دعـم أميركا العسكري لأوكرانيا مرشح للتراجع لصالح إسرائيل | سياسة سام نيوز اخبار
اعلنت صحيفة واشنطن بوست، إن أوكرانيا تعاني مـن نفاد المال والوقت، فى وقت تراجع فيه اهتمام الكونغرس بتمويل حربها امام القوات الروسية الي أقل مستوى مـن اى وقت مضى، وقد تكون المنافسة المتزايدة مع أولويات الأمن القومي الاخرى -بما فى ذلك إسرائيل والحدود الجنوبية للولايات المتحدة- ناقوس الخطر لاستمرار المساعدات الأميركية لحليفها الأوروبي المحاصر.
وأكدت الصحيفه ان الديمقراطيين والجمهوريين قد ألمحوا الي هذا الاحتمال فى الأيام الاخيره، بينما يندفع الكونغرس نحو إغلاق الحكومة ولا يملك اى فرصة تقريبا لربط مساعدات أوكرانيا بأي إجراء يهدف الي منع ذلك. وفي الوقت نفسه، حذر البنتاغون مـن ان مخصصاته الخاصة بكييف أصبحت “أصغر فأصغر”.
ونقلت واشنطن بوست عَنْ السيناتور كريستوفر كونز (ديمقراطي عَنْ ولاية ديلاوير) قوله لزملائه فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، اثناء جلسة استماع الاسبوع الماضي، “نحن معرضون لخطر الإخفاق، ومنح بوتين النصر عندما كان على وشك الخسارة”.
وقالت الصحيفه، إن امام الكونغرس أقل مـن أسبوع لصياغة مشروع قانون قصير الأجل لتجنب إغلاق الحكومة، قبل انتهاء التمويل الفدرالي بعد منتصف ليل السبت القادم. وحتى ذلك الحين، تضيف الصحيفه، ربما يتعين على المشرّعين قضاء الشهرين المقبلين فى محاولة التوفيق بين الخلافات العميقة لتمرير خطط تمويل أكبر للعام القادم.
وذكرت واشنطن بوست ان الكونغرس خصص حتـى الان حوالى 113 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا منذ الغزو الروسي فى فبراير/شباط 2022، لأجل توفير المركبات المدرعة وأنظمة الدفـاع الجوي والمدفعية والطائرات دون طيار والذخائر وغيرها، التى استخدمتها القوات الأوكرانية لمواجهة القوات الروسية.
وأوضحت الصحيفه ان طلب الرئيس جو بايدن لأوكرانيا هو جزء مـن حزمة الأمن القومي بقيمة 106 مليارات دولار التى ستوفر -أيضا- تمويلا طارئا لإسرائيل وهي تشن حربا انتقامية فى قطاع غزة، بعد ان هجم مسلحو حماس عبر الحدود الشهر الماضي، ولمبادرات الردع الصينية فى جميع ارجاء منطقه آسيا والمحيط الهادئ، ومعالجة الزيادة فى الهجرة غير القانونية عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وأشارت الصحيفه الي ان شهية المشرعين الجمهوريين لتقديم المزيد مـن المساعدة لأوكرانيا ظلت تتراجع لأشهر عدة، حتـى قبل ان يخفق هجـوم “رأس الحربة” أوكرانيا الصيفى فى تحقيق اى اختراقات دراماتيكية، كَمَا عرضت استطلاعات الرَّأْي انخفاضا فى الدعـم الشعبي الأميركي الذى كان قويا ذات يـوم.
ونقلت الصحيفه عَنْ السيناتور الجمهورية سينثيا لوميس قولها، إن ناخبيها الجمهوريين “يرون ان إسرائيل، فى الوقت الحالي، تمثل أولوية أعلى، وأنه إذا احتجنا لاحقا الي إعادة النظر فى بعض هذه الامور الاخرى والأولويات السابقة، سيكون مـن المناسب القيام بذلك”.
وذكرت واشنطن بوست ان مجلس النواب الذى يقوده الجمهوريون وافق فى وقت لاحق مـن هذا الشهر على مشروع قانون لدفع مَبْلَغٌ 14 مليار دولار طلبته الإدارة لإسرائيل مـن اثناء تخفيضات فى دائرة الإيرادات الداخلية، لكن مشروع القانون لم يكن مقبولا فى مجلس الشيوخ الذى يسيطر عليه الديمقراطيون، وقال البيت الأبيض، إن بايدن سيستخدم حق النقض ضده. لكن العديد مـن الجمهوريين يقولون، إنهم ما زالوا غير مستعدين لتمرير المساعدات الإسرائيلية –الجانب الأكثر شعبية فى طلب بايدن– كونها الصفقة الشاملة التى كان البيت الأبيض ومؤيدو أوكرانيا يأملون فى رؤيتها.
وقال النائب مارك ألفورد (الجمهوري عَنْ ولاية ميسوري)، “اعتقد ان تمويل أوكرانيا، إذا كان يستحق القيام به، يجب ان يرصد بمفرده لا ينبغي له بأي حال مـن الأحوال ان يكون مرتبطا بإسرائيل”.
وقالت الصحيفه، إن الطريق المحتمل للمضي قدما الذى هو قيد المناقشة بمجلس الشيوخ قد يكون الجمع بين المساعدات لأوكرانيا مع الأموال لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وهي أولوية قصوى للحزب الجمهوري.
ونقلت الصحيفه عَنْ سابرينا سينغ، المتحدثة باسم البنتاغون قولها، إن حالة عدم اليقين فى الكونغرس دفعت وزارة الدفـاع الي “تقليص” الأموال المخصصة التى لا تزال متاحة للمساعدة الأمنية لأوكرانيا، التى بلغت حتـى يـوم الخميس الماضي حوالى مليار دولار. وبلغ مجموع حزم المساعدات الاخيره أقل مـن 200 مليون دولار مقارنة مع شحنات أسلحة سابقة جاء الي مجموعها مليار دولار أو أكثر. وقالت سينغ، “سنواصل طرح الحزم لكنها أصبحت أصغر”.
وقال مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، الامس الاثنين، إن قدرة الولايات المتحدة على “التمويل الكامل” لاحتياجات أوكرانيا “تصبح أصعب فأصعب” مع مرور كل أسبوع. وقال للصحفيين، “النافذة تغلق”.
الرئيس الأوكراني يتفقد قوات بلاده على إحدى جبهات القتال (رويترز)
وقالت واشنطن بوست، إن أوكرانيا تواجه -ايضا- عجزا هائلا فى الميزانية يبلغ 35 مليار دولار للعام القادم، ومن المنتظر ان يغطي الداعم الرئيس الآخر لها، الاتحاد الأوروبي، ثلث هذا المبلغ فقط. واعتمدت الدولة السوفياتية السابقة على التمويل الأميركي لتحافظ حكومتها على العمل بينما تحاول روسيا ضربها اقتصاديا.
وقد حذر مسؤولون أميركيون المشرعين الاسبوع الماضي مـن ان الإخفاق فى إقرار مساعدات اقتصادية أميركية إضافية لأوكرانيا، ربما يجبر البلاد على خفض أعداد كبيرة مـن العاملين والخدمات الحكومية.
ونقلت الصحيفه عَنْ إيرين ماكي، المدير المساعد لأوروبا وأوراسيا فى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية قولها، إنه “دون المزيد مـن الاعتمادات، ستحتاج حكومة أوكرانيا الي استخدام تدابير الطوارئ؛ مثل: طباعة النقود أو عدم دفع الرواتب الحرجة، الامر الذى قد يؤدي الي التضخم المفرط، ويلحق أضرارا جسيمة بالمجهود الحربي”.
وقالت الصحيفه، إن المسؤولين الأوكرانيين يكثفون اتصالاتهم مع المشرعين الجمهوريين ويأملون فى إثنائهم عَنْ تجاهل بلادهم. وقال أندريه ييرماك، أحد كبار مساعدي الرئيس فولوديمبر زيلينسكي، إن انتصار أوكرانيا “ليس مصلحتنا الإستراتيجية فقط، إنها مصلحة الولايات المتحدة أيضا”. وحذر مـن ان “نقاط عدم الاستقرار ستنشأ فى جميع ارجاء العالم حتـى تنتصر أوكرانيا”، فى إشارة الي الصراع فى الشرق الأوسط والتوترات فى البلقان.
كَمَا نفّذ وفد مـن الزعماء الدينيين الأوكرانيين بجولة فى الولايات المتحدة للمطالبة بالتمويل، حيـث يأمل بعضهم فى كييف ان تلقى رسالتهم الدينية صدى لدى رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري مـن لوس أنجلوس) على وجه الشأن، وهو معمداني متدين الذى أعرب عَنْ شكوكه بشأن استمرار المساعدات لأوكرانيا. وقال لصحيفة نيويورك بوست الاسبوع الماضي، إنه سيكون “مسؤولا بشكل كثير” عَنْ تمويل المساعدات باستخدام 300 مليار دولار مـن الأصول الروسية، التى استُولي عليها، وهي فكرة اعلن، إنها تحظى بشعبية لدى الجمهوريين.