بعد ان داسه أقوياء العالم.. محام فرنسي: القانون الدولى يدفن تحت أنقاض غزة | اخبار سياسة سام نيوز اخبار
كانـت غزة لسنوات طويلة، بمثابة سجن مفتوح يضم مليوني نسمة بينهم نسبه عاليه مـن الأطفال، ولكنها أصبحت الان ركاما ودمارا، يرقد تحت أنقاضها القانون الدولى الإنساني الذى أصبح كناية عَنْ تجريد العالم مـن إنسانيته، بينما يعد خطوة هائلة الي الوراء بالنسبة لهذا الحق الذى تم ترسيخه مـن اثناء الألم منذ نهاية القرن التاسع عشر.
مـن هذه المقدمة، انطلق المحامي وليام بوردون –فى مقال له بصحيفة ليبيراسيون- اعتبر فيه ان عملية تجريد ضحايا جرائم الحرب والجرائم امام الإنسانية مـن إنسانيتهم التى كانـت مستمرة منذ عقود، تسارعت لتصل الي ذروتها بعد السابع مـن أكتوبر/تشرين الاول، مع بداية الحرب الإسرائيلية على غزة.
ومع ان القانون الإنساني الدولى تأسس لمواجهة فظائع الجرائم الجماعية، فإنه اثناء عاجزا عَنْ وقف الجرائم التى ارتكبت فى القرن الـ20، كَمَا لم يمنع رغم تعزيزه باتفاقيات جنيف الأربع جرائم الاستعمار ولا غيره، لأن استهزاء الزعماء السياسيين، وجنون الطغاة العظماء، جعل منه ورقة يحبون التوقيع عليها ليدوسوها بعد ذلك.
معايير مزدوجة
وأشار المحامي الي ان العالم استبشر بإنشاء المحكمتين الأوليين المخصصتين ليوغسلافيا السابقة ورواندا، وعاش لحظة مليئة بالأمل مع إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، واعتبرها بداية حقبة جديدة تؤرخ لنهاية الإفلات مـن العقاب لأعظم مجرمي الدم.
غير ان عمل هذه العدالة المعولمة الجديدة بدا متواضعا وغامضا -حسب الكاتب- لأن هذه الأداة المناهضة للطغيان والهمجية محتقرة ومخربة جاء الى أقوياء العالم الذين يتحملون أكبر قدر مـن سفك الدماء، مثل الأميركيين والروس والصينيين، وكلهم مجموعه فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وعلى مدار 20 عاما، ركزت المحكمة الجنائية الدولية على الجرائم المرتكبة فى أفريقيا، ومؤخرا على تلك الجرائم التى ارتكبتها روسيا فى أوكرانيا، مما عزز فى ضمائر مواطني أقصى الجنوب، الشعور باستمرار الكيل بمكيالين، خاصة مع الانتظار والترقب منذ فتح تحقيق أولي عَامٌ 2021 بشأن الجرائم المرتكبة جاء الى إسرائيل وفلسطين، حسب الكاتب.
وفي هذا السياق، أشار الكاتب الي التشريع الذى تبنته ادارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، لتحرر نفسها مـن التراث القانوني العالمي، مما سبب التآكل التدريجي للمبادئ التى تحمي كرامة الإنسان فضلا عَنْ الحريات العامة، وذلك باسم الحرب على الإرهاب التى لم تسلم أوروبا مـن تبنيها.
نفاق وازدواجية
وقد فتحت “الحرب على الإرهاب” مجالا غير محدود مـن الاستغلال السياسي، سهل تجريم الأصوات المعارضة، وأصبح عذرا لا جدال فيه لتحرير الدول أنفسها مـن التراث القانوني العالمي.
وهكذا سقط القانون الدولى تحت أنقاض غزة وهو يتألم -كَمَا يقول المحامي- بعد ان جاء الي “إضفاء الطابع الحيواني” على السكان المدنيين فى قطاع غزة جاء الى أحد وزراء بنيامين نتنياهو، قمه التقول بتجريد السكان مـن إنسانيتهم لتشريع ضربهم أو قتلهم.
وعلى هذا الأساس، فإن الكرامة التى تشكل جوهر الإنسان وعالميته، تُهدم دون ان يتأثر مـن ينبغي ان يكونوا حراسها، إذ تعتـبر إسرائيل ان القانون عندما يحمي الآخرين، يعد عائقا امام ما تريده، وهو الموقف الذى صدقت عليه واشنطن وباريس قبل تأهيله بالدعوة الي عدم استهداف المدنيين.
وخلص الكاتب الي ان النفاق وازدواجية الزعماء وأصدقائهم التجار، عجل بوصول القانون الي نهايته، كَمَا ان الدول الغربية، بتشجيعها لإسرائيل فى المعركة التى تقدمها بأنها “حضارية”، قد أضرت بالقيم المشتركة للإنسانية.