أعاد الرعب الذى نشرته الممرضة، لوسي ليتبي، التى حكـم عليها الامس الاثنين، بالسجن المؤبد الي أذهان ملايين البريطانيين قائمة المجرمين الذين عملوا فى مشافي البلاد، مرتكبين أعنف الجرائم.
وتصدر تلك اللائحة الطبيب هارولد شيبمان، الذى لقب بـ “طبيب الموت” أو ملاك الموت، لفظاعة ما ارتكبت يداه.
فقد اعتبر واحدًا مـن أخطر القتلة فى تاريخ بريطانيا.
انتحر فى السجن
لكنه انتحر فى السجن عَامٌ 2004 قبل ان يتوصل التحقيق الي ان شيبمان قتل عَدَّدَ أكبر مما كان يُعتقد فى البداية، حيـث يُقدر بأنه قتل 250 مريضا.
إذ فى 31 يناير 2000، وجدت هيئة المحلفين أنه قتل 15 مريضا كانوا تحت رعايته، فحكمت عليه بالسجن مدى الحياة مع التوصية بعدم الاعلان سراحه.
ليكتشف لاحقا ان العدد أكبر بكثير.
كَمَا تبين ان حوالى 80% مـن ضحاياه كانوا مـن النساء المسنات.
الطبيب البريطاني المنتحر هارولد شيبمان
بينما جاء الي عمر أصغر ضحية مؤكدة، 41 عَامًٌا، على الرغم مـن بعض الشكوك لكبيرة فى أنه قتل مرضى لا تتجاوز أعمارهم أربعة أعوام.
وأدت تلك القضية التى هزت البلاد الي مراجعة وتعديل جزء كثير مـن القوانين بينما يتعلق بالرعاية الصحية.
انتحر شيبمان فى 13 يناير 2004، قبل يـوم واحد مـن عيد ميلاده الثامن والخمسين، بشنق نفسه فى زنزانته فى سجن ويكفيلد.
ممرضون أيضاً
لكنه ليس وحيداً أيضا فى مجموعه الجرائم هذه، إذ تقضي الممرضة بيفرلي أليت، عقوبة بالسجن مدى الحياة بعد قتلها 4 أطفال رُضع عَامٌ 1991 عبر حقنهم بالأنسولين ومحاولتها قتل 9 آخرين.
ايضا لقب الممرض كولين نوريس بـ “ملاك الموت” بعد إدانته بقتل 4 نساء عَامٌ 2008، عَنْ طريق حقنهن بالأنسولين.
اما عَامٌ 2015 فتم الحكـم على الممرض فيكتورينو تشوا بالسجن لمدة 35 عَامًٌا على الأقل بعد إدانته بقتل شخصين ومحاولة قتل آخر عبر حقنهم بجرعات مـن الأنسولين.
مفاجأة صادمة
يشار الي ان القضاء البريطاني كان أصدر الاثنين عقوبة السجن المؤبّد بدون إمكانية الحصول على إفراج مشروط بحقّ الممرّضة لوسي ليتبي، التى دِينت بقتل سبعة أطفال حديثي الولادة وباتت بفعلتها هذه أسوأ قاتلة أطفال فى تاريخ المملكة المتحدة الحديث.
ونادراً ما يُصدر القضاء الانجليزي حُكَمَاً بهذه الشدّة، اى السجن المؤبّد مـن دون إمكانية حصول المدان على الاعلان سراح مشروط.
لكنّ ما صدر يتناسب مع الذعر الذى أحدثته الجريمة. وصدر القرار بحقّ ليتبي فى محكمة مانشستر (شمال إنجلترا)، فى غياب هذه المرأة البالغة 33 عاماً والتي رفضت حضور الجلسة.
بينما وصفها الادّعاء العام بـ”الباردة والماكرة والقاسية والعنيدة”، رغم دفعها ببراءتها طوال محاكمتها التى انطلقت فى تشرين الاول/أكتوبر 2022.
بينما لوسي تعمل فى وحدة العناية المركزة فى مستشفى “كاونتس أوف تشيستر” بمدينة تشيستر فى شمال غربي إنجلترا. ووقعت جرائم القتل بين حزيران/يونيو 2015 وحزيران/يونيو 2016، بعدما حقنت الممرّضة الهواء عَنْ طريق الوريد للأطفال الحديثي الولادة، وباستخدام أنابيبهم الأنفية المعوية لإرسال الهواء، أو بإعطائهم جرعة زائدة مـن الحليب الي بطونهم.
بينما لا تزال الشرطة تُواصل التدقيق فى آلاف الملّفات بحثاً عَنْ ضحايا آخرين محتملين لليتبي.