الاخبار العربية والعالمية

حرب غزة.. ما مستقبل العدوان؟ | سياسة سام نيوز اخبار

صرح الاحتلال ان هدفيه مـن الحرب على غزة هما القضاء على حماس، واستعادة الأسرى الإسرائيليين لديها، وبدأها بقصف جوي مكثف لكل ارجاء القطاع مركزا على شماله، ثم، وبعد تردد قرر شن هجـوم “رأس الحربة” بري ركز على شمال ووسط القطاع انتهى بهدن إنسانية استمرت أسبوعا قبل ان يقرر استئناف هذا الهجوم على الجنوب، فهل نجح الاحتلال فى تحقيق هذين الهدفين بعد أكثر مـن 80 يوما مـن بدء الحرب وما مستقبل هذا العدوان؟

مرحلة عدوان جديدة.. لماذا؟

صرح الاحتلال بعد ذلك نيته الانتقال للمرحلة التالية للعدوان، والتي تتمثل فى تخفيف الهجمات المكثفة التى تستهدف المدنيين، والتركيز على استهداف تجمعات المقاومة وأنفاقها بنيران مكثفة بما فى ذلك القصف الجوي، مع تنفيذ إعادة تموضع قواته بنشرها فى شمال وجنوب قطاع غزة بالإضافة الي الوسـط، وأرفق ذلك بسحب الكتيبة الـ13 للواء النخبة “غولاني”، متذرعا بإعادة ترتيـب صفوفه بعد الخسائر التى تكبدها على يد المقاومة، فضلا عَنْ الإعلان عَنْ خطط لتسريح الآلاف مـن جنود الاحتياط.

وتزامنا مع زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للكيان، فقد تم وضع مهلة زمنية للانتقال لهذه المرحله لا تتجاوز حسب تقديرات إسرائيلية وأميركية نهاية الشهر القادم اى يناير/كانون الثانى 2024، مع ربط ذلك بتوسيع إدخال المساعدات الإنسانية والوقود، والتأكيد على عدم السماح بتهجير المدنيين ترضية لمصر والأردن اللتين عارضتاه لأسباب مختلفة، وأرفق ذلك باستصدار قرار مـن مجلس الأمن الدولى لزيادة المساعدات مع فرض رقابة عليها.

تشييع أحد عناصر لواء النخبة الإسرائيلي غولاني قتل في معارك غزة (غيتي إيميجز)
تشييع أحد عناصر لواء النخبة الإسرائيلي غولاني قتل فى معارك غزة (غيتي)

وجاء هذا التوجه ليؤكد ان واشنطن أعطت الضوء الأخضر للاحتلال للاستمرار فى عدوانه، مع تغيير الوسائل، ولإعطائه ايضا فرصة جديدة لتنفيذ عملية القضاء على حماس، غير ان ذلك جاء نتيجه تضافر عدة عوامل:

  • تراجع شعبية الرئيس بايدن امام منافسه ترامب على خلفية دعمه اللامحدود للكيان، فضلا عَنْ حصول تململ كثير فى إدارته وفي وزارة الخارجية بسـبب التماهي مع الاستهداف الإسرائيلي المركـز للمدنيين، دون محاولة وضع اى قيود على ذلك أو استخدام المساعدات لإجبار الحكومة الإسرائيلية على الالتزام بقواعد حقوق الإنسان فى حربها على المقاومة. وفي هذا السياق، حذر بايدن مـن “مخاوف حقيقية فى مختلف ارجاء العالم مـن ان تفقد أميركا مركزها الأخلاقي؛ بسـبب دعمنا إسرائيلَ”، بينما اعتبر وزير الدفـاع، لويد أوستن، ان إسرائيل تخاطر بتلقي “خسارة إستراتيجية” إذا استمرت فى التسبب بخسائر فادحة فى صفـوف المدنيين.
  • تخلخل الدعـم الغربي للاحتلال، والانتقادات الكبيرة للأمم المتحدة للمآسي الإنسانية التى ارتكبها الاحتلال بغزة، ومن ذلك صدور بيـان مشترك لرؤساء وزراء لكل مـن كندا وأستراليا ونيوزيلندا اعتبر أنه “لا يمكن ان تكون المعاناة المستمرة لجميع المدنيين الفلسطينيين هى ثمن خسارة حماس”. بينما تحدث موقف الرئيس الفرنسي اثناء اعلن “لا يمكننا ان نسمح بترسيخ فكرة ان محاربة الإرهاب تعني تدمير كل شيء فى غزة أو مهاجمة السكان المدنيين بشكل عشوائي”. وكذلك أيدت فرنسا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل اسبوعين والذي يدعو لهدنة إنسانية لدخول المساعدات الي غزة، ووقف الاعلان النار بينما امتنعت ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا عَنْ التصويت، ليخالفوا بذلك الموقف الأميركي الرافض للقرار.

وأسهمت فى هذا التغيير بشاعة المجازر التى ارتكبها الاحتلال، واستهدافه المتكرر للمستشفيات والمدارس، وتعمد استهداف المدنيين فى تحركاتهم وتنقلاتهم، فضلا عَنْ الدمار الهائل الذى ألحقه بالبنية التحتية والمنازل والمؤسسات.

  • وربما وهو الأهم، فشل جيش الاحتلال فى تحقيق صورة نصر أو استعادة الأسرى، وذلك على الرغم مـن ترويجه لقتل الآلاف مـن عناصر المقاومة، وتدمير بعض قدراتها العسكرية. كَمَا فشل الاحتلال فى محاولات فى تحرير أسراه، وتسبب فى إحداها بمقتل أحدهم، بينما قتل ثلاثة مـن أسراه جاؤوه رافعين الرايات البيضاء، فضلا عَنْ إعلان القسام مقتل بعضهم بغارات إسرائيلية، الامر الذى فاقم السخط عليه فى أوساط أهالي الأسرى، وزاد مـن المطالبات بعقد صفقة تبادل.
  • نجاح المقاومة ليس فى الصمود فقط، وإنما بإلحاقها الخسائر الفادحة بجيش الاحتلال، وتمكنها مـن بث فيديوهات استهداف الدبابات والآليات، وإيقاع الجنود بالكمائن، وقنص المزيد منهم ببنادق الغول القسامية. ولم يعترف الاحتلال إلا بمقتل نحو 170 مـن قواته منذ الحملة البرية حتـى ساعة كتابة هذا التحليل، بينما تحدثت المقاومة عَنْ أضعاف هذا الرقم، بالإضافة لتدمير المئات مـن آليات الاحتلال العسكرية.
  • التخوف مـن احتمال توسع رقعة الحرب فى غزة لتصل الي حرب إقليمية، فى اثناء استمرار التصعيد جاء الى حزب الله فى لبنان، ودخول الحوثيين على الخط باستهداف السفن الإسرائيلية فى البحر الأحمر، فضلا عَنْ الاعلان الصواريخ والمسيّرات على الكيان.
يحيى السنوار رئيس حركة حماس فى قطاع غزة ابرز المطلوبين لدى جيش الاحتلال (الأناضول)

اهداف غير واقعية وفشل

ومع هذا الفشل الميداني، بدأ الاحتلال بالحديث عَنْ استهداف شخصيات محددة مثل يحيى السنوار رئيس حركة حماس فى غزة، ومحمد الضيف رئيس أركان المقاومة ونائبه مروان عيسى بالإضافة للقيادي العسكري فى كتائب القسام محمد السنوار شقيق رئيس حماس فى غزة، وغيرهم مـن الأسماء ليتمكن فى حال نجاحه فى قتل أحدهم مـن تسويق صورة نصر امام جمهوره، تحل محل هـدف القضاء على حماس الذى حدده ولم يتمكن مـن إنجازه حتـى الان.

وعن هذا الفشل اعلن الدكتور مايكل ميلشتاين رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية فى مركز موشيه ديان للدراسات الشرق الأوسطية والأفريقية، فى تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست فى 14/12/2023 “تعرضنا لأضرار جسيمة، وما زلنا بعيدين عَنْ إسقاط حماس، فغالبية مقاتليها لا يزالون على قيد الحياة، ولا تزال تمتلك الصواريخ”.

ورغم تأكيده ان قصف “الرموز الحكومية مثل البرلمان والمحاكم والمساجد له قيمة رمزية الي حد كثير”، فإن ميلشتاين اعترف بأن “حماس لا تحتاج الي هذا لمواصلة قتالها”، قائلا “بالنسبة لحماس، المقاومة اهم بكثير مـن الحكـم. وطالما ان لديها أسلحة ومقاتلين، فإنها لا تهتـم بما إذا كان بإمكانها حكـم غزة أو تسليم المساعدات الإنسانية”.

اما نائب الكنيست والباحث، والضابط فى الاحتياط عوفر شيلح، فيقول فى حديث للقناة الـ13 العبرية، إن “استمرار القتال بالطريقة الحالية لن يؤدي لتحقيق اهداف الحرب، اى لا تدمير حماس ولا استعادة المخطوفين”.

ويضيف: “هذا ليس فقط بسـبب تراجع أو خسارة غطاء الشرعية الدولية، بل لانه يخطئ مـن يعتقد ان الجيش، فى ما تبقى مـن وقت، قادر على التنقل مـن مكان لمكان، وقتل هذا المخرّب أو ذاك، وتدمير فتحة نفق هنا ونفق هناك. هذا غير ممكن، ويضاف لذلك الكلفة الباهظة للحرب. هذا لن يتحقق، وكل تاريخ الحروب الإسرائيلية يؤكد هذه الخلاصة”.

ورغم كل ذلك، لا تعترف حكومة الاحتلال بالفشل، وإن بدأت فى الآونة الاخيره فى الحديث عَنْ شراسة المقاومة والصعوبات التى يواجهها جيش الاحتلال فى اثناء الاضطرار للإعلان عَنْ أعداد أكبر مـن القتلى والجرحى وإن كانـت أقل بكثير مـن الواقع، واعتراف جيش الاحتلال أنه حتـى الان لا تزال صفارات الإنذار تدوي وسـط تل أبيب، وملايين المواطنين يبحثون عَنْ ملجأ!

وانتشر تسريب لجندي إسرائيلي يتحدث فى مدرسة دينية عَنْ سقوط أكثر مـن 1300 قتيل مـن جنود الاحتلال فى المعركة البرية.

وفي ضوء الخسائر، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت ان 5 آلاف جندي جرحوا منذ بداية الحرب فى 7 أكتوبر/تشرين الاول 2023، وأن وزارة الدفـاع اعترفت بألفي جندي معاق حتـى الان، بينما ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” ان “عَدَّدَ جنود الجيش والشرطة وقوات الأمن الاخرى المصابين جاء الي 6125، بالإضافة الي مقتل 20 عسكريا بنيران صديقة أو حوادث اثناء القتال.

وفيما يتعلق بإضعاف حماس، اعلن الباحث بول روجرز، فى مقال بصحيفة “ذا غارديان” البريطانية عَنْ الصعوبات التى واجهها الصحفيون فى التغطية مـن غزة والتي ساعدت فى رواج رواية إسرائيل عَنْ إضعاف حماس، مشيرا الي ان ذلك تحدث عندما ظهرت صورة مختلفة.

وأشار الي الخلافات بين قادة الجيش والسياسيين قائلا إن “قادة الجيش الإسرائيلي يتعرضون لضغوط هائلة لتحقيق النجاح، وسيذهبون الي الحد الذى تسمح به حكومة الحرب. وهؤلاء القادة سيدركون الان أنه على الرغم مـن كل خطابات نتنياهو، فإن حماس، أو على الأقل أفكارها، لا يمكن هزيمتها بالقوة العسكرية”.

وشدد على ان “إسرائيل لا تجازف بالتحول الي دَوْلَةٌ منبوذة فحسب، حتـى بين حلفائها، بل إنها ستعمل أيضا على تغذية جيل مـن المعارضين لها.. ولذلك تحتاج الي إنقاذ نفسها، لكن هذا سيعتمد، أكثر مـن اى شيء آخر، على بايدن والمحيطين به. وقد يتعين عليهم، ربما بدافع مـن المزاج العام المتغير بسرعة فى أوروبا الغربية، ان يدركوا دورهم فى وضع نهاية فورية لهذه الحرب”.

وبالنسبة للهدف الثانى والمتمثل بالإفراج عَنْ الأسرى، فإن نتنياهو يسوّق لجمهوره ان حكومته لن تنجح فى تحرير “الرهائن” الإسرائيليين المحتجزين فى غزة “دون الضغط بقوة عسكرية”، ولكن الواقع يقول إن الطريقة الوحيدة التى نجح فيها الاحتلال فى تحرير أسراه هى بالتبادل فى اثناء هدن إنسانية، وهو ما يعزز القناعات فى الشارع الإسرائيلي بالدعوة لوقف الاعلان نار فوري، وإجراء صفقة تبادل شاملة للأسرى كَمَا تطالب حماس.

ورغم امتلاك إسرائيل كل التكنولوجيا وبمساعدة طائرات تجسس أميركية وبريطانية وفرنسية، فإن كل ذلك لم يفلح فى تحرير اى أسير إسرائيلي بالقوة.

إسرائيل قصفت قطاع غزة بقنابل الفسفور الأبيض المحرمة دوليا (وكالة الأناضول)
إسرائيل قصفت قطاع غزة بقنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا (وكالة الأناضول)

مستقبل الحرب

ومع كل ما تكبّده الاحتلال، ومع قدرة حكومة نتنياهو على تضليل جمهورها، وتقليل الخسائر بما فى ذلك خسائر المرتزقة الذين توفرت مؤشرات ودلائل على وجودهم بصرف النظر عَنْ أعدادهم، فإن قدرة العدو على تحمل الخسائر ما زالت معقولة، فضلا عَنْ استمرار تمتعه بالدعم الأميركي بما يسمح له بمواصلة العدوان.

ولا تزال قوات الاحتلال تحظى بدعم الجمهور الذى تهيمن عليه رغبة الانتقام مـن الإذلال الذى ترصد له الكيان فى 7 أكتوبر/تشرين الاول، مع ان هذا العامل بدأ بالتخلخل مع استمرار تصاعد الخسائر فى صفـوف الجيش، وتصاعد احتجاجات أهالي الأسرى وضغطهم على حكومة نتنياهو لإنجاز صفقة تبادل للأسرى، بالإضافة لمطالبة قادة سابقين فى الجيش وقادة عسكريين حاليين بوضع قضية تحرير الأسرى كأولوية على استمرار الحرب التى رأوا أنها لن تنجح فى استئصال حماس وستستمر لفترة طويلة.

ولذلك، فمن المتوقع استمرار العدوان لمدة قد لا تتجاوز نهاية الشهر القادم، مع ترجيح عدم إطالة المعركة إذا لم ينجح الاحتلال فى تحقيق إنجاز عسكري حقيقي، وفي حال استمرار خسائره بوتيرة عاليه نسبيا.

وفي حالة الدخول فى المرحله الرابعة المعلن عنها، فستنفذ قوات الاحتلال إعادة انتشار وتشكل مناطق عازلة على حدود القطاع الشمالية والجنوبية وفي وسطه فى محاولة لفصل شماله عَنْ جنوبه، مع التمكن مـن استمرار استهداف المقاومة مـن هذه المناطق دون الاضطرار الي الدخول فى مواجهه مباشرة معها لتقليل الخسائر، علما ان ذلك لن يفلح فى هزيمتها.

‏ويقول رون بن يشاي المحلل العسكري الإسرائيلي المستقل الذى سبق وتقلد عدة مناصب فى جيش الاحتلال، فى تقرير له فى يديعوت أحرنوت، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي فوجئ عندما اكتشف ان مجموعه الأنفاق والأعمدة التابعة لحماس أكبر بنسبة 500% الي 600% مـن تقديراته، موضحا أنه “إذا كان الجيش يعتقد فى السابق ان هناك 500 كيلومتر مـن الأنفاق ونحو ألف بئر فى كامل أراضي قطاع غزة، فإنه الان مـن المعروف ان هناك آلاف الكيلومترات مـن الأنفاق وآلاف الأعمدة فهذه أرقام لا يمكن تصورها”.

حكومة نتنياهو تواجه ضغوطا كبيرة لإنهاء الحرب (الفرنسية)
حكومة نتنياهو تواجه ضغوطا كبيرة لإنهاء الحرب (الفرنسية)

كَمَا اعلن الكاتب الإسرائيلي، اعتمادا على تصريحـات قادة عسكريين ميدانيين عَنْ قتال معقد وعنيف فى الشجاعية “مـن الزقاق الي الزقاق” (فى منطقه الشمال التى اعلن الاحتلال إنه سيطر عليها)، وكذلك فى الوسـط، معتبرا ان القتال الأعنف هو فى خان يونس (الجنوب).

ولذلك، فإن معالم المرحله القادمة، سيحاول فيها الاحتلال ما يلي:

  • محاولة تضييق الخناق على المقاومة، وإضعاف الفاعلية العسكرية لها، مـن اثناء إعادة تموضع قواته وإبعادها عَنْ الحارات والأزقة التى يتم فيها الاستهداف جاء الى مقاتلي القسام، مع شن عمليات مركزة وقصف جوي مركز، وهو أمر لا يترقب ان ينجح فيه الاحتلال، لانه دون الدخول الي المناطق المكتظة والمواجهة مع المقاومة فلن يستطيع القضاء على فاعليتها، كَمَا ان المقاومة لا تزال تمتلك مـن الإمكانات والتكتيكات القادرة على إفشال خطط الاحتلال، الامر الذى يعني غرقه فى وحل غزة، واضطراره فى النهايه للانسحاب والقبول بصفقة تبادل مع المقاومة.
  • التحضير لعملية سياسية يضمن فيها مصالحه، إلا أنه لا يملك حتـى الان تصورا محددا عنها، إذ لا يزال يرفض اى دور للسلطة فى غزة، ويختلف مع ادارة بايدن فى سعيها لما تسميه تنشيط السلطة وتعديلها للقيام بدورها فى القطاع. وهذا سيعتمد أساسا على نجاحه فى القضاء على المقاومة، وهو أمر مستبعد فى ضوء ما ذكر سابقا، كَمَا أنه لا يمكن لعملية سياسية ان تتم دون مشاركة المقاومة أو مباركتها، ولن تتمكن السلطة الفلسطينية حتـى تلك المعدلة التى يتحدث عنها الأميركيون مـن حكـم القطاع دون الاتفاق مع حماس، ودون وجود برنامـج سياسي قادر على الحياة.
  • محاولة تخفيف الانتقادات الدولية له وللولايات المتحدة مـن اثناء التخفيف مـن استهداف المدنيين، وهذا سيعتمد أساسا على التزام الكيان بما اتفق عليه مع ادارة بايدن، أو ما إذا كانـت هذه الإدارة ستعطيه مهلة أخرى لإنجاز أهدافه المستحيلة فى غزة، وهذا مشكوك فيه.
  • السعي لاستبعاد إمكانية توسع الصراع، ومشاركة حلفاء إيران فيه، وهو ما لا تريد الإدارة الأميركية الانجرار إليه على حساب تركيزها على الصين وروسيا.

ولذلك، فإن الاحتلال فشل حتـى الان فى تحقيق هدفيه، وهو ما دفع رئيس أركان الاحتلال هرتسي هاليفي للقول إن الحرب ستستمر عدة اشهر أخرى، وإن أهدافها ليس مـن السهل تحقيقها، وهو ما يمكن اعتباره إعلان خسارة.

وفي العلوم العسكرية فإن فشل الجيش فى تحقيق أهدافه، هو خسارة، وقدرة المنظمة التى تقود حرب عصابات على الصمود بوجه الاستئصال هو نصر.

وانطلاقا مـن ذلك، فستكون هناك مرحلة جديدة مـن الصراع فى غزة، وستكون فيها المعضلة الإسرائيلية كبيرة، وقد تؤدي لإحداث تغييرات سياسية فى الكيان تجعل أهدافه فى غزة أكثر واقعية وتتيح له وقف الحرب والقبول بواقع أنه لا يمكن اجتثاث فكرة متجذرة فى الأرض، ولا خسارة شعب مصمم على نيل حقوقه.

وإن حدث ذلك، فسيدفع الاحتلال الثمن المطلوب، وهو الاعلان الأسرى، والانسحاب الكامل مـن غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى