جورج غالاوي.. صوت فلسطين فى بريطانيا | الموسوعة سام نيوز اخبار
جورج غالاوي سياسي يساري بريطاني ولد عَامٌ 1954، ويعتبر مـن ابرز المناهضين للحرب والاستعمار والصهيونية فى العالم. يشغل منصب عضو فى البرلمان البريطاني عَنْ دائرة روتشديل، ويعرف بدعمه القوي والمستمر للقضية الفلسطينية.
كَمَا يعتبر مـن أوائل السياسيين الغربيين الذين زاروا قطاع غزة بعد الحصار الذى فرض عليه منتصف يونيو/حزيران 2007. وهو أيضا كاتب وإعلامي بارز، له العديد مـن المؤلفات والبرامج التى تناقش القضايا الحيوية والمهمة.
المولد والنشأة
ولد جورج غالاوي يـوم 16 أغسطس/آب 1954 فى مدينة داندي على الساحل الشمالي الشرقي لأسكتلندا فى عائلة فقيرة.
كانـت عائلة والدته مـن المهاجرين الأيرلنديين، بينما والدته مـن الموالين للجمهوريين الأيرلنديين، اما عائلة والده فمن المزارعين الأسكتلنديين، وكان والده ناشطا نقابيا.
ولد فى أحضان حركة العمل، وانضم وهو فى الـ13 مـن عمره الي حزب العمال البريطاني، وترك مقاعد الدراسة وهو فى الـ17 ولم يلتحق بالجامعة، فى عَامٌ 1981 تم انتخابه رئيسا لحزب العمال فى أسكتلندا، فى وقت كان الحزب يسيطر فيه تقريبا على جميع المقاعد البرلمانية، وعلى معظم المجالس المحليه، وكان القوة الأبرز فى البلاد.
التجربة السِّيَاسِيَّةُ
بعد توليه رئاسة الحزب، قاد منظمة “وور أون وانت”، التى تناولت قضايا الفقر والظلم. وفي صيف 1975، وهو فى الـ21 مـن عمره، استقبل فى مكتب الحزب بداندي طالبا فلسطينيا جاء يمثل الاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين، وبعد حوار عميق معه عَنْ معاناة الجمهور الفلسطيني استمر لساعتين، انضم غالاوي الي مناصري المقاومة الفلسطينية.
وخلال السبعينيات زار بيروت والتقى بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذى طلب منه البقاء معه لعدة اشهر. وهناك أدرك ان الفلسطينيين هم ضحايا وليسوا إرهابيين كَمَا تحاول إسرائيل وحلفاؤها تصويرهم.
عُرضت عليه وظيفة فى بريطانيا، ونصحه عرفات بالعودة، مؤكدا أنه يمكن ان يكون صوتا مهما للفلسطينيين عالمـيا. وبناء على هذه النصيحة، عاد ملتزما بدعم القضية الفلسطينية.
تم انتخابه للبرلمان لأول مرة عَامٌ 1987 نائبا عَنْ غلاسكو هيلهيد بلون حزب العمال، واكتسب بسرعة سمعة فى الوسـط السياسي، وفي عَامٌ 1989 أقام توأمة بين مدينة غلاسكو وبيت لحم فى الضفة الغربية فى فلسطين.
وتمرد عدة مرات امام حزبه عندما كان توني بلير رئيسا للوزراء، إذ اختلف معه بشأن تدخل المملكة المتحدة فى العراق، وتم طرده مـن حزب العمال فى أكتوبر/تشرين الاول 2003 بعدما قضى فيه 36 عاما بذريعة الإساءة الي سمعة الحزب عبر تعليقاته إبان الغزو الأميركي البريطاني للعراق عَامٌ 2003، إذ وصف حكومة حزب العمال آنذاك بأنها “آلة كذب توني بلير”. وناشد الجنود البريطانيين ان “يرفضوا تنفيذ الأوامر غير الشرعية”.
وفي يناير/كانون الثانى 2004، اتحد مع حزب العمال الاشتراكي وشخصيات معارضة لحرب العراق وشكلوا حزبا سياسيا جديدا سُمّي حزب الاحترام، وقاده فى انتخابات البرلمان الأوروبي لذلك العام الحصول أكبر تصويـت يساري خارج حزب العمال فى تاريخ بريطانيا.
حصل التحالف على أكثر مـن ربع مليون صوت فى إنجلترا وحدها، وحصل غالاوي على ما يقرب مـن 100 ألف مـن تلك الأصوات فى لندن.
فى الانتخابات العامة لعام 2005، نجح فى كسب مقعد فى البرلمان عَنْ بيثنال غرين وبو، وهو مقعد استمر فى تمثيله حتـى خسارته فى دائرة بوبلار ولايمهاوس عَامٌ 2010.
عاد الي البرلمان بعد فوزه فى الانتخابات الفرعية برادفورد ويست عَامٌ 2012، ولكنه خسر هذا المقعد مرة أخرى فى الانتخابات العامة لعام 2015، واستمر فى قيادة حزب الاحترام حتـى تم حله عَامٌ 2016.
رغم التحديات وخسارته، استمر فى الترشح للانتخابات العامة عامي 2017 و2019، ورغم عدم نجاحه فى هذه المحاولات، أظهر مرونة سياسية واضحة واستمرارية فى العمل مـن اجل القضايا التى يؤمن بها.
فى عَامٌ 2021، أسس حزب عمال بريطانيا وترشح فى الانتخابات الفرعية لباتلي وسبين واحتل المركـز الثالث. ولم تثنه هذه النتيجة عَنْ متابعة جهوده السِّيَاسِيَّةُ، بل واصل العمل بثقة وتصميم حتـى فـاز فى الانتخابات الفرعية فى روتشديل عَامٌ 2024 بنحو40% مـن الأصوات، وعاد بذلك الي البرلمان للمرة الرابعة اثناء 37 عاما.
وقد فـاز غالاوي بدعم مـن الجالية المسلمة فى المنطقة التى قاد فيها حملة انتخابية كبيرة كان شعاره فيها أنها بمثابة “استفتاء على غزة”، وفرصة لتنظيم احتجاج امام حزب العمال المعارض نظرا لموقفه المتخاذل مـن المطالبة بوقف الاعلان النار ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع.
وركز جورج غالاوي فى حملته الانتخابية على مناهضة الحرب فى غزة، وتوعد بأن تهتز جدران قاعة البرلمان مـن اجل فلسطين، كَمَا اعلن فى خطاب له اثناء حملته الانتخابية فى منطقه روتشديل.
غالاوي والقضية الفلسطينية
لم يخش فى المزيد مـن المناسبات التعبير عَنْ آرائه، حتـى لو كانـت تتعارض مع الرَّأْي العام أو سياسات حكومته، مما جعله شخصية مثيرة للجدل فى أوساط السياسة البريطانية والدولية.
حتـى إنه ترصد الي اعتداء فى 30 أغسطس/آب 2014 وهو نائب فى البرلمان البريطاني، عندما هاجمه أشخاص واعتدوا عليه بالضرب وكسروا فكّه، بسـبب تصريحاته المساندة للفلسطينيين.
عرف بكونه مـن ابرز المؤيدين للقضية الفلسطينية، إذ قاد قوافل شريان الحياة الدولية الي غزة التى زارها مع ناشطين متضامنين مع القضية، ومنحه القيادي فى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية الجنسية الفلسطينية عندما كان يشغل منصب رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية بعد انتخابات مارس/آذار 2006.
الإنجازات السِّيَاسِيَّةُ
لم يقتصر نشاط غالاوي على السياسة الداخلية البريطانية فحسب، بل تمتد مساهماته لتشمل الامور الدولية، وبالأخص فى الشرق الأوسط. إذ قام بزيارات متعددة الي المنطقة، وعُرف بانتقاداته اللاذعة للسياسات الأميركية والبريطانية، وخاصة تلك المتعلقة بالعراق وفلسطين.
كَمَا لعب دورا بارزا فى تنظيم قوافل الإغاثة الي غزة، وهو ما عكس التزامه بالدفاع عَنْ القضية الفلسطينية. ومن ابرز إنجازاته:
- أسس عَامٌ 1980 “اتحاد أصدقاء فلسطين” وأصبح أمينه العام.
- شكّل عَامٌ 1982 لجنة طوارئ وإغاثة امام الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.
- عَامٌ 1990 عُرف بمناهضته لحرب الخليج.
- عَامٌ 1990 مُنح وسام “هلال القائد الأعظم الباكستاني” لخدماته المميزة الي إعادة الديمقراطية الي باكستان.
- عَامٌ 1991 شكّل لجنة طوارئ خاصة بالعراق، وقد وأصبحت بينما بعد تُعرف باسم “لجنة الطوارئ الخاصة بالعراق وفلسطين”.
- مـن مؤسسي “مؤتمر القاهره” الهادف الي التوفيق بين الحركات الإسلامية والوطنية والاشتراكية مـن حول العالم للعمل امام العولمة والاحتلال والحروب.
- كان المؤسس ونائب الرئيس لـ”تحالف أوقفوا الحرب”، الذى حشد مليوني شخص للاحتجاج امام الحرب على العراق، مما جعلها أكبر وأهمّ مظاهرة فى تاريخ بريطانيا.
- عَامٌ 2009 أسس جمعية “عاشت فلسطين” الخيرية، ونجح فى جمع مساعدات إنسانية تفوق مليون جنيه إسترليني. وانطلقت قافلة المساعدات مـن المملكة المتحدة الي غزة، وسار جورج غالاوي فى مقدّمتها خارقاً بذلك الحصار على غزة.
إنجازاته الأدبية والإعلامية
قضى جورج غالاوي أكثر مـن 30 عَامًٌا فى كتابة المقالات وتقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية. وعمل كاتب عمود فى عَدَّدَ مـن الصحف والمجلات البارزة، مثل “السبيكتاتور” و”صنداي تايمز” و”الغارديان”.
ألف عدة كتب متنوعة تشمل تحليلات سياسية وسيرا ذاتية، منها:
- “سقوط: تشاوشيسكو والثورة الرومانية”.
- “أنا لست الوحيد”.
- كتاب عَنْ فيديل كاسترو وقصة نيل لينون، ومجموعة مـن أقواله المتنوعة.
- قدم أكثر مـن ألف برنامـج تلفزيوني وإذاعي مباشر عبر مجموعه مـن القنوات والمحطات الشهيرة.