الاخبار العربية والعالمية

شهود عيان للجزيرة نت: هكذا عاث الاحتلال فسادا فى مخيم جنين | سياسة سام نيوز اخبار

جنين – يجتهد احمد أبو العز لإخراج قطع كبيرة مـن الأثاث المحطم والقديم، التى قضى اعوام مـن عمره فى جمعها، الي خارج منزله فى حارة جورة الذهب فى مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية بعد تلفها بشكل كثير، إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منزله ليلة الخميس.

بينما قوات الاحتلال اقتحمت منزل أبو العز، واحتجزته بداخله رفقة عائلته المكونة مـن 12 فردا، وحطمت جميع مقتنيات المنزل، وتنقلت عبر طوابقه الثلاثة، وصولا الي شقته ابنه فى الطابق العلوي.

“وضعوني مع أولادي فى زاوية المنزل بالقرب مـن المدخل مكبلي الأيدي، ودخلوا بأعداد كبيرة، فتشوا جميع الغرف، وحطموا كل ما لمسته أيديهم. أنا أجمع القطع الأثرية، هذه هوايتي منذ زمن، أنشأت لها غرفه خاصة، ورتبتها بطريقة مختلفة، وأصبحت تشبه المتحف حتـى إن طلاب المدارس كانوا يأتون الي هنا فى زيارات تعليمية للتعرف اليها.. حطموها كلها، لم تعد تصلح للعرض أو حتـى للزينة”.

15-12-2023-_صورة_6__فاطمة_محمود_مخيم_جنين_فلسطين_الجزيرة_نت___أحمد_أبو_العز_ينقل_ملكاته_التي_دمرها_واتلفها_الإحتلال_بعد_اقتحام_منزله_
احمد أبو العز يخرج مقتنيات منزله التى أتلفها الاحتلال بعد اقتحامه (الجزيرة)

تخريب وتحطيم

وفي الشقة العلوية لمنزله حيـث يسكن ابنه المتزوج منذ أقل مـن عَامٌ واحد، تظهر بوضوح آثار الخراب فى كل زوايا المنزل، لكن الشيء الأبرز فى كل ما حصل مع عائلة أبو العز هو دخول الجنود على نساء المنزل حاملين سكينا حادة.

يقول أبو العز “دخلوا على زوجتي وبناتي بالسكين، هددوهن بها، وحين رآهم طفلي الصغير وقع مغشيا عليه مـن شدة الخوف، هذا منزل ابني لم يفرح به، المفروض أنه عش الزوجية له، تحوّل الي كومة مـن الركام، حتـى المطبخ كسروه، وحطموا خزائنه، شاشة التلفاز كسروها كلها، حتـى الستائر قطعوها بالسكين”.

وفي حارة الدمج، إحدى أكثر الحارات مواجهه لقوات الاحتلال الإسرائيلي فى اقتحاماتها المتكررة لمخيم جنين، قصفت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية منزل عائلة الصباغ، المكون مـن ثلاثة طوابق، فأحرقته بالكامل، ووسط المنزل المحترق وقفت سماح الصباغ تشير الي معالم المنزل المختفية، وتشرح ما كان يوجد فى كل ركن فيه.

وتقول الصباغ “هنا كانـت تسكن شقيقتي مع أطفالها، وشقيقي الصغير فى هذه الزاوية، كانـت غرفه نومه وخزانة ملابسه، وهنا كانـت غرفه الضيوف، وهناك المطبخ، الان لا يوجد سوى هذا المربع الأسود”.

وتضيف “لقد أذابوا البيت بشكل كامل، حتـى الجدران والأرضية، البيت الان لا يصلح للسكن ولا يمكن إصلاحه، هذا البيت يعيش فيه 15 شخصا، الان لا نعرف أين سنذهب، والدتي الكبيرة فى السن بقيت بعد هذا العمر مـن دون مأوى، وعائلة أخي فى الطابق السفلي أيضا”.

 

 

مشهد يذكّر بغزة

وفي مشهد يذكر بقصف البيوت السكنية فى قطاع غزة، قصف الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة مرعي، فهدم بشكل كامل واشتعلت النيران فى جزء منه.

ويعود المنزل الي الأسير تامر مرعي الذى اعتقل فى اقتحام الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين فى الثالث مـن يوليو/تموز الماضي.

تقول زوجته آلاء إنها كانـت توجد فى منزل خالتها لحظة الاقتحام، وإن الأخبار كانـت تصلها مـن سكان الحي بأن الجنود دخلوا المنزل وبدؤوا بتخريبه، لكنها لم تتوقع ان يكون بالحالة التى رأته عليها عندما وصلت إليه “حتـى اثناء أخبرني الجيران أنه تم قصف المنزل لم أتوقع ان يكون قد سوي بالأرض بهذه الطريقة”.

وحتى انسحابها مساءا الخميس مـن مخيم جنين، كانـت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد دمرت قرابة 7 منازل بشكل كامل، وعددا آخرا مـن المنازل بشكل جزئي. وحتى الان لم تتمكن اى جهة رسمية مـن إحصاء الأضرار فى المنازل وممتلكات السكان.

15-12-2023-_صورة_4__فاطمة_محمود_مخيم_جنين_فلسطين_الجزيرة_نت___تجمع_المياة_العادمة_في_ساحة_مخيم_جنين_بعد_تدمير_شبكة_الصرف_الصحي_من_قبل_جرافات_الإحتلال_
تجمع المياه العادمة فى ساحة بمخيم جنين بعد ان دمرت جرافات الاحتلال مجموعه الصرف الصحى (الجزيرة)

سرقات ونهب

ولم يكتف جنود الاحتلال الإسرائيلي بهدم المنازل وحرقها، بل يتحدث أهالي المخيم عَنْ سرقات تمت فى عَدَّدَ مـن البيوت التى اقتحمها الاحتلال، وأخرى فى محال تجارية.

ويقول كفاح أبو السرور الذى يسكن الحارة الشرقية، إن “جنود الاحتلال حاصروني مع عائلتي فى المنزل بعد قصفه بقذائف الإنيرجا”، فاضطر الي ان يجمع عائلته فى الطابق السفلي، وبعد تواصل ضرب المنزل بالقذائف، حاول الاتصال بالدفاع المدني والإسعاف لمساعدته وعائلته وإخلاء المنزل.

“اتصلت بالدفاع المدني، وأخبرتهم ان المنزل يتعرض لإطلاق النار والإنيرجا وأن أجزاء منه بدأت تحترق، لكنهم لم يسمحوا لأي سيارة إسعاف وطواقم الدفـاع المدني بالوصول إلينا، ثم تواصلت مع الارتباط المدني الفلسطيني الذى بدوره تواصل مع الارتباط الإسرائيلي، ونسق معهم موعدا لخروجنا”، يقول أبو السرور.

ويضيف “اتصل بي ضابط مـن الجيش الإسرائيلي، وقال لي ستخرجون واحدا تلو الآخر رافعي الأيدي، ويجب ان تخرجوا كلكم مـن المنزل، وبعدها سأدخل المنزل، وإذا وجدت أحدا فيه سأقتله ثم سأعود الي قتلكم جميعا هنا، وخرجنا كَمَا اعلن لنا، ثم دخلوا، وفتشوا المنزل وكسروه”.

بعد خروج أبو السرور، أطلق جنود الاحتلال عليه كلبهم البوليسي، فعضه فى قدمه وذراعه، وبقيت العائلة خارج منزلها طوال الليل حتـى سمح لها بالعودة فجر الخميس، وبعد تفقدهم المنزل وجدوا ان الجنود سرقوا مبلغا ماليا يقدر بـ8 آلاف شيكل (الدولار يساوي 3.5 شيكلات)، إضافة للمصاغ الذهبي لزوجة أخيه.

وقال عز الدين أبو سرية إن “قوات الاحتلال سرقت مـن منزله حاسوبا محمولا إضافة لجهاز آيباد”، بينما اعلن محمد طالب، وهو صاحب محل تجاري، إن “جنود الاحتلال كسروا قفل محله ودخلوا إليه، وسرقوا جميع علب السجائر مـن المحل، إضافة الي علب العطور”.

وكان شهود عيان مـن المخيم قالوا إن “جنود الاحتلال كانوا يدخلون المحال التجارية ومحال البقالة المغلقة، ويخرجون محملين بأكياس وكراتين معبأة بالمونة (المواد الغذائية) مـن هذه المحال”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى