الاخبار العربية والعالمية

انتخابات تركيا.. ما الذى سيحدث لو فـاز منافس أردوغان بالرئاسة



دخلت تركيا اليـوم، سباق الرئاسة الأصعب، مع تقارب فرص فـوز المرشحين الأبرز فيها، رجب طيب أردوغان، ومنافسه كمال كيليتشدار أوغلو.

وفي اثناء لا يترقب ان يحمل فـوز أردوغان تغييرًا ملحوظًا فى تركيا، سواء مـن ناحية ادارة البلاد داخليًا أو سياستها الخارجية، وفق ما تنقله هيئة الإذاعة البريطانية عَنْ سليم كورو، عضو مركز أبحاث Tepav التركي، فإن المنافس الرئيسي له، يعتمد فى فوزه على وعود بتغيير شكل تلك الإدارة وطريقة تعاملها مع الملفات الهامة للشعب التركي.

الداخل التركي

يمثل المرشح الرئاسي أوغلو، الحزب الذى شكله مصطفى كمال أتاتورك قبل 100 عَامٌ، وهو الأب المؤسس لتركيا الحديثة والعلماني المتشدد، بخلاف حزب أردوغان ذي الجذور الإسلامية، وهذا هو أول خلاف بين المتنافسين، ويظهر بشدة فى النهايه التى اختارها كل منهما لاختتام حملته الانتخابية.

فبينما أختتم أردوغان حملته مـن مسجد آيا صوفيا، قرَّر أوغلو إلقاء خطابه الأخير الامس مـن ضريح كمال أتاتورك.

وركز كمال كيليتشدار أوغلو، فى خطاباته الفتره الماضية على تغيير الشأن الداخلي فى تركيا أو بمعنى أدق تغيير الوضع “المتأزم” دَاخِلٌ البلاد وأبرزه:

  • إتاحة مزيد مـن الحرية والديمقراطية، خاصة للشباب والصحافة.
  • تغيير نظام حكـم البلد مـن الاعتماد على الرئيس، الي المشاركة الفعالة للسلطة التنفيذية والتشريعية فى ادارة البلاد والرقابة على الحاكم، مع إعادة منصب رئيس الوزراء مرة أخرى.
  • تغيير السياسة الاقتصاديه للبلد، والتي أدت الي حدوث تضخم سبب غلاء السلع على المواطنين بشكل كثير اثناء السنوات الاخيره.

بينما وعد أردوغان الجمهور التركي بتغيير حالهم للأفضل، مع زيادة الرواتب وقيادة البلاد الي وضع افضل مـن اثناء رؤية القرن التركي، كَمَا يرتكز فى خطابه على إعادة إعمار البلاد والمناطق المنكوبة مـن الزلزال وتعويض المتضررين منه.

تغييرات فى السياسة الخارجية

وفق ما ذكرته أستاذ العلاقات الدولية فى كلية الآداب والعلوم الاجتماعية ، جامعة سابانجي، Senem Aydın-Düzgit، فى مقال لها على موقع ” The Loop”، فإن السياسة الخارجية لتركيا ستتغير حال فـوز منافس أردوغان، وسيكون ابرز تحول فيها:

  • إعادة الثقة بين البلد والاتحاد الأوروبي، والتي تآكلت اثناء السنوات الماضية بفعل عَدَّدَ مـن القضايا، أبرزها ملف الهجرة، الامر الذى سيمهد لانضمام تركيا الي الاتحاد الأوروبي، وهو ما أكده احمد أونال تشفيكوز، المستشار الخاص لمنافس أردوغان، كمال كيليتشدار أوغلو، فى تصريحـات سابقة له.
  • تنشيط دور البلد فى حلف شمال الأطلسي “ناتو” مع الاتجاه أكثر نحو الغرب، وتحقيق طلب أمريكا بتعليق صفقة صورايخ S-400 المنعقدة مع روسيا مع انتهاج مبدأ الشفافية فى تعاملها مع الكرملين.
  • تقليل الصدام مع دول شرق البحر الأبيض المتوسط، وأبرزها اليونان وقبرص ومصر، فى اثناء رغبة المعارضة فى ترميم العلاقة بين تركيا وتلك الدول للاستفادة مـن التعاون بدلًا مـن الصدام الذى لم تربح منه البلاد المزيد.
  • إعادة العلاقات التركية السورية، والتخلي عَنْ مبدأ العداء بينهما، فبحسب ما صرح عنه مستشار أوغلو، فإن تلك المصالحة حتمية لضمان عودة اللاجئين السوريين الي بلدهم، والمقدر عددهم بـ3,7 مليون لاجئ يقيمون فى تركيا، فى مدة تقدر بأقل مـن عامين.

اما إذ فـاز أردوغان بولاية جديدة؛ فإن تركيا ستبقي على نهجها القديم فى التعامل فى الملفات الخارجية، وست

اثناء علاقتها باليورو والناتو متوترة، كَمَا مـن المتوقع ان تعمق علاقتها أكثر بروسيا، ولن تهدأ المناوشات فى شرق المتوسط والصدام مع دوله.

وفي اثناء يدلي الجمهور التركي بصوته لانتخاب رئيسه حاليًا، فإنه مـن الصعب التنبؤ بمن سيفوز، خاصة مع اقتراب نسب المتنافسين الرئيسين مـن بعضهما وفق استطلاعات الرَّأْي المجراة قبيل بداية السباق الانتخابي.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى