الاخبار العربية والعالمية

خبراء إيرانيون للجزيرة نت: هدنة غزة انتصار لحماس وإبعاد للمواجهة مع أميركا | سياسة سام نيوز اخبار

طهران- لطالما راهنت الجمهورية الإسلامية، طوال أكثر مـن 4 عقود، على نجاعة خيار “المقاومة فى مواجهه الكيان الإسرائيلي”، لكن طهران عدّت ان التوصل الي الاتفاق على هدنة إنسانية فى قطاع غزة، مؤشرا الي انتصار الجانب الفلسطيني، وهزيمة المحور الغربي الإسرائيلي.

وفي تعليق صدر مـن رأس هرم السلطة فى إيران، اعلن المرشد الأعلى علي خامنئي، إن “حركة حماس تمكنت مـن توجيه ضربة قاضية للكیان الصهيوني الغاصب والمدجج بالسلاح”، مضيفا ان تشديد القصف الإسرائيلي للمدارس والمستشفيات لن يعوّض الفضحية والخسارة التى مُنِيَ بها فى الحرب الاخيره على غزة.

وتابع خامنئي، اثناء استقباله عددا مـن الرياضيين الإيرانيين، ان “مواصلة قصف المدنيين ستقصّر مـن عمر كيان الاحتلال”، مؤكدا ان “هذه القسوة لن تبقى دون رد”.

Lebanon's Parliament Speaker Nabih Berri (R) meets with Iranian Foreign Minister Hossein Amir-Abdollahian in Beirut on November 22, 2023. (Photo by AFP) (Photo by -/AFP via Getty Images)
وزير الخارجية الإيراني (يسار) مـن بيروت “الخاسر الأكبر امام الرَّأْي العام العالمي هو أميركا والكيان الصهيوني” (غيتي)

مقاومة بطولية

اما وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، فقد سارع الي زيارة العاصمة اللبنانية للمرة الثانية منذ بداية عملية طوفان الأقصى، للقاء المسؤولين اللبنانين وقادة فصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله، مؤكدا ان المقاومة على مدى 6 أسابيع خلت، اثبت بأن الوقت ليس فى صالح إسرائيل.

وفي مؤتمر صحفي عقده الامس الأربعاء فى بداية زيارته الي بيروت، رأى عبد اللهيان ان “قبول الحكومة الإسرائيلية بالهدنة يمثّل ثمرة انتصار المقاومة فى غزة، وأن عملية طوفان الأقصى عرضت بأن الخاسر الأكبر امام الرَّأْي العالمي هو الكيان الصهيوني والولايات المتحدة”، على حد قوله.

كَمَا رأى محمد إيماني عضو مجلس رؤساء التحرير فى صحيفة كيهان المقربة مـن مكتب المرشد الإيراني الأعلى، ان “معركة طوفان الأقصى -سواء توقفت أو استمرت- ستؤدي الي خسارة إسرائيل، التى لم تقترب بعد مـن تحقيق اى مـن أهدافها المعلنة”، معدّا ان الهدنة اعتراف بهزيمة الاحتلال فى المعركة.

وفي افتتاحيته تحت عنوان “الهدنة والخسارة المدوية لإسرائيل وأميركا”، رأى إيماني ان ضريبة استئناف الحرب على غزة ستكون مضاعفة على إسرائيل، ذلك لأن خسائرها لن تقتصر على جبهة غزة، بل تمتد تداعياتها السلبية على الاقتصاد الإسرائيلي، الي جانب تراجع الدعـم الغربي لتل أبيب، وتصاعد ضغط الرَّأْي العام العالمي عليها.

ولدى إشارته الي صمود المقاومة وعزمها مواصلة التصدى للعدوان الإسرائيلي لفترة طويلة، رأى إيماني ان “حكومة اليمين الإسرائيلي كانـت مرغمة على القبول بالهدنة الإنسانية والاعتراف بهزيمة نكراء”، موضحا أنه “إذا كانـت الهدنة الإنسانية تُمثّل إخفاقا ذريعا لإسرائيل، فإنها ستكون أشد مرارة على الجانب الأميركي الذى رمى بكل ثقله فى قيادة المعركة”.

مؤشرات خسارة مدوّية

ويعتقد الباحث السياسي علي رضا تقوي نيا، ان شروط المقاومة الفلسطينية للقبول بالهدنة الإنسانية تدل على “امتلاك أصحاب الأرض اليد العليا فى المعركة البرية”، مؤكدا ان الجانب الإسرائيلي قد خسر المعركة ولم يحقق أيا مـن أهدافه المعلنة.

وفي حديثه للجزيرة نت عدّد الباحث السياسي المؤشرات التى تثبت خسارة إسرائيل فى معركة طوفان الأقصى وفق القادم:

  • شكّلت عملية السابع مـن أكتوبر/تشرين الاول الماضي، ضربة إستراتيجية لهيبة الجيش الإسرائيلي وأجهزته الاستخبارية، وأسست لفقدان الرأى العام الإسرائيلي ثقته بقدرة المؤسسات الإسرائيلية على حمايته.
  • العار الذى لحق بالجيش الإسرائيلي جراء عملية طوفان الأقصى لن يُمحى سوى بالقضاء نهائيا على حركة حماس وهذا ما لم يحصل بعد، لا سيما وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرح ذلك كونه هدفا أسياسيا لعدوانه على قطاع غزة.
  • قدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العسكرية لم تتزعزع على الأرض، وأن الاعلان الصواريخ مـن غزة لم يتوقف حتـى قبيل دخول الهدنة حيز التنفيذ.
  • إسرائيل أخفقت فى تحرير الأسرى وتدمير مجموعه الأنفاق فى قطاع غزة وتغيير السلطة التى ترأسها حركة حماس، وأخفقت فى تهجير أهالي غزة الي مصر.
  • فضيحة كيان الاحتلال لدى الرَّأْي العام العالمي، لا سيما جراء مهاجمته المستشفيات وإخفاقه فى العثور على أنفاق تحت مستشفى الشفاء.
  • وقوف الجمهور الفلسطيني وحلفاء المقاومة الي جانب حركة حماس، واحتمال فتح جبهات جديدة فى مواجهه الاحتلال، ارتفعت مـن ضغط الجبهة الداخلية على حكومة نتنياهو.

وخلص تقوي نيا الي ان الهدنة تحقق جزءا كبيرا مـن الهدف الأساس الذى اطلقت حركة حماس معركة طوفان الأقصى مـن أجله، ألا وهو تحرير الأسرى الفلسطينيين مـن سجون الاحتلال.

شبح الحرب

مـن جانب اخر، يشير الباحث فى الامور الأميركية أمير علي أبو الفتح، الي صعود وتيرة التصعيد بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، واصطفاف كل مـن واشنطن وطهران الي جانب أحد طرفي المعركة.

وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح أبو الفتح ان “واشنطن تتهم طهران بتحريض حركات المقاومة العراقية على مهاجمة القواعد الأميركية فى العراق وسوريا”، مشددا على ان “التصعيد فى جبهتي جنوبي لبنان واليمن، لا سيما المعركة البحرية فى مضيق باب المندب، كان فى طريقه لرفع احتمالات المواجهة بين إيران وأميركا”.

ورأى ان “الهدنة الإنسانية فى غزة قد أبعدت شبح الحرب الشاملة فى المنطقة”، موضحا ان “الجانب الإسرائيلي يرى فى الولايات المتحدة قدرة عسكرية متفوقة، وسعى حثيثا لإقحامها فى المعركة بغية تحييد الخطر الإيراني”.

وختم الباحث فى الامور الأميركية، بالقول إن “الجانبين الإيراني والأميركي لا يرغبان بالمواجهة العسكرية” إلا أنه كان يخشى دحرجة تطورات معركة غزة وتوسعتها لاستدراجهما الي الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى