بهذه القمة.. صرح عَنْ نهاية الحرب الباردة

فى خضم الثورة السلمية، تابع العالم يـوم 9 تشرين الثانى/نوفمبر 1989 انهيار جدار برلين الذى مهد لتوحيد ألمانيا. وقد جاء هذا الحدث ليمثل إحدى ابرز النقاط التى قادت نحو سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار الأنظمة الشيوعية بدول أوروبا الشرقية.

وعقب سقوط جدار برلين، اتجه القائد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف (Mikhail Gorbachev) للقاء نَظِيرِه الأميركي جورج بوش الأب للتشاور حول مستقبل أوروبا وإمكانية وضع حد للحرب الباردة التى بدأت تزامنا مع نهاية الحرب العالميه الثانية.

مقابلة بمالطا

وبادئ الامر، تخوف المسؤولون بالإدارة الأميركية، على رأسهم مستشار الأمن القومي برنت سكوكروفت (Brent Scowcroft)، مـن هذا اللقـاء الأميركي السوفيتي وصنّفوه بالمبكر وغير الملائم. وأثناء مشاوراتهم، عبّر المسؤولون الأميركيون عَنْ قلقهم مـن إمكانية فشل اللقـاء فى تحقيق النتائج المرجوة وتأجيجه للصراع السوفيتي الأميركي بفترة حساسة مـن تاريخ الاتحاد السوفيتي الذى شارف على نهايته.

وبتأييد مـن الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران (François Mitterrand) ورئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر، وافق الرئيس الأميركي جورج بوش الأب على مقابلة ميخائيل غورباتشوف بمالطا بداية شهر كانون الاول/ديسمبر 1989.

وخلال القمة الأميركية السوفيتية ما بين يومي 2 و3 كانون الاول/ديسمبر، رافق الرئيس الأميركي عَدَّدَ مـن كبار المسؤولين كوزير الخارجية جيمس بايكر (James Baker) ومستشار الأمن القومي برنت سكوكروفت ورئيس مكتب البيت الأبيض جون سونونو (John H. Sununu) والمختصة بالشؤون السوفيتية بمجلس الأمن القومي كونداليزا رايس. وفي المقابل، اصطحب غورباتشوف معه مجموعه مـن الوزراء والمستشارين والعسكريين.

نهاية الحرب الباردة

وفي خضم قمه مالطا ما بين يومي 2 و3 كانون الاول/ديسمبر 1989، لم يوقع الأميركيون والسوفييت أية اتفاقية. وفي المقابل، ناقش الطرفان تسارع وتيرة الاحداث بأوروبا وانهيار جدار برلين وسقوط ما لقب بالستار الحديدي الذى قسّم المعسكرين الغربي والشرقي بأوروبا.

مـن جهة ثانية، اعتبر العديد مـن الخبراء قمه مالطا الحدث الرئيسي الذى أنهى الحرب الباردة بشكل رَسْمِيٌّ. وفي خضم لقائه بغورباتشوف، أثنى جورج بوش الأب على الإصلاحات السِّيَاسِيَّةُ والاجتماعية التى أرساها نَظِيرِه السوفيتي بالسنوات الفارطة. فضلا عَنْ ذلك، قدم الرئيس الأميركي قطعة مـن جدار برلين كتذكار لكل واحد مـن الحاضرين.

بكلمته اثناء القمة، صرح غورباتشوف عَنْ نهاية حقبة الحرب الباردة ودخول العالم بحقبة جديدة أكثر سلمية. فضلا عَنْ ذلك، صرح القائد السوفيتي عَنْ نهاية ما وصفها بالحروب الدموية والبسيكولوجية والأيديولوجية التى نشأت منذ الثورة البلشفية. وبنهاية الخطاب الذى ألقاه، قدم غورباتشوف وعودا لنظيره الأميركي بعدم جر الاتحاد السوفيتي بأي نوع مـن الحروب امام الولايات المتحدة الأميركية مستقبلا. وكرد على غورباتشوف، صرح الرئيس الأميركي جورج بوش الأب عَنْ بداية مدة سلام عالمي وتعاون بين دول شرق وغرب أوروبا.