العالم ليس قرية صغيرة، وإن كان هذا القول صادقاً فلربما كانـت المؤسسات الإعلامية الضخمة جزءاً مـن هذا المعتقد.
صرح روبرت مردوخ، قطب الإعلام اليميني القوي الذى بنى وأشرف على واحده مـن أكثر إمبراطوريات الأخبار نفوذاً فى العالم، يـوم الخميس، أنه سيتنحى عَنْ منصب رئيس مجلس ادارة شركتيه “Fox Corporation”، و”News Corporation”.
وكتب مردوخ (92 عاما) فى مذكرة للموظفين: “طوال حياتي المهنية كنت منشغلا يوميا بالأخبار والأفكار، وهذا لن يتغير”. وأضاف: “لكن الوقت مناسب بالنسبة لي لتولي أدوار مختلفة، مع العلم ان لدينا فرقا موهوبة حقاً”.
وباعتباره زعيماً لشركة فوكس آند نيوز كوربوريشن، التى تنشر صحفاً واسعة النطاق مؤثرة مثل صحيفة وال ستريت جورنال وصحيفة نيويورك بوست الشعبية، فقد اثناء مردوخ لعقود مـن الزمن يتمتع بنفوذ كثير فى الحزب الجمهوري، لا يضاهيه سوى قِلة مختارة.
ويأتي تقاعده فى لحظة عملية فى صناعة الإعلام حيـث يقابل عمالقة الترفيه الراسخون تحولاً كاسحاً فى أعمال التلفزيون والسينما التقليدية وينجذب المستهلكون بسرعة نحو خدمات البث المباشر.
كَمَا ان قرار مردوخ بالتنحي عَنْ منصب رئيس مجلس ادارة شركاته مـن شأنه ان يرسل موجات صادمة عبر العالم السياسي، مع احتدام السباق الرئاسي لعام 2024. إذ لا تزال مجموعه فوكس نيوز عالقة فى دعوى قضائية ناجمة عَنْ تسويق الشَّبَكَةُ لانتخابات الرئيس السابق دونالد ترمب فى أعقاب انتخابات عَامٌ 2020.
وفيما توصف الصحافة بمهنة البحث عَنْ المتاعب، ولعلها وفقاً لبعض تصنيفات الوظائف الحديثة، واحده مـن أقل المهن جاذبية، إلا ان هذا القول لا ينطبق على الجميع، فـ “مردوخ” كان واحداً مـن أباطرة الصناعة وواحداً مـن عَدَّدَ قليل ممن أصبحوا مليارديرات فى هذا العمل. يعد “مردوخ” وعائلته ثالث أغنى مليارديرات الإعلام فى القائمة عالمـياً مع ثروة تقدر بنحو 17.1 مليار دولار، وفقاً لـ “فوربس”، وإليك قائمة أباطرة الإعلام:
مليارديرات الإعلام والترفية
مايكل بلومبرغ: ثروته تقدر بـ 94.5 مليار دولار
يعد مايكل “بلومبرغ” اشهر مليارديرات الإعلام والاقتصاد فى العالم، إذ تأتي معظم ثروته مـن الوكالة العملاقة التى أسسها فى عَامٌ 1981، والتي تدر حالياً عائدات بأكثر مـن 12 مليار دولار، وفقاً لـ “فوربس”، والتي قدرت ثروته بـ 94.5 مليار دولار وفي المركـز 11 عالمـياً بين أغنى المليارديرات.
ديفيد تومسون والعائلة: الثروة تقدر بـ 54.4 مليار دولار
ديفيد تومسون هو الجيل الثالث مـن عائلة “تومسون” الكندية والمالكة لوكالة “رويترز”، وتقدّر ثروة العائلة بـ 54.4 مليار دولار.
روبرت مردوخ: 17.1 مليار دولار
بدء مردوخ عمله الصحفى بعمر 22 عاماً فى إستراليا، وأسس إمبراطورية تنوعت بين الصحافة الورقية والتلفزيون وصناعة السينما والأفلام.
دونالد نيوهاوس: 11.8 مليار دولار
ورث دونالد نيوهاوس وشقيقه الراحل صموئيل “سي” إمبراطورية النشر والإذاعة Advance Publications منذ عقود.
وأشرف دونالد لفترة طويلة على أعمال الصحف التى أنشأها والده سام مـن صحيفة ستاتن آيلاند أدفانس اليومية.
تمتلك “Advance Publications” أيضاً حصصاً فى “Discovery Communications”، وموقع الأخبار الاجتماعية “Reddit”.
جون مالون: 9.9 مليار دولار
يشتهر جون مالون، الملقب بـ “Cable Cowboy”، بولعه بالصفقات الإعلامية والهياكل المؤسسية المعقدة.
ومن السبعينيات الي التسعينيات، قام مالون ببناء شركة تلفزيون الكابل TCI بصفته اليد اليمنى للمؤسس بوب ماجنيس (المتوفى عَامٌ 1996).
وأصبح مالون الرئيس التنفيذي لشركة TCI فى عَامٌ 1973 عندما كان عمره 29 عاماً، ثم باع الشركة لشركة AT&T مقابل أكثر مـن 50 مليار دولار فى عَامٌ 1999.