أخبار عالميةأخبار عربيةأخبار فلسطينالاخبار العربية والعالمية

حارة الدمج.. حصن المقاومة ودرع مخيم جنين | الموسوعة سام نيوز اخبار

إحدى حارات مخيم جنين المطل على سهل مرج ابن عامر، غربي مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وهي إحدى الحارات المعروفة بمقاومتها للاحتلال ونضالها ضده منذ اعوام، لا سيما اثناء انتفاضة الحجارة عَامٌ 1987 وكذا اثناء اجتياح مخيم جنين فى أبريل/نيسان 2002.

بدا اسمها “حارة الدمج” أكثر ظهورا بعد الاعلان مخيمات أخرى لا سيما نور شمس قرب مدينة طولكرم والفارعة فى مدينة طوباس شمال الضفة الغربية اسم “الدمج” على حارات فيها.

موقعها

تقع حارة الدمج فى الناحية الشرقية مـن مخيم جنين غربي مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وتكمن أهميتها فى كونها تتصل مباشرة بمدينة جنين، وتصل بين طرفي المدينة الجنوبي والشمالي أيضا.

أنشأت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مخيم جنين عَامٌ 1953 غربي المدينة، وأطلقت عليه اسم “مخيم العائدين”، ليتغير اسمه بعد مدة الي “مخيم المحطة”، نسبه لمحطة القطار العثماني الذى كان يمر أسفل المخيم، ثم صار يعرف بـ”مخيم جنين”.

وقبل ان يستقر سكان مخيم جنين فيه، كانوا يقطنون فى منطقه “جنزور” قرب قرية مثلث الشهداء جنوب المدينة، وبفعل موجة ثلجية كبيرة عَامٌ 1950 رحل اللاجئون الي المخيم.

جنب الدمار بأحد مواقع حارة الدمج الذي سببه الاحتلال- من ضيف التقرير الحاج علي الدمج- الجزيرة نت7
جانب مـن الدمار الذى سببه الاحتلال بأحد مواقع حارة الدمج (الجزيرة)

السكان

تتكون “الدمج” مـن نحو 15 عائلة فلسطينية، تقطن فى أكثر مـن 250 منزلا، ويقدر عَدَّدَ سكانها بحوالي ألفي نسمة (مـن أكثر مـن 13 ألف نسمة ممن يسكنون مخيم جنين وفق الإحصاء الفلسطيني لعام 2023 وأهالي المخيم) يقيمون فوق 10 دونمات مـن أصل مساحة المخيم التى تقدر بنحو نصف كيلومتر مربع.

وإضافة للدمج، هناك عائلات أخرى، منها “سليط” و”ستيتي” و”العزمي” و”أبو صبيح” و”أبو حطب” و”الهندي” و”سلامة” و”الحريري” و”بركات” و”ضبايا”، وأهلها كباقي سكان المخيم منحدرون مـن مدينة حيفا وجبل الكرمل.

المناخ

تتميز حارة الدمج كحال مدينة جنين بمناخ البحر الأبيض المتوسط، فهي حارة صيفا، ومعتدلة وماطرة شتاء، وتقلل نسبيا الجبال المحيطة بها شرقا وغربا الجبهات الهوائية الماطرة والباردة.

تسميتها

تنسب الحارة لعائلة الدمج التى تنحدر مـن مدينة حيفا وقرية المنسي المهجرة عَامٌ 1948، ورغم وجود عائلات أصلا ووفود أخرى الي الحارة، ورحيل بعض أفراد عائلة الدمج الي مناطق قريبة دَاخِلٌ مدينة جنين، إلا ان آل الدمج ظلوا أكثرية ويحافظون على وجودهم بها، وظلت تحمل اسمهم، والدمج هو اسم جد العائلة الأكبر.

معالمها

يعد مسجد الأنصار الذى يتوسط حارة الدمج ابرز معالمها والوحيد فيها أيضا، وقد شيده الأهالي عَامٌ 1992، وكما شأن الحارة تعرَّض المسجد للتدمير والتخريب إثر عمليات الاحتلال العسكرية واجتياحاته للمخيم.

فى 2002 وخلال اجتياح “نيسان” (السور الواقي) اتخذ جنود الاحتلال المسجد ثكنة عسكرية لهم طوال أيام الاجتياح الـ11، وعاثوا فيه خرابا ودمارا، كان أبرزها تفجيرات أحدثها به اثناء العملية العسكرية التى سماها الاحتلال “بيت وحديقة” بداية يوليو/تموز 2023، والتي استمرت أكثر مـن 40 ساعة.

تلا ذلك قصف المسجد بصواريخ مـن طائرات الأباتشي الإسرائيلية فى أكتوبر/تشرين الاول 2023 وقالت إنها استهدفت مقاومين فيه، كان أبرزهم أسعد الدمج أحد قادة كتيبة جنين.

شهداء وأسرى

شهدت حارة الدمج معارك كثيرة كونها تحولت لساحة لقاءات دائمة، وقدمت الشهداء والأسرى والجرحى، فقد استشهد 1% مـن سكان المخيم ما بين عامي 2000 و2006.

ومن نحو 100 شهيد قدمهم مخيم جنين (60 منهم منذ عملية طوفان الأقصى التى نفذتها المقاومة فى السابع مـن أكتوبر/تشرين الاول 2023) ارتقى ما لا يقل عَنْ 20 شهيدا منها وبداخلها، ومنهم محمد الزبيدي ومتين ضبايا وأسعد الدمج.

كَمَا يقبع عشرات الأسرى مـن حارة الدمج فى سجون الاحتلال الإسرائيلي، كَمَا ان 80% مـن أسرها قدمت أسرى.

مسجد الانصار في حارة الدمج- من ضيف الموسوعة الحاج علي الدمج- الجزيرة نت1
مسجد الأنصار فى حارة الدمج (الجزيرة)

الاقتصاد

يعتمد سكان حارة الدمج فى اقتصادهم على عملهم فى الوظيفة العمومية أو العمل الحر عبر محلات ومؤسسات تجارية لهم فى المخيم وبمدينة جنين، أو العمل فى السوق المركزي للخضار فى جنين، وآخرون بائعون متجولون، وكثيرون يعملون دَاخِلٌ الخط الأخضر (عمال فى إسرائيل).

ثورة الحارة ومقاومتها

كان ولا يزال “لحارة الدمج” دورها فى التصدى للاحتلال، وبفضل موقعها الجغرافي المطل على مدينة جنين مباشرة شكلت الدفـاع الاول عَنْ المخيم مـن الجهة الشرقية، وظلت بحكم موقعها المتقدم أيضا هدفا دائما وأوليا لجيش الاحتلال وجرافاته التى حرثت شوارعها وهدمت منازلها بمعظم الاجتياحات للمخيم.

تميزت الحارة بكثرة أزقتها وممراتها وكثافة منازلها وتلاصقها وتعداد سكانها أيضا، وهو ما كان سببا فى تحصن المقاومين فيها، وحفرهم للأنفاق فيها، حتـى إنه اصطلح على تسميتها “حصن المقاومة” أو “درع المقاومة”.

عوامل كثيرة دفعت الاحتلال الإسرائيلي لاجتياح مخيم جنين، كان أبرزها تنفيذ المقاوم شادي الطوباسي أحد عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عمليته الاستشهادية فى مدينة حيفا وقتله ما لا يقل عَنْ 28 إسرائيليا.

فى 30 مارس/آذار 2002 (رغم تسمية البعض له باجتياح نيسان) بدأ الاحتلال اجتياح مخيم جنين (عملية السور الواقي)، وشكلت حارة الدمج متراسا للمقاومين، وبرز “الجنرال” محمود طوالبة ورفاقه وكانوا أشرس المقاومين فى المخيم، وتصدوا على مدار أيام طوال لجنود الاحتلال وأوقعوهم بين قتيل وجريح بينما عرف آنذاك بـ”كمين حارة الدمج”.

مقاومة العهد الحديث

كانـت حارة الدمج على موعد مع نشاط جديد للمقاومة تزعمه المقاوم القسامي حمزة أبو الهيجا عَامٌ 2014 الذى تحصن دَاخِلٌ أحد منازلها، فاستخدمت إسرائيل قوة عسكرية مهولة على الأرض واستعانت بسلاح الطيران اثناء عملية محاصرته، وقصفت المنزل بالقنابل قبل ان تغتاله وشهيدين آخرين هما محمود أبو زينة ويزن جبارين.

ذاع صيت الحارة أكثر، وارتقى منها وبداخلها ما لا يقل عَنْ 20 شهيدا اثناء الأعوام بين (2021 و2023)، وكان أبرزهم الشهيد أسعد الدمج أحد ابرز قادة كتيبة جنين، والذي أصيب 3 مرات، اثنتان منها بالقصف الإسرائيلي بطائرة مسيرة والثانية عبر مروحية أباتشي، وهو نجل الحاج علي الدمج عميد آل الدمج.

جانب من التدمير وتجريف البنية التحتية لحارة الدمج ويظهر بالمقدمة مدينة جنين حيث تربط الحارة المخيم بالمدينة- من ضيف التقرير الحاج علي الدمج- الجزيرة نت2
جانب مـن التدمير وتجريف البنية التحتية لحارة الدمج (الجزيرة)

دمار

دمَّر الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عَنْ 30% مـن حارة الدمج اثناء اجتياح عَامٌ 2002، حيـث شقَّت آلياته طريقها للمخيم المحاصر عبر منازل المواطنين.

وتعرض 1200 منزل فى المخيم لتدمير كلي وجزئي، إذ دمر بالكامل 450 منزلا ومثلها جزئيا، و300 منزل أصيب بأضرار طفيفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى