الاخبار العربية والعالمية

بعد طوفان الأقصى.. نهاد عوض للجزيرة نت: مسلمو أميركا امام تحديات هى الأخطر منذ عقود | سياسة سام نيوز اخبار

واشنطن- فجع ملايين الأميركيين المسلمين بخبر مقتل الطفل الفلسطيني وديع الفيوم (6 أعوام) بـ26 طعنة، وإصابة والدته حنان شاهين (32 عاما) خارج مدينة شيكاغو بولاية إلينوي بسـبب عقيدتهما الإسلامية، بينما تعد أول جريمة كراهية بسـبب الحرب التى تخوضها إسرائيل على الفلسطينيين فى قطاع غزة.

وقالت الشرطة إن المحققين “تمكنوا مـن تحديد ان كلتا الضحيتين فى هذا الهجوم الوحشي كانتا مستهدفتين جاء الى المشتبه به كونهما مسلمين على خلفية الصراع الدائر فى الشرق الأوسط بين حماس والإسرائيليين”.

وفي بيـان للبيت الأبيض، عبر الرئيس جو بايدن وزوجته جيل، عَنْ “شعورهما بالصدمة والغثيان” عندما علما بالحادثة.

وقال بايدن “إن عمل الكراهية المروع هذا ليس له مكان بأميركا، وهو يتعارض مع قيمنا الأساسية: التحرر مـن الخوف بشأن الطريقة التى نصلي بها، وما نؤمن به، ومن نحن. وكأميركيين، يجب علينا ان نتحد ونرفض الإسلاموفوبيا وجميع أشكال التعصب والكراهية”.

نهاد عوض: 69% من مسلمي أمريكا تعرضوا لحوادث تمييز وكراهية منذ هجمات سبتمبر (فيديو)
عوض: خطاب بايدن منح الضوء الأخضر لإسرائيل للتمادي بعدوانها على غزة بعد “طوفان الأقصى” (الجزيرة)

وعقب الحادثة، حاورت الجزيرة نت نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) التى تعد أكبر المؤسسات الأميركية المتخصصة فى الدفـاع عَنْ حقوق المسلمين الأميركيين، للحديث عَنْ ضوء وقوع هذه الحادثة، والتحديات والمخاطر التى يواجهها أكثر مـن 4 ملايين مسلم أميركي منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” قبل 10 أيام.

واعتبر عوض ان ما يتعرض له المسلمون الأميركيون اليـوم أكثر خطورة مما تعرضوا له بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، مرجعا ذلك الي تبني الرئيس بايدن والإعلام الأميركي الادعاءات الإسرائيلية بشأن الاحداث.

وقال أيضا “كير يعمل مع مجموعه مـن أصدقائنا فى الكونغرس لاستصدار مشروع قرار يدعو الي وقف فوري لإطلاق النار وتأمين ممرات آمنة للمدنيين فى غزة وإعادة الكهرباء والسماح بدخول الوقود والطعام”.

وإلى نص الحديث:

بداية، كيف علمتم بحادثة شيكاغو؟ وكيف تفسرون مقتل الطفل وديع الفيوم؟

لدينا مكتب كثير فى مدينة شيكاغو مـن مهامه رصد الشكاوى والمضايقات التى يتعرض لها المسلمون الأميركيون، وتقديم المساعدة القانونية والحقوقية والإنسانية.

وفور وصول خبر الاعتداء على الطفل ووالدته، تحركنا لتوفير الدعـم للأسرة، وعلمنا ان الحادثة وقعت على يد مالك المنزل الذى تستأجر منه العائلة جزءا يعيشون فيه.

وعلمنا ان العلاقات كانـت ممتازة بين هذه العائلة والمالك، لدرجة بنائه مكانا مخصصا ليلعب فيه وديع، كَمَا كان يدعوه الي استخدام حمام سباحة يملكه، وكان يشتري له بعض الهدايا.

ويبدو ان التغطية الإعلامية جعلت مالك المنزل غاضبا ومشحونا مـن الأخبار التى ركزت على الفظائع والأكاذيب التى تم لاحقا الاعلان عَنْ بطلانها وعدم صحتها.

كيف تصف الْأَوْضَاعُ العامة والتحديات التى تواجه الجالية المسلمة حاليا؟

بداية دعني أقول إن ما يتعرض له المسلمون الأميركيون حاليا مـن مضايقات وخطاب كراهية يفوق فى ضخامته وخطورته ما ترصد له المسلمون الأميركيون بعد وقوع هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

فحالة الاحتقان والشحن الجارية الان مدفوعة بخطاب الرئيس بايدن الذى كرر فيه الادعاءات الإسرائيلية كاملة بأكاذيبها وافتراءاتها، و(ايضا) طوفان الكراهية الذى يمتلأ به الإعلام الأميركي بما فيه مـن دعوات الي إبادة شعب أعزل، واستضافته لمسؤولين إسرائيليين يروجون لمزاعمهم.

إضافة الي ذلك: الانتشار الكبير للأخبار على وسائط التواصل الاجتماعي المتنوعة دون فحص مصداقيتها أو حقيقتها، ودون الاستعانة بوجهات النظر الاخرى.

وهذا لم يكن موجودا فى هجمات سبتمبر، على الرغم مـن جسامة ما تعرضت له الولايات المتحدة.

ما المقصود بأن الْأَوْضَاعُ أخطر عند مقارنتها بما تلى هجمات سبتمبر التى أدت لمقتل 3 آلاف أميركي؟

بعد هجمات 11 سبتمبر، انطلقت حملات امام المسلمين، بينما هناك بعض الحوادث والمضايقات، لكن ومنذ اللحظات الأولى تبنت ادارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن خطابا منضبطا مؤكدا حماية حقوق المسلمين الأميركيين، وكان هناك تجاوب مع طلبات الجالية المسلمة، وكان هناك قنوات واسعة مفتوحة للتواصل مع البيت الأبيض وقادة مجلسي الكونغرس، وكبريات وسائل الإعلام الأميركية.

وقد زار الرئيس بوش مسجد واشنطن الكبير، وكنت هناك ضوء مجموعه صغيرة مـن قادة المنظمات الإسلامية حيـث التقيناه، وطمأننا على سلامة الجالية المسلمة. ايضا كانـت وسائل الإعلام تستضيف المزيد مـن قادة المسلمين الأميركيين للتعليق على الاحداث، وتوفير رواية مختلفة لما يجري.

وفي الواقع، لا يقترب مـن الشحن والتعتيم الاعلامي شبه الكامل على الرواية الفلسطينية للأحداث إلا حادثة تفجير المبنى الفدرالي فى مدينة أوكلاهوما يـوم 19 أبريل/نيسان 1995، فبعد معرفة ان منفذ التفجير الإرهابي هو رجل أبيض وجندي لاحق اسمه تيموثي ماكفاي، انخفضت نسبه الجرائم والمضايقات التى ترصد لها المسلمون الأميركيون بصورة كبيرة للغاية.

إذ جاء الي عَدَّدَ الحوادث نحو 222 حادثة فى الاسبوع الاول، بعد ان روج الإعلام الأميركي ان “إرهابيا مسلما” ربما يقف وراء تفجير المبنى الفدرالي.

هل رصدتم المزيد مـن الحوادث منذ بدء العدوان على غزة؟

نعم، ونتوقع أعداداً هائلة مـن الشكاوى والمضايقات، وبدأ رؤساء العديد مـن الشركات الكبرى تبني الرواية الإسرائيلية كاملة، ويبعثون رسائل للموظفين يظهرون فيها الدعـم الكامل لإسرائيل غير مكترثين لوجود موظفين عرب ومسلمين فى هذه الشركات.

وترسل المزيد مـن هذه الشركات دعما كبيرا للضحايا الإسرائيليين، مع غياب كامل لتقديم اى دعـم للضحايا الفلسطينيين.

كَمَا أننا رصدنا المزيد مـن حالات تكرار الدعاية الإسرائيلية فى فصول المدارس العامة بالعديد مـن الولايات، مع رفض كامل للاستماع للرواية الفلسطينية، وتهديد بعض الطــلاب الذين حملوا أعلام فلسطين.

والد الطفل الفلسطيني الذي قُتل في أمريكا - مقتل طفل فلسطيني عمره 6 سنوات بـ26 طعنة في أميركا State Rep. Abdelnasser Rashid, D-21st District, embraces Oday Al-Fayoume, father of Wadea Al-Fayoume, 6, during a news conference at the Muslim Community Center on Chicago’s Northwest Side, Sunday, Oct. 15, 2023. Authorities say a 71-year-old Illinois man has been charged with a hate crime, accused of fatally stabbing a 6-year-old boy and seriously wounding a 32-year-old woman, in Plainfield Township, because of their Islamic faith and the Israel-Hamas war. The Council on American-Islamic Relations identified the victims as Wadea Al-Fayoume and his mother. (Jim Vondruska/Chicago Sun-Times via AP)
الفيوم والد الطفل المغدور (أسوشيتد برس)

 

ما القنوات القانونية المتاحة لمسلمي أميركا لتقديم الدعـم المالي والعيني لسكان غزة المحاصرين؟

هناك تردد كثير مـن المسلمين الأميركيين بينما يتعلق بجمع تبرعات لقطاع غزة بسـبب التضييق الحكومي.

وكذلك المزيد مـن منظمات الإغاثة الإنسانية المتخصصة فى جمع التبرعات والمساعدات، وهي مرخصة قانونيا للقيام بذلك، ولديها سجلات واضحة بما تقوم به.

ومع ذلك تعاني هذه المنظمات مـن زيارات دورية مـن مَسْؤُولِي مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” (FBI) ويتعرض العاملون بهذه المؤسسات للمضايقات والأسئلة فى المطارات عند دخولهم الأراضي الأميركية.

كيف تنظر لتغطية الإعلام الأميركي لأحداث غزة؟

كَمَا تعلم، تم إيقاف 3 مسلمين مـن مذيعي مجموعه “إم إس إن بي سي” (MSNBC) الاخبارية، بسـبب موضوعيتهم فى تقديم التطورات فى قطاع غزة، ورفضهم للرواية الإسرائيلية. وهناك انجراف وحماسة وزخم غير مفهوم لتبني الرؤية والادعاءات الإسرائيلية للأحداث بطريقة غير مسبوقة.

كَمَا تغيب مهنية التحقق مـن الخبر، وهناك انجراف وراء طرف للترويج لروايته مع غياب للرأي الآخر، ولا يوجد هنا تأكد مـن صحة المزيد مـن الأخبار، مع انجراف كامل وراء أكاذيب واضحة، وغياب التوثيق المهني.

واليوم هناك تعتيم كامل على عملية إبادة وقمع كبيرة، ولا يطرح الإعلام الأميركي أسئلة حول منع دخول الطعام والمياه والدواء وقطع الكهرباء.

وأعتقد ان الجانب الإسرائيلي استفاد مـن درس حرب غزة فى مايو/أيار 2021، وسيطر منذ اللحظات الأولى فى الأزمة الحالية على إبراز الجانب الإنساني لضحاياه.

وأذكر ان صحيفة نيويورك تايمز وضعت على صفحتها الأولى وقتها صورا لـ61 طفلا قتلتهم الغارات الإسرائيلية تحت عنوان “إنهم فقط أطفال” وخسرت إسرائيل معركة الرَّأْي العام العالمي والأميركي.

ولذلك اختلقت إسرائيل دعاية لاستقطاب المشاعر، ونجحت فى خداع الرئيس بايدن ذاته.

غير ان فضيحة تكرار بايدن للأكاذيب الإسرائيلية ما كان لها ان اعلن لو كان مجلس الأمن القومي المساعد له، أو وكالة الاستخبارات المركزية تقوم بعملها وتراجع ما سيقوله الرئيس. واستطاعت إسرائيل خداع رئيس أكبر دَوْلَةٌ فى العالم والذي تبنى ادعاءاتها.

ماذا عَنْ تواصل البيت الأبيض والخارجية مع قادة الجالية المسلمة خاصة وأن بايدن استقبل قادة المنظمات اليهودية منذ أيام؟

لم تصلني اى دعوة مـن البيت الأبيض، ولا أعرف عَنْ اى ترتيـب للقاءات مع كبار المسؤولين الأميركيين بالجالية المسلمة.

وهناك فى الأفق معركة انتخابية بدأت بالفعل مبكرا، وقبل الاحداث الاخيره، وهو ما يسمح بمزايدات بين المرشحين الرئاسيين وبين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على دعـم إسرائيل.

وقد جاء خطاب بايدن عاطفيا ومشحونا، وهو لا يعبر عَنْ كونه رئيسا لكل الأميركيين بمن فيهم المسلمون.

وقد منح خطاب بايدن الضوء الأخضر للإعلام ليتبنى رواية إسرائيل، ومنحها الضوء الأخضر للتمادي فى عدوانها والضرب بهذه الهمجية.

وعرض بايدن مواطنيه دَاخِلٌ قطاع غزة للخطر، والمسلمين دَاخِلٌ الولايات المتحدة للمضايقات والجرائم بسـبب غياب السلطة المحايدة وسيادة القانون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى