الاخبار العربية والعالمية

صحف بريطانية: حظر مسيرة مؤيدة لغزة دون سند قانوني سيؤجج الانقسامات | سياسة سام نيوز اخبار

تناولت بعض كبريات الصحف البريطانية اليـوم الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين فى المملكة المتحدة. فقد حذرت افتتاحية الغارديان مـن ان حظرها بدون سند قانوني سيؤجج الانقسامات، وأنه إذا كانـت الشرطة مقتنعة بأن الاحتجاج آمن، فلا ينبغي لبعض الوزراء إثارة الشكوك والمخاوف بشأنها.

وأشارت الي أنه كثيرا ما تكون المظاهرات السِّيَاسِيَّةُ مثيرة للجدل، كَمَا ان اى قضية يمكن ان تحشد عشرات الآلاف مـن الناس مـن المرجح ان تنطوي على مشاعر جياشة وتثير ردود فعل قوية.

وفي اثناء نظام ديمقراطي، لا تعتـبر هذه الأسباب كافية للحظر. ولهذا السبب قاومت شرطة العاصمة الضغط الوزاري لسحب الإذن بتنظيم مسيرة تضامن مع الفلسطينيين فى وسـط لندن فى نهاية هذا الاسبوع.

ويرى السير مارك رولي، مفوض شرطة العاصمة، ان مسيرة السبت 11 نوفمبر/تشرين الثانى لا تشكل تهديدا للسلامة العامة. وقد أرجأت الحكومة القرار على مضض، وربما بشكل مؤقت فقط.

واعتبرت الغارديان وجهة النظر الأكثر تطرفا هى ما عبرت عنها وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، التى وصفت التجمعات المؤيدة للفلسطينيين بأنها “مسيرات كراهية” تظهر “ترهيب البلطجة والتطرف”.

وقالت الصحيفه إن هذا خلط بين الرعب المبرر نتيجه لمحنة المدنيين الذى يعانون ويموتون تحت القصف الإسرائيلي فى غزة، “ودعم حماس وأجندتها”.

وإذا لم تدرك برافرمان وجود فرق بين هذه الاقتراحات، فهي ليست مؤهلة للتعليق على الإطلاق. وإذا كانـت تطمس التمييز عمدا، فهي مذنبة بإثارة الانقسام وإثارة الشكوك بين الطوائف مما يجعلها غير صالحة للمناصب العامة.

زرع الفتنة
وفي السياق نفسه ترى مجـلة إيكونوميست ان وزيرة الداخلية تستغل المسيرة المؤيدة للفلسطينيين، المقررة فى لندن بعد غد، لزرع الفتنة. واعتبرت ان الحق فى الاحتجاج أساسي، وكذلك ان تكون قوة الشرطة مستقلة.

ولفتت الي ان يـوم الهدنة، التى أنهت الحرب العالميه الأولى فى 11 نوفمبر/تشرين الثانى 1918، ويتصادف مع المسيرة المقررة، يحيي ذكرى عدة أشياء، ولا يعني اى منها ان الاحتجاجات امام القصف الإسرائيلي لغزة لا ينبغي ان اعلن فى ذلك اليـوم، وبعضها يشير الي ضرورة القيام بذلك.

ويتذكر يـوم الهدنة أولئك الذين لقوا حتفهم اثناء الخدمة منذ عَامٌ 1914. ويحتفل بالنصر على القوى التى كانـت ستحرم البريطانيين مـن الحريات الأساسية، بما فى ذلك الحق فى الاحتجاج.

وعلقت إيكونوميست بأنه إذا كانـت كلماتها تهدف الي إثارة الفرقة، فقد نجحت. وحث بعض المحرضين اليمينيين المتطرفين فى الأيام الاخيره أنصارهم على “الدفـاع” عَنْ النصب التذكاري لقتلى الحرب فى وسـط لندن. وربما دفع ذلك شرطة العاصمة الي حث منظمي المسيرة على إلغائها.

لكن كبح الحق فى الاحتجاج خطأ. فقد أدت الحرب الإسرائيلية على غزة الي مقتل أكثر مـن 10 آلاف فلسطيني، ولم يردد الآخرون فى الحكومة لغة برافرمان المثيرة للانقسام. وقد أقر أليكس تشاك، وزيرالعدل، بأن الحق فى الاحتجاج هو “ما يجعلنا دَوْلَةٌ عادلة وحرة”.

وختمت المجلة بأنه يبدو مـن غير المرجح ان يتوقف الناشطون المؤيدون للفلسطينيين عَنْ الاحتجاجات، ويبدو ان وزيرة الداخلية عازمة على تأجيج التوترات. والشرطة لديها عملية صعبة بما فيه الكفاية دون ان تثير برافرمان الذعر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى