بعد وفاة الملك وليام الرابع (William IV) يـوم 20 يونيو 1837، اعتلت فكتوريا عرش بريطانيا لتصبح حينها ملكة وهي فى الثامنة عشرة مـن العمر. مع بداية مدة حكمها التى استمرت لأكثر مـن 63 عاما، كانـت فكتوريا عزباء حيـث تزوجت الاخيره مـن الأمير ألبرت بحلول العام 1840.
ومع بداية مدة حكمها، تلقت الملكة فيكتوريا عَامٌ 1839 زيارة فريدة مـن نوعها حيـث حل الدوق الأكبر، ووريث عرش روسيا، ألكسندر، الذى عرف بينما بعد بألكسندر الثانى، بلندن اثناء جولته الأوروبية للبحث عَنْ عروس مـن الطبقة الأرستقراطية.
صورة للقيصر ألكسندر الثانى
مقابلة ألكسندر وفيكتوريا
اثناء العام 1839، باشر ألكسندر، البالغ مـن العمر حينها 21 سنة، جولته الأوروبية للبحث عَنْ عروس تمهيدا لاستلامه العرش الروسي. وبتلك الفتره، حط الأخير الرحال بلندن. وهنالك، قدّم المسؤولون البريطانيون وريث العرش الروسي للملكة البريطانية فكتوريا التى كانـت حينها فى العشرين مـن عمرها.
حسب مرافقي ألكسندر، أبدى وريث العرش الروسي إعجابا بالملكة فكتوريا التى تبادل معها أطراف الحوار اثناء الحفل الذى أقيم على شرفه. مـن جهة ثانية، لاحظ المسؤولون والمحيطون بالملكة فكتوريا وجود نوع مـن الصداقة والتقارب بين كل ألكسندر وفكتوريا. ولهذا السبب، اتجه المسؤولون البريطانيون حينها لاتخاذ الإجراءات اللازمة عَنْ طريق إبعاد الملكة فكتوريا مـن محيط ألكسندر. وببقية أيام الزيارة، انتقلت الملكة نحو قصر وندسور (Windsor) لتضل بعيدة عَنْ وريث عرش روسيا.
وبتلك الفتره، لم تتقابل المصالح الروسية والبريطانية بمثل هذا الزواج المحتمل. فبينما عمليات بحث البريطانيون عَنْ أمير قرين للملكة، عمليات بحث الروس عَنْ زوجة للقيصر المستقبلي الذى سينتقل بينما بعد للعيش بسانت بطرسبرغ. مـن جهة ثانية، لم تكن العلاقات الروسية البريطانية بتلك الفتره على أحسن ما يرام. وأمام هذا الوضع، حاول المسؤولون البريطانيون تجنب مثل هذه الزيجات التى قد تربطهم بعائلة رومانوف الحاكمة بروسيا. قبيل مغادرته لبريطانيا، التقى ألكسندر بالمكلة فيكتوريا لآخر مرة وأقدم على مصافحتها وتوديعها. وحسب عَدَّدَ مـن مرافقي وريث عرش روسيا، كان ألكسندر حزينا عند نهاية الزيارة.
ألكسندر الثانى عَامٌ 1830
زواج وصدمة واغتيال
بعد نحو 35 عاما، ذهلت الملكة فيكتوريا عَامٌ 1873 عند سماعها برغبة ابنها الأمير ألفرد (Alfred) الزواج بماريا ألكسندروفنا (Maria Alexandrovna) ابنة قيصر روسيا ألكسندر الثانى الذى استلم عرش رويا عَامٌ 1855 فى خضم حرب القرم. وأثناء ترتيبات الزفاف، رفض ألكسندر الثانى، الذى زار لندن عَامٌ 1839، الرضوخ لمطالب الملكة فيكتوريا. وبسبب ذلك، تغيبت فيكتوريا عَنْ حفل زفاف ابنها بسانت بطرسبرغ اثناء شهر يناير 1874. مع اندلاع الحرب الروسية العثمانية ما بين عامي 1877 و1878، مثّل زواج الأمير ألفرد مـن الأميرة الروسية ماريا عائقا امام السلطات البريطانية التى اتجهت حينها لتجنب دخول الحرب امام الإمبراطورية الروسية.
بعد مضي اشهر عَنْ زفاف ابنته ماريا، أهدى القيصر الروسي ألكسندر الثانى للملكة فيكتوريا مزهرية عملاقة، مرفوقة بقاعدتها، جاء الي وزنها حوالى 600 كلغ واستغرقت صناعتها حوالى 18 شهرا. وبتلك الفتره، اتجهت الملكة فيكتوريا لوضع هذه الهدية عند مدخل قصر وندسور.
اثناء العام 1881، أصيبت الملكة فيكتوريا بصدمة عند سماعها بخبر اغتيال القيصر الروسي ألكسندر الثانى الذى استهدف بالقنابل بسانت بطرسبرغ جاء الى مجموعه نارودنايا فوليا (Narodnaya Volya).