الاخبار العربية والعالمية

سباق دولي نحو التسلح.. الي أين يتجه العالم؟

كشفت ألمانيا عَنْ استراتيجيتها الجديدة للأمن القومي، والتي تسعى مـن خلالها الي معالجة أولويات برلين وطموحاتها فى اثناء عالم متزايد الخطورة.
وكان بين ابرز بنود الاستراتيجية الجديدة، زيادة الانفاق الدفاعي للدولة بنسبة 2% مـن الناتج المحلي، لتلتحق ألمانيا بذلك بركب الدول المتسارعة فى زيادة إنفاقها العسكري.

سباق دولي للتسلح

فى تقريره الصادر إبريل 2023، يشير معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الي زيادة الإنفاق العالمي على التسليح، فى عَامٌ 2022 بنسبة 3.7% عَنْ العام السابق له.

وحسب المقال فإن هذه الزيادة وصلت بالإنفاق الي 2.2 ترليون دولار (ألفين ومائتي مليار). وهو مستوى لم يشهد العالم مثله منذ 2013.

وأرجع المعهد الزيادة تلك الي ما يشهده العالم مـن توترات، وتخوفات بين الدول الكبرى مـن استخدام منافسيها أو أعدائها للسلاح.
يدل على ذلك ما حدث إبان ضـم روسيا لشبه جزيرة القرم فى 2014، فقد زاد إنفاق دول حلف “ناتو” بشكل متزايد سنويًا وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة الميزانية الدفاعية الأغلى عالميًا.

أكثر الدول تسلحًا

يفيد تقرير معهد ستوكهولم ان الدول الكبرى فى العالم، هى الأكثر ولعًا بسباق التسلح، والأكثر إنفاقًا على تصنيع وشراء السلاح.
وتأتي أمريكا فى المقام الاول فى 2022 كَمَا فى الأعوام السابقة له، بميزانية بلغت 877 مليار دولار بزيادة 0.7% عَنْ العام السابق.
وبعدها تأتي الصين بـ292 ملياردولار وبزيادة 4.2% عَنْ 2021، ثم روسيا بـ86.4 وبزيادة 9.2%. ثم الهند بـ81.4 مليار بزيادة 6%.

تطورات خطيرة

مـن المتوقع ان يزيد الإنفاق العالمي على التسليح بمقدار 200 مليار دولار كل عَامٌ بدءًا مـن 2023، وفق تقديرات “بوليتكو”.
وتشمل هذه الزيادة الإنفاقية، تصنيع أسلحة خطيرة، فى أكثر مـن دَوْلَةٌ حول العالم.
فأمريكا تطور أسلحة تصفها بالمستقبلية، مع قدات فتاكة، مثل الصوراريخ الأسرع مـن الصوت، وأسلحة الليزر والأسلحة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والروبوتات المقاتلة.

وصل الإنفاق على التسلح في عام 2022 إلى مستوى قياسي- رويترز

بينما تستثمر الصين فى جميع الأسلحة تطويرًا وصناعة مكثفة، حتـى ان ميزانيتها تضاعفت بنسبة 75% فى آخر عشر اعوام.
إضافة لذلك فإن الاستثمار فى السلاح النووي ترتفع، بين أمريكا وروسيا والصين، التى تسعى كل منها لزيادة عَدَّدَ وفاعلية ترسانتها النووية، لتصبح أكثر دمارًا.

ماذا بعد؟

بداية مـن الممكن ان يؤثر سباق التسلح العالمي بشكل سلبي فى الاقتصاد، فينهكه، متسببًا فى حدوث تضخم وإبطاء النمو.
ويرجع ذلك الي زيادة الكلفة على ميزانيات الدول، ما يدفعها للاقتراض بشكل أكبر ثم يتبع ذلك أضراره الاقتصاديه، وفق ما تنقله “بوليتكو” عَنْ خبراء اقتصاديين.

ووفق الأمم المتحدة فإن زيادة الإنفاق على السلاح يقابله نقص إنفاق على مجالات أخرى أكثر اهميه إنسانيًا مثل الصحة والتعليم، ويزيد هذا الفرق فى البلدان الفقيرة.
ومن المنتظر ان تزيد الصراعات العسكرية مع زيادة اقتناء الأسلحة عالميًا، وفق منظمة Reaching Critical Will الداعية للسلام، ما يهدد بعالم أكثر تصارعًا وأقل سلامًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى