الاخبار العربية والعالمية

خبير عسكري يجيب.. 6 أسئلة تلخص ما يدور فى غزة حاليا | اخبار سام نيوز اخبار

اعلن الخبير العسكري اللواء المتقاعد محمود إرديسات إن خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي أصبحت أكبر فى المعدات والجنود اثناء الأيام الاخيره بعدما توغل دَاخِلٌ مدينة غزة (شمالي القطاع) وبين أبنيتها، وتحولت المعركة مع المقاومة الفلسطينية الي عملية “عض أصابع” للطرفين، مشيرا الي ان إسرائيل لا تفصح عَنْ الأرقام الحقيقية لخسائرها.

وأضاف إرديسات -فى تصريحـات خاصة للجزيرة نت- ان إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا نتيجه المجازر التى ارتكبتها فى غزة، وذلك نتيجه انسحاب جزء مـن الدعـم السياسي الغربي لها، وتحت الضغط الشعبي والمظاهرات فى المدن الأوروبية، وتغير المواقف السِّيَاسِيَّةُ على مستوى بعض الحكومات الأوروبية.

كَمَا قدم الخبير العسكري قراءة لما يدور فى “الجبهة الشمالية” بين حزب الله وجيش الاحتلال، وأشار الي ان الطرفين لا يرغبان فى الصدام حاليا، وربما يكون هناك نوع مـن التصعيد، لكن لن تكون هناك حرب شاملة بين الجبهتين.

  • الي أين وصلت القوات البرية لجيش الاحتلال دَاخِلٌ قطاع غزة؟

القوات الإسرائيلية منذ التوغل البري حاولت الدخول مـن 3 محاور: المحور الشمالي الغربي مـن العطاطرة وبيت لاهيا، والمحور الشمالي الشرقي مـن بيت حانون، ثم المحور الأخير مـن الشرق للغرب، وكان مـن الخاصرة الرخوة فى مناطق زراعية فى النصف الشمالي لوادي غزة، وتحديدا مـن منطقه جحر الديك باتجاه طريق صلاح الدين، ومن ثم الي البحر عند طريق الرشيد.

وخلال الأيام الثلاثة الماضية اكتمل الحصار هذا، حيـث أصبحت القوات تقريبا تحاصر مدينة غزة (الجزء الشمالي فقط مـن القطاع)، ووصلت القوات مـن شرق القطاع الي شارع الرشيد، ثم استدارت شمالا باتجاه ميناء غزة ومخيم الشاطئ للالتقاء مع القوات القادمة مـن الشمال الغربي مـن بيت لاهيا.

كلما توغل جيش الاحتلال فى المناطق ذات الكثافة السكانية كانـت هناك فرص للمقاومة للخروج مـن الأنفاق واستخدام المباني للتخفي واصطياد الآليات والجنود

وكان الحصار أولا بالنار عبر القصف مـن دون وجود قوات على الأرض، ولكن الان اعتقد ان القوات الإسرائيلية على الأرض تحاصر المدينة، وتتوغل الي الداخل باتجاه مستشفى الشفاء والمستشفى الإندونيسي، وللداخل نحو منطقتي الكرامة والرمال.

وهنا أصبحت خسائر جيش الاحتلال أكبر، ويواجه مقاومة أعتى لانه كلما توغل فى المناطق المبنية وذات الكثافة السكانية، كانـت هناك فرص للمقاومة للخروج مـن الأنفاق واستخدام الأرض والمباني للتخفي والتستر واصطياد الآليات والجنود، ولذلك رأينا فى الأيام القليلة الماضية زيادة الخسائر سواء كانـت فى الآليات أو فى المعدات أو حتـى الجنود، لأن “توغل القوات الإسرائيلية فى المناطق السكنية يتوافق مع الخطة التى اعتقد ان المقاومة أعدتها مـن اثناء الأنفاق واستخدام الأرض لمقاومة الاحتلال”.

وفي هذه المرحله هناك عملية “عض للأصابع” مـن الجهتين، ولكن المقاومة أجدها فى وضع يمكّنها مـن إيقاع أكبر الخسائر، وهي “تربح فيها لأنها كلما أوقعت خسائر فى العدو يعد ذلك ربحا للمقاومة”.

توغل الدبابات الإسرائيلية في شمال قطاع غزة
جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل بريا فى الجزء الشمالي مـن قطاع غزة (الجزيرة)
  • هل هناك إحصاءات عَنْ هذه الخسائر؟

طبقا لآخر ما صدر عَنْ أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام وما صدر جاء الى الجانب الإسرائيلي، فإن خسائر الاحتلال فى الآليات وصلت الي نحو 160 آلية بين مدرعة ودبابة وجرافة، اما الخسائر البشرية فالأرقام التى أعلنها جيش الاحتلال هى 45.

بعد انجلاء غبار الحرب سنرى ان خسائر الاحتلال أكبر مـن الأرقام المعلنة، سواء فى الآليات أو المعدات أو الجنود

وأعتقد ان إسرائيل خسرت أكثر مـن ذلك، وتخفي الأرقام الحقيقية الي اثناء تبلغ أهالي القتلى. لكن بشكل عَامٌ رقم 45 مـن المنظور الإسرائيلي قبل هذه الحرب كان رقما كبيرا، اما الان فإسرائيل خسرت فى بداية المعركة (طوفان الأقصى) خسارة كبيرة جدا، ولذلك أصبحت هذه الأرقام متواضعة، ولكن فى عرف الجيش الإسرائيلي والتاريخ كان ينظر الي مثل هذه الأرقام على أنها كبيرة جدا. وأنا اعتقد أنه بعد انجلاء غبار الحرب سنرى ان خسائر الاحتلال أكبر مـن هذه الأرقام، سواء كانـت فى الآليات أو فى المعدات أو فى الجنود.

اما فى جانب المقاومة، فهي تنظر للنتائج وليس الي الخسائر فى المقاتلين، هى لا تنظر الي التضحيات، لأن هذا الجمهور فى النهايه يريد ان يتحرر، وبالتالي لا بد مـن دفع الثمن، وهي “تعتـبر كل مـن يقتل تضحية فى سبيل التحرر”. لكن فى الوقت نفسه “كلما وفرت المقاومة فى المقاتلين كانـت قدرتها على مقارعة الاحتلال أكبر”.

  • هل نجح جيش الاحتلال فى تهجير سكان شمال قطاع غزة؟

لم ينجح بالشكل الذى أرادته إسرائيل حتـى الان، فهي أرادت تفريغ شمال غزة، المتمثل فى مدينة غزة بشكل عَامٌ وبعض الضواحي حولها. أرادت تفريغ هذه المنطقة لتكون أرضا محروقة ومنطقة عازلة بديلة عَنْ غلاف غزة الذى اقتحمته المقاومة فى عملية طوفان الأقصى فى السابع مـن أكتوبر/تشرين الاول الماضي.

إسرائيل تحاول استفزاز حزب الله، خاصة مع وجود حاملة الطائرات الأميركية والبوارج شرق البحر المتوسط، وكذلك الدعـم السياسي والمادي الهائل الذى يرصد لها فى هذه الحرب

الناس وجدوا أنفسهم فى العراء نتيجه القصف، وكانوا يموتون بالشوارع، ربما غادر بعضهم، لكن مـن استطاع ان يتشبث فى المنطقة لم يغادر، وما زال عَدَّدَ كثير فى مدينة غزة، وفي شمال القطاع لم ينزح.

  • هل هناك أرقام تكشف عَنْ العدد الحقيقي للباقين فى شمال القطاع؟

لا أستطيع ان أعطي أرقاما، ولكن هناك عددا كبيرا ما زال فى الشمال، فإذا كنا نتحدث عَنْ أنه كان يوجد فى شمال غزة أكثر مـن مليون، فأعتقد أنه ما زال فى شمال القطاع أكثر مـن نصف هذا الرقم، و”هذا الرقم متحرك، ففي البداية غادرت مجموعه كبيرة، لكن جزءا كبيرا منهم عاد مرة ثانية”، ولذلك سيبقى هذا الرقم متحركا.

 

  • ما الكلفة السِّيَاسِيَّةُ التى سيتحملها الاحتلال نتيجه هذه الحرب؟

سيدفع الاحتلال ثمنا باهظا، ففي بداية هذا الهجوم كان الاحتلال يبرر القصف والتدمير بأنه يدافع عَنْ نفسه بعد الذى حدث فى 7 أكتوبر/تشرين الاول الماضي، و”فى كل مناسبة كان يقول إنه يريد ان يمسح غزة عَنْ الخريطة، وهو يسعي ذلك، ولكنه لن يستطيع الان”.

إسرائيل ستدفع ثمنا سياسيا لم تدفعه طول احتلالها فلسطين لـ75 عاما

ففي البداية “رأينا ان الدول الغربية الاستعمارية كلها وقفت مع العدو الإسرائيلي، وتدعمه بكل ما لديها”، ليس فقط الدعـم السياسي، ولكنه دعـم مادي وعسكري. “نحن رأينا جسرا -وما زال مستمرا حتـى اليـوم- مـن الولايات المتحدة لتعويض العدو عَنْ كل طلقة وكل معدة يخسرها”، لكن هذا الدعـم السياسي بدأ يتراجع ابتداء مـن دول العالم الثالث ووصولا الي أوروبا الان، و”أصبح هذا الدعـم السياسي ينسحب تحت الضغط الشعبي وتحت المظاهرات التى تأتي فى كل المدن الأوروبية مـن مدريد الي باريس الي لندن الي برلين، وفي السويد والدانمارك، وفي أميركا نفسها”. ومنذ البارحة نرى مواقف سياسية على مستوى الحكومات الأوروبية تقول إن هذه الحرب يجب ان تتوقف، ويجب ان تتوقف المجازر.

وهذا يجعلنا نقول “إن إسرائيل ستدفع ثمنا سياسيا لم تدفعه طول احتلالها فلسطين لـ75 عاما”، وذلك يعود لعدة أسباب:

  1. الجرائم التى حصـلت فى غزة جاء الى الاحتلال والتدمير وقتل الأطفال واستهداف المدارس والمستشفيات والملاجئ ومراكز الأونروا، وكل هذا محرم فى القانون الدولى.
  2. قطع الغذاء والدواء والكهرباء والماء عَنْ قطاع غزة، وهذه كلها جرائم حرب وجرائم امام الإنسانية.
  3. الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي، خاصة عند الشباب الذين لم يسمعوا عَنْ قضية فلسطين فى السابق قبل 10 أو 15 عاما عندما كانـت الاتصالات لم تصل الي هذا المستوى الذى وصلته اليـوم.
  • هل الجبهة الشمالية ستشهد تصعيدا بين إسرائيل وحزب الله؟

فى تقديري لا اعتقد ان حزب الله وجيش الاحتلال يرغبان فى الصدام فى هذه المرحله، فربما نشهد نوعا مـن التصعيد، لكن لن تكون هناك حرب شاملة بين الجبهتين، “لانه لا توجد مصلحة مباشرة لإيران وحزب الله فى هذه الحرب”، وربما لأن التقييم العام بأن هذه ليست الحرب النهائيه، وإسرائيل أيضا لا تريد فتح جبهة تصعيد أخرى الي ان تدمر فى غزة قدر ما تستطيع، وليس مـن مصلحتها ذلك خاصة مع تراجع الدعـم السياسي فى اليومين الأخيرين.

وهناك قراءة أخرى تقول إن إسرائيل تحاول استفزاز حزب الله، خاصة مع وجود حاملة الطائرات الأميركية والبوارج شرق البحر المتوسط، وكذلك الدعـم السياسي والمادي الهائل الذى يرصد لها فى هذه الحرب، ومن ثم فهي “تريد الانتهاء مـن العدوين اللدودين مرة واحده”، وهذا ما تنادي به بعض مراكز الدراسات فى إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى