خبراء ومحللون يعلقون على قتل الاحتلال أسراه: فشل آخر يضاف الي فشل 7 أكتوبر | اخبار سام نيوز اخبار
تعد حادثة مقتل 3 أسرى إسرائيليين فى غزة جاء الى جنود الاحتلال بمثابة فشل آخر لإسرائيل يضاف الي فشلها فى التصدى لهجوم المقاومة الفلسطينية فى 7 أكتوبر/تشرين الاول، وكما يقول خبراء ومحللون، فإن هذا الحادث يعكس تخبط قيادات الجيش الإسرائيلي.
وكان المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري قد ذكر -الامس الجمعة- أنه “اثناء القتال فى (حي) الشجاعية، حدد الجيش عَنْ طريق المخالفة 3 أسرى إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديدا، نتيجه لذلك، قامت القوات بإطلاق النار عليهم وقتلوا”.
ووفق الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن، حاتم كريم الفلاحي فإن قضية قتل المحتجزين الثلاث تنم عَنْ إشكال حقيقي لدى جيش الاحتلال على مستوى التخطيط والتنفيذ وإدارة العمليات العسكرية.
وقال إن هذه القضية -و ليست الأولى بالنسبة للجيش الإسرائيلي- تدل على تخبط كثير جدا لدى قيادات الجيش الإسرائيلي نتيجه المعارك الضارية التى خاضتها قواته مع المقاومة الفلسطينية فى الفتره السابقة، بالإضافة الي ان كثرة الكمائن التى وقعت فيها هذه القوات والرعب والخوف الذى انتابها فى اثناء الخسائر الكبيرة جعلتها تتحسب لكل شيء وتضرب كل شيء يتحرك.
وفي السياق نفسه، وصف الأمين العام للمبادرة الوطنيه الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي سلوك جيش الاحتلال بأنه “دنيء وغير أخلاقي”، وليس جديدا عليه، إذ طالما استعمله مع الفلسطينيين، فقد ضربوا وأهانوا شابا فلسطينيا معاقا ثم أطلقوا عليه الرصاص مـن المسافة صفر، وكذلك أطلقوا النار على صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
وذكّر بما فعله الاحتلال فى حرب 1967، اثناء قام بدفن أسرى مصريين بعد ان استسلموا وكذلك جزء مـن الجنود الأردنيين، وأخفى هذه الجريمة التى انكشفت لاحقا.
وأضاف البرغوثي -وكان يتحدث ضوء الوقفة التحليلية اليومية على قناة الجزيرة “غزة.. ماذا بعد؟”- ان قتل جيش الاحتلال لأسراه يدل على ارتباكه وخوفه مـن المقاومة الفلسطينية، حيـث إنه يخسر الحرب بعجزه عَنْ اقتلاع المقاومة مـن جذورها، وعجزه عَنْ استرداد المحتجزين، فضلا عَنْ بسط سيطرته على مناطق بما فيها شمال غزة. وقال إن الاحتلال يقابل حرب عصابات على طريقة ما جرى فى فيتنام امام الأميركيين.
وتواجه القيادات العسكرية والسياسية فى إسرائيل -يضيف البر غوثي- مأزقا حقيقيا، وهناك مظاهرات فى تل أبيب باتت تهتف بسقوط نتنياهو الذى لا يعبأ بحياة المحتجزين الإسرائيليين.
وحول هذا المأزق، يقول الخبير فى الامور الإسرائيلية، إيهاب جبارين إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعي ان يفر الي الأمام ويتمسك بدماء الأسرى والجنود لينقذ نفسه وحكمه، مشيرا الي ان الضغوطات تتراكم عليه جاء الى الجمهور الإسرائيلي وخاصة مـن عائلات المحتجزين، ومن الإدارة الأميركية التى وضعت سقفا زمنيا للحرب على قطاع غزة، لأنها لا تريد دخول الانتخابات القادمة فى اثناء هذه الْأَوْضَاعُ.
مساعي عـقد صفقة
وبحسب جبارين، فقد دخلت إسرائيل الحرب مـن اجل تحقيق هدفين هما، كسر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإعادة المحتجزين، ولكن ما حققته هو أنها قتلت المحتجزين وقتلت المدنيين الفلسطينيين، وحتى إنها فشلت فى تسويق دعايتها لإعطاء شرعية لحربها، كَمَا يبرز المتحدث.
وبشأن احتمال تجديد مساعي عـقد صفقة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، توقع الخبير العسكري والإستراتيجي كريم الفلاحي ان يحصل هذا الامر، إذا استمرت الخسائر فى صفـوف الجيش الإسرائيلي، مؤكدا ان المرحله الحالية هى حاسمة وشديدة للطرفين، ومسألة الربح والخسارة فى الحروب تقاس بتحقيق الأهداف، وإسرائيل لم تحقق أهدافها، بل إنها تضيف فشلا آخر الي فشل 7 أكتوبر/تشرين الاول الماضي، فى إشارة منه الي معركة طوفان الأقصى التى شنتها المقاومة على الاحتلال.
ومن جهته، اعلن الخبير فى الامور الإسرائيلية، جبارين إنه فى خضم ما يتكبده الجيش الإسرائيلي مـن خسائر وفشله فى استعادة المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، سيضغط الشارع الإسرائيلي مـن اجل الذهاب الي صفقة الان مع الفلسطينيين.