الاخبار العربية والعالمية

خطوات أوكرانية للالتحاق باليورو.. ماذا بعد الحصول على العضوية؟

فى خطوة جديدة نحو تحقيق رغبة أوكرانيا فى الانضمام للاتحاد الأوروبي، صرح الرئيس فولوديمير زيلينسكي مساءا الخميس، عمل بلاده على خطة إستراتيجية شاملة لإصلاح القانون الجنائي، ونظام إنفاذ القانون، بحيث يتوافق مع معايير الاتحاد.

وفيما تأمل كييف فى وضع قدمها رَسْمِيًٌّا دَاخِلٌ الاتحاد بصفتها عضوًا به، اثناء عامين، وفق خطتها لإتمام الانضمام والتي صرح مداها الزمني رئيس الوزراء دينيس شميهال، بداية هذا العام؛ فإن هذا الانضمام سيكون له آثار بين سلبية وإيجابية على أوكرانيا نفسها والاتحاد الذى تسعى للحصول على عضويته، كَمَا قد يكون لها أثر فى احداث الحرب الروسية الأوكرانية.

أوكرانيا المستفيدة

سيشجع انضمام أوكرانيا الي الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء لاتخاذ مواقف أكثر صرامة أو تشددًا تجاه روسيا، بما أنها تعتدي على عضو فى الاتحاد.

كَمَا ستواصل كييف تعميق علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي التى تعتـبر نفسها دولًا على خط المواجهة فى الغرب، وقد تعقد فى سبيل ذلك معاهدات واتفاقات مشتركة بين أوكرانيا وعدد مـن الدول مثل بولندا ودول أوروبا الشرقية بالتحديد، وفق تقرير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية.

إضافة لذلك فإنه مـن المتوقع ان تستفيد أوكرانيا اقتصاديا مـن انضمامها للاتحاد بعد انتهاء الحرب، إذ ستدفق الاستثمارات عليها وقتها ما يعوضها عَنْ ما فقدته ويسرع مـن عملية إعادة الإعمار فى البلد المنكوب.

الاتحاد الأوروبي متضرر

إن كان مـن المتوقع ان تستفيد أوكرانيا مـن انضمامها للاتحاد الأوروبي، فإن ذلك ينعكس فى حالة الأخير، إذ يترقب تضرر الاتحاد مـن تلك العملية.

وبحسب ما ينقله موقع “يورو نيوز” عَنْ أستاذ السياسة بجامعة أبردين الاسكتلندية، مايكل كينج، فإن انضمام أوكرانيا للاتحاد سيزيد الضغط على وحدة وتماسك الدول الأعضاء، الذ يعاني بالفعل الان مـن تشتت بين رؤى دوله مع صعوبة اتخاذ القرارات الجماعية تجاه المشكلات التى تعاني منها كييف.

غير ذلك فإن أوكرانيا الفقيرة والمحتاجة لأموائل طائلة لإعادة إعمارها بعد الحرب ستكلف الاتحاد مبالغ خيالية، قد تجهد خزانته بشكل كثير، كَمَا أنها ستضر بالدول الاخرى التى تحتاج مساعدات مثل اليونان والمجر ورومانيا.

تعزيز العلاقة بين أمريكا وأوروبا

فى الوقت الذى تشهد فيه العلاقة بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بعضًا مـن التوتر، يظهر فى تصريح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بداية إبريل الماضي بضرورة تجنب أوروبا الوصول لوضع تكون فيه تابعة لأمريكا، وسيكون ذلك بتقليص دول الاتحاد ارتباطها بالولايات المتحدة، فإن انضمام أوكرانيا للاتحاد قد يصلح تلك العلاقة.

فبحسب تقرير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، فإن انضمام أوكرانيا للاتحاد سيفيد فى تعزيز التعاون العسكري والأمني بين الولايات المتحدة بصفتها الداعم الرئيسي لكييف وبين الدول الأوروبية مـن خارج حلف الناتو والتي تشترك معها فى دعـم أوكرانيا أيضًا، إضافة للتخوفات مـن الزحف الروسي غربًا.

تحاول دول الاتحاد الأوروبي تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة- رويترز

الامر الذى سيعزز الترابط بين حلف شمال الأطلسي “ناتو” وبين الاتحاد الأوروبي، ما سيخلق تشابكًا أكثر فى المصالح بين كل الدول المشاركة فى المنظمتين، وعلى رأسها أمريكا والدول الأوروبية الكبيرة مثل فرنسا وألمانيا.

وحتى قبول أوكراينا عضوًا فى الاتحاد الأوروبي، والذي قد يطول بسـبب ما تحتاجه مـن إصلاحات كبرى لتتوائم مع شروط الانضمام، فإن كييف تعمل جاهدة للوصول الي النقطة التى تستوفي فيها الشروط لتدخل تحت مظلة الاتحاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى