ربما لو فهمها كوشنر ونتنياهو لما ظنّوا ان قضية كهذه يمكن ان تُشترى بحفنة أموال، ولو كانـت تقدّر بالمليارات!
__________________________________
المصادر:
- Whatever Happens in This Round of the Israel-Gaza War, We Already Lost
- Why Hamas Attacked—and Why Israel Was Taken by Surprise
- نظرية العصبية – ابن خلدون
- The True BelieverAnthropology and Colonialism
- Marketing the Messiah
- Christian Zionism