الاخبار العربية والعالمية

حرب غزة.. كيف تمر ذكرى اتفاقية “وادي عربة” على الأردن؟ | سياسة سام نيوز اخبار

عمّان- تأتي الذكرى الـ29 لتوقيع اتفاقية “وادي عربة” للسلام بين الأردن وإسرائيل فى اثناء ما يشهده قطاع غزة مـن عدوان إسرائيلي ممنهج يعمل المدنيين مـن النساء والأطفال، وهو ما اعتبر مناسبة سانحة للأردنيين لصب جام غضبهم على المعاهدة التى وقعت فى 26 أكتوبر/تشرين الاول 1994، حيـث يحتشدون يوميا بالآلاف بالقرب مـن السفارة الإسرائيلية بعمان رفضا للمجازر التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي فى القطاع على مدار الأيام الماضية.

وتتعرض اتفاقية وادي عربة، وكل أشكال التطبيع، للكثير مـن الانتقادات الشعبية التى ترى أنها لم ترصد شيئا للأردن، ولا سيما بعد ان دخلت العلاقات الرسمية بين الطرفين الأردني والإسرائيلي حالة غير مستقرة سياسيا صعودا وهبوطا، حيـث بقي الجدل الرسمى والشعبي بشأن العلاقة مع الاحتلال محتدا، وارتفعت وتيرته مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأردن وفلسطين.

21 عاما على اتفاقية وادي عربة
الأردن وإسرائيل وقعا معاهدة السلام برعاية أميركية فى 26 أكتوبر/تشرين الاول 1994 (الجزيرة)

رفض شعبي مستمر

يقول رئيس الديوان الملكي الأسبق الدكتور جواد العناني، إن “اتفاقية وادي عربة أصبحت بحكم المنتهية، وما بقي منها شيء يذكر، وهي اليـوم مجرد قوية تستخدم فى بعض الأحيان للأغراض القانونية، بين لحظةٍ وأخرى، كمحاولة إسرائيل ضـم نهر الأردن، وهو ما يشكل خرقا لبنود الاتفاقية، وبالتالي استخدم الأردن البند الثانى مـن الاتفاقية لمنع هذا الامر”.

ولفت العناني فى حديثه للجزيرة نت الي ان معاهدة وادي عربة مرفوضة على المستوى الشعبي، وهي بالنسبة للأردنيين لا تساوي الحبر الذى كتب بها، اما على المستوى الرسمى فهي ما تزال قائمة.

وحول آليات تعاطي الأردن مع الاتفاقية فى اثناء ما يشهده قطاع غزة مـن عدوان إسرائيلي، اعلن العناني -الذى شغل منصب نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق- إن الاحتلال يهدد بـ”ترانسفير” (تهجير) جديد للفلسطينيين مـن الضفة الغربية للأردن، ومن غزة الي مصر، وهناك تخوفات أردنية رسمية بهذا الشأن، وبالتالي الاحتلال تنكر لفكرة الدولة الفلسطينية، وهذا خرق واضح وفاضح لبنود الاتفاقية التى لم يعد لها وجود مـن حيـث المبدأ.

وأكد العناني ان الاحتلال الإسرائيلي اليـوم يهدد الأردن، على مستوى الوصاية على المقدسات فى القدس المحتلة، أو الحديث على ان الأردن جزء مـن أرض إسرائيل، بينما حكومة بنيامين نتنياهو تتعاطى مع الامر وكأنه لا يوجد اى اتفاق مسبق مع الأردن.

“ولدت ميتة”

ويتفق نائب رئيس الوزراء الأردني السابق الدكتور ممدوح العبادي مع العناني، إذ يرى ان ذكرى اتفاقية وادي عربة هذا العام تأتي كمناسبة لنصل جميعا الي قناعة يمارسها معظم الجمهور الأردني ان “لا فائدة مـن اى تحالفات أو معاهدات سلمية أو غير سلمية مع العدو الإسرائيلي”.

ويضيف العبادي للجزيرة نت، ان كل المعاهدات التى وقعت مع الاحتلال ولدت ميتة، لأن لدى الإسرائيليين قناعة كاملة أنهم أصحاب حق فى إقامة دَوْلَةٌ إسرائيل التاريخية على أرض فلسطين وشرق الأردن.

وأوضح ان “معاهدة وادي عربة، أو اى معاهدة أخرى مع الاحتلال فى اثناء ما يشهده قطاع غزة مـن عدوان إسرائيلي تعتـبر جامدة، ولا يتذكرها الأردنيون إلا بالسوء، فصراعنا مع العدو الإسرائيلي صراع وجود، وليس صراع حدود”.

وتساءل العبادي بعد مرور 29 عاما على توقيع اتفاقية وادي عربة، “هل يستطيع اى سفير إسرائيلي ان يتجول فى عمان؟ وهل يستطيع السفير الإسرائيلي فى القاهره ان يتجول فى شوارع القاهره بين المصريين بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد؟ وبالتالي الاتفاقيات مع العدو الإسرائيلي ساقطة عمليا، وولدت ميتة”.

وتضمنت معاهدة وادي عربة بنودا ترتبط برسم الحدود بين البلدين، استعادت الأردن بموجبها أراضي الباقورة والغمر فى العاشر مـن نوفمبر/تشرين الثانى 2019، بعد ان سيطرت عليها إسرائيل وانتفعت بها مدة 25 عاما بعد توقيع الاتفاقية.

كَمَا نصت المعاهدة على “تطبيع كامل، يشمل فتح سفارة إسرائيلية لدى الأردن وأردنية لدى إسرائيل، وإعطاء تأشيرات زيارة للسياح، وفتح خطوط جوية، وعدم استخدام دعاية جارحة فى حق الدولة الاخرى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى