اقتصاد

رالي الذكاء الاصطناعي وانهيارات البنوك.. ابرز الملفات اثناء النصف الاول مـن 2023


مـن الصعب القيام بتوقعات لسوق الأسهم، وقد ثبت ذلك فى النصف الاول مـن العام، حيـث لم يترقب أحد تقريبًا رالي أسهم التكنولوجيا مدعومًا بالذكاء اصطناعي وسـط صعود قيمة تلك الأسهم بحوالي 5 تريليونات دولار رغم الأزمة المصرفية.

فى هذا السياق، تصدرت شركة “إنفيديا” لصناعة الرقائق اخبار الأسواق بدخولها فريق “الشركات ذي قيمة سوقية فوق تريليون دولار”، بينما عاد الاهتمام جاء الى المستثمرين على أسهم شركة “تسلا”.

كَمَا انهارت مجموعه مـن المقرضين الإقليميين فى الولايات المتحدة اثناء نفس الفتره، وتم شراء مجموعه “كريدي سويس” جاء الى منافستها السويسرية “يو بي إس”.

وحققت شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل “أبل” و”مايكروسوفت”، لتكون هى السبب الرئيس لتحقيق مؤشر S&P 500 مكاسب، لتصبح تلك الشركات ملاذًا آمنًا فى وقت تزداد فيه الضبابية حول مستقبل الاقتصادات مع احتمالية حدوث ركود.

بعض الأشياء لم تتغير كثيرا. يعد التضخم المرتفع وأسعار الفائدة المرتفعة مـن الموضوعات التى استمرت فى السيطرة على معنويات المستثمرين، بينما لا تزال الصين فى صلب الانتباه وسـط عدم اليقين الاقتصادي ومحاولة الحكومة لإعادة الاقتصاد المحلي الي الطريقة الصحيحة بعد الإغلاق الناتج مـن تفشي كورونـا فى البلاد.

ويتوقع كثير استراتيجيي السوق فى بنك “باركليز” جوليان لافارج، وفق “بلومبرغ”، ان يتم تداول الأسهم فى نطاق ضيق اثناء الأشهر الستة القادمة.

وأضاف لافارج: “سيكون تأثير المعدلات المرتفعة مشكلة بطيئة فى الحرق، وسوف تتآكل الأرباح بمرور الوقت.. نتيجه لذلك، سيحتاج المستثمرون الي البحث بجدية أكبر لمعرفة مـن الأسهم التى ستحظى باهتمام جاء الى المستثمرين اثناء الفتره القادمة، أتوقع ان تحظى أسهم الطاقة والبنوك بقيمة جذابة”.

وإليك نظرة على ابرز ملفات النصف الاول مـن 2023:

رالي الذكاء الاصطناعي

أدت الضجة حول الذكاء الاصطناعي الي دفع المستثمرين الي ضخ مَبْلَغٌ قياسي مـن الأموال فى قطاع التكنولوجيا، مما اضاف ما يقرب مـن 5 تريليونات دولار الي قيمة الشركات فى مؤشر “ناسداك 100”. قادت “إنفيديا”، التى تُستخدم رقائقها فى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، المكاسب، حيـث تضاعفت ثلاث مرات تقريبًا وعززت القيمة السوقية للشركة الي أكثر مـن تريليون دولار.

يعتقد البعض ان الذكاء الاصطناعي سيدفع الكفاءة ويعزز هوامش الربح عبر قطاعات مختلفة، بينما يرى البعض الآخر أنه إذا كان الذكاء الاصطناعي سيسيطر على العالم، فيمكنك أيضًا التحوط منه مـن اثناء امتلاك الروبوتات.

سهم “تسلا” يتضاعف

بعد هبوط أسهم شركة السيارات الكهربائية بنسبة 65% فى عَامٌ 2022، تضاعفت قيمة “تسلا” هذا العام، بما فى ذلك مجموعه انتصارات قياسية استمرت 13 يـومًا حتـى منتصف يونيو/حزيران.

الي جانب المكاسب باعتبارها ضوء لائحة شركات “التكنولوجيا الكبرى”، كانـت الزيادة مدفوعة بتدفق الأخبار الإيجابية مثل اتخاذ شركتي “جنرال موتورز” و”فورد موتور” خطوات لتكييف سياراتها الكهربائية مع شاحن “تسلا”، كَمَا أصبحت سيارات السيدان نموذج 3 مؤهلة للحصول على الائتمان الضريبي الأميركي بالكامل.

الأزمات المصرفية

واجهت البنوك اضطرابات على جانبي المحيط الأطلسي. فى أوروبا، تحول القلق فى “كريدي سويس” الي ذعر كامل، حيـث قام العملاء بسحب الأموال مـن البنك السويسري. وقام “يو بي إس” بشراء منافسه بعد ان رتبت الحكومة عملية استحواذ.

اما فى الولايات المتحدة، انهارت البنوك الإقليمية التى يزيد مجموع أصولها عَنْ 500 مليار دولار. تضرر اثنان منهم، “سيلفرغيت كابيتال” و”سيغنتشر بنك أوف نيويورك”، بسـبب ارتباطهما بالعملات المشفرة. فى غضون ذلك، أصيب كل مـن “سيليكون فالي” و”فيرست ريبابليك” بضغوط كبيرة مع انكشافها بكل كثير على سندات تأثرت بارتفاع الفائدة جاء الى الفيدرالي.

الضبابية تسيطر على مستقبل الاقتصاد الصيني

بدأ مؤشر “CSI 300” الصيني العام بقوة مسجلا افضل أداء له فى يناير/كانون الثانى منذ عَامٌ 2009، حيـث ارتفع المؤشر بأكثر مـن 7% وسـط التفاؤل بشأن انتهاء قيود كورونـا. ومع ذلك، بحلول شهر مايو/أيار، محا المؤشر كل هذه المكاسب حيـث أدى ضعف اليوان والهشاشة المالية لبعض مطوري العقارات المحليين الي إعادة المخاوف للمستثمرين بشأن النمو والتوترات السِّيَاسِيَّةُ.

حظرت بكين شراء منتجات شركة “مايكرون” الأميركية لأسباب ترتبط بالأمن القومي، كَمَا ووصلت التوترات بين الصين وأميركا الي مستويات هى الأعلى فى اعوام.

عودة السوق الياباني

عادت اليابان مرة أخرى الي الواجهة حيـث جاء مؤشر Topix الي أعلى مستوى له فى 33 عَامًٌا. قد يكون القبول المتزايد للتضخم أحد العوامل الدافعة للمكاسب، الي جانب علامات على ادارة افضل للشركات. ولا تزال السوق أيضًا أرخص بشكل ملحوظ مقارنة بالأسواق الاخرى، حيـث يتداول عَدَّدَ كثير مـن الشركات بأقل مـن القيمة الدفترية أو بمستويات عاليه جدًا مـن صافي السيولة.

وهذا ما جذب الملياردير وارن بافيت للاستثمار بشكل ملحوظ فى الأسهم اليابانية اثناء الربع الاول مـن العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى