أصبحت “باي بال”، فى بداية هذا الاسبوع، أول شركة أميركية كبرى متخصصة بالتكنولوجيا المالية التى ترصد عملة رقمية خاصة بها مربوطة بالدولار تُعرف باسم “PayPal USD”، لتقدم بذلك أحدث الحلول لمستثمري العملات المشفرة حول كيفية نقل الأموال فى الصناعة.
تدخل الشركة سوقًا مزدحمة للغاية تهيمن عليها بالفعل عملات مستقرة مثل التيثر وUSDC، فى وقت تلاشت فيه الضجة حول العملات المشفرة واستقرت الأسعار فى الغالب وسـط انتقال اهتمام المستثمرين لأسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
فى هذا السياق، اعلن نائب الرئيس الاول والمدير العام للتقنيات فى الشركة خوسيه فرنانديز دا بونتي، فى مقابلة مع “CNBC الأميركية” اطلعت عليها “العربية.نت”، إن الشركة واثقة مـن توقيتها وميزتها التنافسية فى القطاع.
“العملات المستقرة هى التطبيق الأكثر فاعلية لشبكات بلوكتشين فى الوقت الحالي”.
وتابع دا بونتي قائلاً: “هناك مزايا فى الامر، متعلقة بالتكلفة وإمكانية البرمجة ووقت التسوية”، مضيفًا ان السوق مهيأ للوافدين الجدد.
“العملات المستقرة هى شيء لا يمكننا الاستغناء عنه”.
كَمَا نفى دا بونتي تقرير لـ”بلومبرغ” بأن الشركة قد أوقف تطوير عملته المستقرة مؤقتًا فى فبراير. فى ذلك الوقت، كان كل مـن هيئة الأوراق المالية والبورصات والمنظم المالي فى نيويورك يضغطان على “Paxos Trust”، وهي شركة خدمات مالية مدفوعة مقرها نيويورك تساعد “باي بال” فى إصدار عملتها المستقرة. أراد المنظمون ان توقف الشركة علاقتها مع “باينانس”. توقفت “Paxos” فى النهايه عَنْ إصدار عملة “باينانس” المربوطة بالدولار، والتي يطلق عليها BUSD.
يأتي الإطلاق بعد هبوط السيولة فى سوق العملات المشفرة اثناء العام الماضي.
كَمَا يأتي القرار فى اثناء سيطرة الضبابية حول مستقبل قطاع البنوك فى أميركا والذي بدوره يضغط على ثقة مستثمر قطاع التشفير. ففي شهر مارس، فشل اثنان مـن البنوك الأكثر انكشافا على عملاء قطاع التشفير، وهما “Silvergate” و”Signature”، بالإضافة الي أكبر بنك متخصص بالشركات الناشئة فى مجال التكنولوجيا، “Silicon Valley Bank”.
ومن ابرز تداعيات أزمة البنوك على سوق العملات المشفرة، خسارة USDC المقومة بالدولار، ولو لفترة وجيزة، ارتباطها بالدولار الأميركي.
انخفض إجمالي القيمة السوقية للعملات المستقرة منذ ذروتها، حيـث انخفضت بنسبة 25% الي 120 مليار دولار، وفقًا لبيانات “TradingView”.
تتمتع “باي بال” ببعض المزايا الرئيسية الهامة، أبرزها أنها تضم أكثر مـن 435 مليون حساب نشط.
وأشار دا بونتي لإمكانية التشغيل البيني كميزة رئيسية أخرى، مشيرًا الي ان البنية التحتية لإرسال PYUSD خارج نظام “باي بال” البيئي موجودة بالفعل.
كَمَا أوضح ان “باي بال” تتيح عمليات النقل عبر سلاسل “بلوكتشين”، مما يعني ان المستخدمين سيكونون قادرين على نقل PYUSD فى محفظة “باي بال” الخاصة بهم الي محفظة تشفـير خارجية.
تخطط الشركة للتركيز على المدفوعات فى الـ “ويب 3” والبيئات الافتراضية الرقمية، بما فى ذلك سوق السلع الرقمية فى الألعاب الالكترونية والرقمية والتي تقدر قيمتها 100 مليار دولار.
سيتم طرح “PYUSD” للعملاء الأميركيين فى البداية، قبل اعتماد العملة المستقرة فى بقية دول العالم.