سفينة “الأذرع المجانية” تصل قرب شواطئ مدينة غزة محملة بالمساعدات | سياسة سام نيوز اخبار
مراسلو الجزيرة نت
بعد مرور أكثر مـن 3 أسابيع على وصول سفينة “أوبن آرمز” (الأذرع المجانية) الي قبرص وهي بعثه مشتركة بين منظمتي “أوبن آرمز” و”وورلد سنترال كيتشن”، وصلت السفينة صباح اليـوم الجمعة قرب شواطئ مدينة غزة قادمة مـن ميناء لارنكا القبرصي، وهي تحمل 200 طن مـن المواد الغذائية، وتوقفت السفينة قبالة الرصيف البحري الجديـد الذى يتم إنشاؤه على ساحل منطقه البيدر جنوب غرب المدينة فى شمال القطاع.
وفي عملية معقدة جدا، تهدف المنظمتان غير الحكوميتين الي ان يستقبل هذا الممر الإنساني البحري الي القطاع المحاصر، المجال امام المساعدات الإنسانية وتوسيع نطاقها لمساعدة الفلسطينيين الذين يعانون مـن مجاعة قاتلة.
ومع اشتداد خطر المجاعة الذى يهدد سكان غزة وغياب الحد الأدنى مـن الاحتياجات مـن الغذاء والماء، توفي ما لا يقل عَنْ 10 أطفال بسـبب الجوع فى الأيام الاخيره، وفق منظمة الصحة العالميه التابعة للأمم المتحدة.
تحديات
أوضحت لورا لانوزا، المتحدثة باسم منظمة “أوبن آرمز” الإسبانية، ان “المحادثات الأولى حول الهامة بدأت قبل شهرين بين خوسيه أندريس مـن منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الخيرية ومدير منظمتنا أوسكار غوميز بعد موافقة إسرائيل على هذا الممر البحري الإنساني فى ديسمبر/كانون الاول الماضي”.
وأضافت لانوزا، فى حديثها للجزيرة، ان مـن أصعب التحديات التى واجهتهم الجانب التقني بسـبب عدم وجود ميناء على سواحل القطاع لأن ميناء مدينة غزة تم تدميره منذ عدة اعوام، لذلك يعتبر الوقوف على الشاطئ الحل الوحيد المتوفر لديهم ولذلك أضافوا منصه عائمة يسحبونها مـن القارب.
ولفتت لانوزا الي ان محادثات “معقدة” تمت بين حكومة قبرص وسفارة فلسطين ومركز “كوغود” الإسرائيلي قبل الموافقة على المشروع.
مـن جانبها، كشفت كلوي ماتا مـن منظمة “وورلد سنترال كيتشن”، للجزيرة نت، أنه يتم إعداد حوالى 300 طن مـن المساعدات الغذائية الإنسانية للإبحار الثانى الي غزة، مشيرة الي ان موعد الانطلاق مـن ميناء لارنكا غير معروف حتـى الان.
حذر
وأشارت كلوي ماتا مـن منظمة “وورلد سنترال كيتشن”، الي ان الجانب الإسرائيلي وافق على العملية برمتها وراجعها وفحص جميع البضائع والمواد الغذائية قبل شحنها على متن السفينة العائمة، كَمَا تم تفتيش القارب بالكامل فى ميناء لارنكا فى قبرص.
ومن المنتظر ان تصل شحنة المساعدات الغذائية، التى تحتوي على ما يكفي مـن الغذاء بنحو نصف مليون وجبة، الي منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الموجودة فى قطاع غزة منذ اشهر، وسيتم توزيعها فورا على أكثر مـن 60 مطبخا تابعا للمنظمة.
وقالت لورا لانوزا، المتحدثة باسم منظمة “أوبن آرمز”: “عندما أبحرنا يـوم الثلاثاء، تم منحنا كل الضمانات لنجاح العملية وآمل ان تتم الرحلة دون التعرض لأي مشكلة، لذا نأخذ حذرنا فى البيانات التى نعلن عنها الان حتـى وصول القارب وتوزيع المساعدات المكونة بشكل أساسي مـن الدقيق والأرز والخضار المعلبة وأسماك التونة”.
ولفتت كلوي ماتا الي ان “المطبخ المركزي العالمي” يدعو الي فتح المزيد مـن نقاط الوصول الي غزة امام المساعدات منذ أكتوبر/تشرين الاول الماضي، موضحة أنه تم تقديم أكثر مـن 35 مليون وجبة وإرسال أكثر مـن 1400 شاحنة عبر معبر رفح.
وأضافت “سنوفر الغذاء لعمليات الإنزال الجوي التى يعمل لها الأردنيون كل يـوم اثناء شهر رمضان المبارك، ونهدف الي إنشاء طريق بحري سريع للقوارب المحملة بملايين الوجبات بشكل مستمر نحو غزة”.
وتم تنفيذ هذه الهامة بمبادرة خاصة بين المنظمتين غير الحكوميتين بالتعاون مع حكومة قبرص، ولم تتلقيا اى تمويل مـن دول الاتحاد الأوروبي، وفق لانوزا.
خطر وشيك
وقد دعا مجموعه البرلمان الأوروبي، الامس الخميس، إسرائيل الي السماح بتسهيل توصيل المساعدات عبر جميع نقاط العبور الخالية، فى قرار تم تبنيه بأغلبية 372 صوتا مقابل 44 وامتناع 120 عضوا عَنْ التصويت.
وشدد مجموعه البرلمان على ضرورة وقف فوري ودائم لإطلاق النار لتجنب الخطر الوشيك المتمثل فى حدوث مجاعة جماعية فى القطاع المحاصر، مطالبين فى الوقت ذاته بالإفراج غير المشروط عَنْ جميع المحتجزين.
كَمَا رحبوا بممرات المساعدات البحرية لغزة، مؤكدين ان التوزيع عَنْ طريق البر يجب ان يظل أولوية. ولتسليط الضوء على انتشار الأمراض ووفيات الأطفال المؤكدة بسـبب سوء التغذية والجفاف، يحث مجموعه البرلمان الأوروبي السلطات الإسرائيلية على فتح معابر رفح وكرم أبو سالم وبيت حانون.
وأدان النواب تصاعد أعمال العنف التى يرتكبها المستوطنون المتطرفون والهجمات التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي امام الفلسطينيين فى الضفة الغربية والتي أدت الي استشهاد مئات المدنيين وإصابة الآلاف.
كَمَا انتقدوا بشدة تسارع وتيرة الاستعمار غير القانوني للأراضي الفلسطينية، مما يشكل انتهاكا للقانون الدولى، معربين عَنْ قلقهم إزاء خطر تصعيد الصراع، وخاصة فى لبنان.
