أخبار عالميةأخبار عربيةأخبار فلسطينالاخبار العربية والعالمية

دراسة: الكون لا يحتوي على “المادة المظلمة” | علوم سام نيوز اخبار

تتحدى دراسة حديثة النموذج الحالي لقوام الكون وتكوينه، وتقدم أدلة تناقض فكرة وجود المادة المظلمة فى ورقة بحثية نُشرت فى مجـلة “الفيزياء الفلكية” جاء الى باحثين بجامعة أوتاوا الكندية.

ويَفترض النموذج النظري الحالي للكون انّه يتكون بشكل أساسي مـن ثلاثة عناصر:

  • المادة العادية أو الطبيعية: وتشمل جميع المواد والأجسام المألوفة التى يمكن ملاحظتها مباشرة مثل الذرات والجسيمات دون الذرية والنجوم وغيرها.
  • الطاقة المظلمة: وهي قوة غامضة يُعتقد أنها العنصر المسؤول عَنْ التوسع المتسارع للكون الذى رُصد وأُثبت مرارا وتكرارا.
  • المادة المظلمة: ويُعتقد أنها نوع مـن المادة التى لا تنبعث منها أو تمتص أو تعكس أشعة كهرومغناطيسية، مما يجعلها غير مرئية ولا يمكن اكتشافها.

وفي علم الكونيات، يُفترض ان المادة المظلمة تفسر ظواهر مختلفة، مثل سلوك جاذبية المجرات، وانتشار المادة فى الكون على نطاق واسع. وعلى الرغم مـن افتقارها الي المراقبة المباشرة، فقد كانـت المادة المظلمة عنصرا حاسما فى العديد مـن النماذج الكونية لتفسير هذه الظواهر الفلكية.

وتخالف الدراسة الحديثة الأعراف العلمية الرائجة فى المجتمع العلمي اليـوم، والتي تبدو متطرّفة فى طرحها، مُقَدَّمَةًٌ أدلة تناقض الفهم الحالي، وهو ما يُعد تحوّلا فيزيائيا كبيرا.

To see invisible dark matter, the research team look at how its gravity bends light, just ancient windows of uneven thickness stretch and bend what appears behind them. Here, a simple checkerboard pattern (left) is warped by the purple blobs before the image is picked up by the Atacama Cosmology Telescope (right), resulting in the distorted view at the right. Astronomers look for these distortion patterns in distant light to map the distributions of dark matter. Image by Lucy Reading-Ikkanda / Simons Foundation
المادة المظلمة قوة غير مرئية توجد فى جميع ارجاء الكون بكميات هائلة (سيمونز فاونديشن)

ويقترح راغندرا غوبتا أستاذ الفيزياء فى كلية العلوم بجامعة أوتاوا، نهجا جديدا لفهم تكوين الكون، معتمدا على مزيج مـن نظريتين: نظرية “ثوابت الاقتران المتغيرة”، ونظرية “الضوء المُجهَد”، والتي يشار إليهما معا باسم نموذج “سي سي سي + تي إل”. ويتحدى هذا النموذج المبتكر توزيع النسب بشكلها الحالي لتكوين الكون مـن المادة المظلمة والطاقة المظلمة والمادة العادية.

ويدمج النموذج المستخدم فى الدراسة مفهومين أساسيين يتعلقان بسلوك القوى فى الكون، وسلوك الضوء عبر المسافات الكونية الشاسعة؛ فالنظرية الأولى تقول إن القوى الأساسية للطبيعة -مثل الجاذبية والكهرومغناطيسية- قد تتغير مع مرور الوقت بفترات زمنية كونية طويلة، وفي الوقت ذاته تقترح النظرية الثانية ان الضوء يفقد طاقته عندما يقطع مسافات شاسعة عبر الكون “فىُجهد”.

ومن اثناء الجمع بين هاتين النظريتين، طوّر غوبتا وفريقه إطارا يوفر تفسيرا بديلا لمختلف الظواهر الكونية، وخضع هذا النموذج للاختبار وأثبت توافقه مع العديد مـن نقاط بيانات الرصد، ففسّر توزيع المجرات فى الكون وتطور الضوء المنبعث مـن الكون المبكر.

عمر الكون يفوق تقديراتنا

ومن اهم التبعات المترتبة على اكتشاف غوبتا خطأ الفهم التقليدي لتركيبة الكون والذي يشير الي ان 27% منه تتكون مـن المادة المظلمة، بينما أقل مـن 5% فقط منه تمثّله المادة المظلمة، فما ترمي إليه الدراسة أننا لا نحتاج الي افتراض وجود المادة المظلمة مـن الأساس.

سبب تسارع توسّع الكون -وفقا لدراسة جديدة- يتعلّق بقوى طبيعية ضعيفة وليس بسـبب الطاقة المظلمة (شترستوك)

ويعقّب غوبتا بالقول: “تؤكد نتائـج الدراسة ان عملنا السابق عَنْ عمر الكون البالغ 26.7 مليار سنة أتاح لنا الفرصة لاكتشاف ان الكون لا يريد الي مادة مظلمة كي يكون موجودا”. ويعلل سبب توسع الكون قائلا: إنّ سبب تسارع توسّع الكون يتعلّق بقوى طبيعية ضعيفة وليس بسـبب الطاقة المظلمة.

وركّزت الدراسة على توزيع المجرات فى الفضاء، وخاصة الانتباه على تلك القريبة نسبيا مـن الأرض وتبتعد بسرعات بطيئة ذات “انزياح أحمر” منخفض، كَمَا درس الباحثون ظاهرة كونية تتعلّق بالكون المبكّر والمعروفة باسم “الأفق الصوتي” عند المجرّات البعيدة ذات الانزياح الأحمر المرتفع.

يقول غوبتا: “هناك العديد مـن الأوراق البحثية التى تشكك فى أصل وجود المادة المظلمة، لكن بحثي هو الاول على حد علمي الذى يلغي وجودها الكوني، بينما يتوافق مع الملاحظات الكونية الرئيسية التى كان لدينا الوقت الكافي لتأكيدها”.

ويشير مصطلح الانزياح الأحمر فى علم الكونيات الي الظاهرة التى يبدو فيها الضوء المنبعث مـن الأجسام الموجودة فى الفضاء منزاحا نحو أطوال موجية أطول و”أكثر احمرارا” اثناء ابتعادها عَنْ المراقب “أو عَنْ الأرض”، فعندما تبتعد الأشياء عنا تتمدد موجات الضوء المنبعثة منها، مما يجعلها تبدو أكثر احمرارا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى