الاخبار العربية والعالمية

“سلاح المستضعفين للسخرية”.. الكاريكاتير يقاتل دفاعا عَنْ غزة | ثقافة سام نيوز اخبار

القاهره- أقام اتحاد الصحفيين العرب معرضا لفناني الكاريكاتير العرب فى ثمانينيات القرن الماضي، وانتصر الفلسطيني ناجي العلي (1937- 1987) بالجائزة الأولى، بالتزامن مع حلول الاسبوع الخامس مـن الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأهدى العلي اتحاد الصحفيين العرب لوحة بيضاء كتب فى نهايتها عبارة “لوحة مرسومة بالحبر الأبيض”.

ويعقب نقيب الصحفيين المصريين الراحل كامل زهيري “لم تكن هذه نكتة، بل كانـت وصية مـن ناجي العلي يوصي كل الرسامين مـن محبيه وأصدقائه ان يرسموا عَنْ جرحه الدامي وقضيته الدائمة، فلسطين”.

وتنفيذا لوصية شهيد الكاريكاتير وانتصارا لقضيته، نظمت جمعية محبي الفنون الجميلة بالقاهرة معرض كاريكاتير “غزّة فى قلوبنا” بالتعاون مع “الجمعية المصرية للكاريكاتير” منذ الأيام الأولى للحرب، تضامناً مع أهالي غزة ودعما للقضية الفلسطينية، بمشاركة 50 رسام كاريكاتير مـن مصر ومختلف ارجاء العالم، قدّموا أعمالاً تُصوّر جرائم الإبادة التى ارتكبتها إسرائيل، وتنحاز لحق الفلسطينيين فى مقاومة محتلّهم.

الريشة سلاحاً

الكاريكاتير -كَمَا يصفه مبدعوه- سلاح المستضعفين للسخرية مـن المستبدين والمحتلين والمتجبرين فى الأرض، ووسيلة للتنديد بلا رحمة ولا شفقة، وقد جاءت لوحات المعرض وكأنها تصرخ وتئن، ترسم المحتل وتسخر منه وتحوله لأضحوكة تنتقم بها للشعب المقهور، فكأن النكتة تفعل بالمحتل ما تفعله الصواريخ.

كل رسمة وكأنها تحارب وتقاتل، تضحك وتبكي، تتحول الي زهرة على قبر شهيد، ثم تنقلب لمسدس فى صدور الغزاة، تصرخ وتئن وتمسك بتلابيب الطغاة المستبدين، تعري الظالمين، وتسحق الطغاة المتجبرين، كَمَا يقول فنانو الكاريكاتير.

وكثير مـن اللوحات لم يكن الفنان يرسمها بالحبر، بقدر ما كان يغمسها فى شريانه ودمه، فتجئ صورة تنبض وتنزف وتذرف الدموع، وهناك لوحات تراها أحيانا تهمس، وأخرى كثيرا ما تزأر، لوحات تتكلم عندما يعجز الناس عَنْ الكلام، وتضحك عندما تمتلئ عيون المسحوقين بالدموع، هذه الضحكات الساخرة التى تتحدى الهزائم والمصائب والنكبات، تبدو كشعاع الفجر فى ظلام الاستبداد، وشارة الأمل فى دنيا اليأس والقنوط.

***داخليه*** أطفال-غزة---خالد-صلاح-1699627414
كاريكاتير للفنان المصرى خالد صلاح (الجزيرة)

ومع اندلاع شرارة الحرب الأولى فى السابع مـن أكتوبر/تشرين الاول الماضي، بدأت فكرة المعرض كَمَا يقول -للجزيرة نت-  الناقد والتشكيلي الدكتور طارق عبد العزيز عضو مجلس ادارة جمعية محبي الفنون ومقرر لجنة المعارض “اثناء 5 أيام وصلتنا اللوحات مـن كل ارجاء العالم، ولكثرة اللوحات قمنا بتحديد لوحة واحده لكل فنان فى المعرض الذى لاقى قبولا كبيرا مـن المهتمين والجمهور لما فيه مـن لوحات تعبر عما يعتمل فى صدور الناس مـن قلق وغيظ وحزن على الدمار والقتل وأعمال الإبادة الإنسانية التى يقوم بها العدو الإسرائيلي على المدنيين مـن أهالي غزة”.

أحمد قاعود -1699627265
كاريكاتير للفنان المصرى احمد قاعود (الجزيرة)

ويضيف “يرجع نجاح المعرض لما للوحة الكاريكاتير مـن التكثيف والتقتير والإيجاز، بما يغني عَنْ قراءة مقال على صفحة كاملة، وللكاريكاتير تأثير قوي مثل رصاصة موجهة تصيب الهدف مباشرة، ولأن الكاريكاتير يعبر عَنْ هموم المجتمع بقوة، ويسجل انكسارات وانتصارات الوطن، وقراءة تطور فن الكاريكاتير خير تعبير عَنْ تاريخ اى مجتمع، ووسيلة مـن وسائل الحرب لما له مـن قبول قوي جدا فى الرَّأْي العام”.

عمرو سليم-1699627243
كاريكاتير للفنان المصرى عمرو سليم (الجزيرة)

الفنان حسن فاروق مدير عَامٌ الجمعية المصرية للكاريكاتير وعضو الاتحاد الدولى لرسامي الكاريكاتير، ومن الفنانين المهتمين بالقضية الفلسطينية، يشارك فى المعرض بلوحة “الدمية الجريحة” لطفلة على شكل دبدوب أصيبت فى العدوان الإسرائيلي، تبكي وهي مصابة وتشارك صاحبتها الطفلة آلامها وجراحها.

علي خليل - البحرين-1699627237
كاريكاتير للفنان البحريني علي خليل (الجزيرة)

ويقول فاروق “دائما ما تستخدم الفنون المتنوعة للتأثير على الناس ضوء الاحداث الكبرى، إلا ان للكاريكاتير دوره المؤثر فى الاحداث الكبرى، لما له مـن تأثير مباشر على الرَّأْي العام مع يسر انتشاره وتعبيراته البليغة، والرسمة الواحدة قد تكون أكثر بلاغة مـن عشرات المقالات”.

الكيل بمكيالين

رئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية للكاريكاتير مصطفى الشيخ يشارك بلوحة تعبر عَنْ العداء الغربي الشديد للعرب وفلسطين مـن اثناء لوحته التى تجسد طفلا فلسطينيا دَاخِلٌ عصارة فواكه يقوم الرئيس الأمريكي بتشغيلها، ونرى نتنياهو منتظرا بلهفة لشرب العصير الدامي.

خضر-حسن-1699627219
كاريكاتير للفنان المصرى خضر حسن يظهر نتنياهو يشرب دما (الجزيرة)

ويقول الشيخ “هذا هو الغرب المنحاز دائما امام حقوق الجمهور الفلسطيني، لا يتحمل ان يقوم رسام الكاريكاتير فى صحيفة غارديان برسم نتنياهو وهو يرتدي قفازات ملاكمة، ويطالب أهالي غزة بالخروج، مما يتسبب فى فصل الرسام مـن الصحيفه، بينما يريدون مـن المسلمين تقبل الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرق المصحف الشريف بدعوى حرية الرَّأْي. هذه الأزمة كشفت عَنْ الوجه القبيح للغرب وفضحت حرية التعبير التى دائما ما يتبجحون بها”.

والفنانة هدير يحيى عضو الجمعية المصرية لرسامي الكاريكاتير تقول “معظم لوحاتي عَنْ فلسطين، واختار المعرض لوحة طفلة فلسطينية ترتدي الكوفية الفلسطينية وترسم على الحائط خريطة فلسطين الحرة، والصواريخ الإسرائيلية تتساقط عليها كالمطر وخلفها تظهر قبة الصخرة”.

***داخليه***غادة مصطفى-1699627248
كاريكاتير للفنانة غادة مصطفى (الجزيرة)

وتضيف يحيى “نريد للحق والسلام ان يسودا العالم بعيدا عَنْ النفاق السياسي والكيل بمكيالين، وأن تعامل غزة كَمَا يعامل الغرب أوكرانيا. وسائل الإعلام العالميه تظهر الأوكرانيين المدافعين عَنْ بلادهم كأبطال، بينما فى أماكن أخرى يتم تصوير المدافعين عَنْ أرضهم كإرهابيين. وقد عبر عَنْ هذه الحالة رسام الكاريكاتير البرازيلي كارلوس لاتوف برسم قنبلتين على شاشة تلفاز، واحده تحمل العلم الأوكراني ويشار اليها بالأبطال، والأخرى تحمل العلم الفلسطيني ويشار اليها بـ”الإرهابيين”.

***داخليه*** صفاء عوده - فلسطين-1699627406
كاريكاتير للفنانة الفلسطينية صفاء عودة (الجزيرة)

يشارك فى المعرض عَدَّدَ كثير مـن الفنانين العالميين والعرب، منهم: أسامة نزال وصفاء عودة مـن فلسطين، رشيد الرحموني مـن تونس، أمين الحبارة مـن السعوديه، أمجد رَسْمِيٌّ وناصر الجعفري مـن الأردن، علي خليل مـن البحرين، أنخيل بوليغان مـن كوبا، ديميتريس جورجوباليس مـن اليونان، غوران سيليكانين مـن صربيا.

غوران سيليكانين من صربيا-1699627259
كاريكاتير للفنان الصربي غوران سيليكانين (الجزيرة)

ومن مصر، يشارك الفنانون ابراهيم البريدي، احمد جعيصة، احمد سمير فريد، احمد علوي، احمد قاعود، احمد مصطفى، مصطفى الشيخ، هدير يحيى، أسامة أبو صبا، آمنة سعد، إيمان السيد، تامر يوسف، جمعة فرحات، جورج بهجوري، حسن فاروق، خالد صلاح، خضر حسن، دسوقي بغدادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى