أثارت حادثة انبجار الغواصة “تيتان” التابعة لشركة OceanGate، التى شغلت وسائل الإعلام العالميه على مدار الأيام الماضية، التساؤلات حول ما تواجهه الغواصات فى أعماق البحار مـن ظروف مخيفة قد تودي بحياة ركابها.
بينما الغواصة المشؤومة قد عثر على حطامها بعد 4 أيام مـن رحلتها التى انطلقت الأحد ليعلن الخميس عَنْ النهايه المؤلمة لركابها الخمسة الذين كانوا على متنها فى رحلة استكشافية لرؤية حطام سفينة تايتنيك، مقابل 250 ألف دولار للشخص الواحد.
وتقع بقايا تلك السفينة الشهيرة على عمق 12500 قدم تقريبا تحت الماء، وهو مستوى عميق جداً لا تستطيع معظم الغواصات الوصول إليه، بسـبب الضغط المتزايد على المركبات تحت الماء.
والصعوبات فى أعماق البحار شديدة ومرعبة لدرجة أنه غالبا ما يقال إننا نعرف المزيد عَنْ سطح القمـر أكثر مما نعرفه عَنْ قاع المحيط الغامض.
ضغط الماء الهائل
أولا، أكبر تعقيد مـن وجهة نظر هندسية هو بلا شك ضغط الماء المائل على الغواصة.
فعلى عمق 12500 قدم حيـث تحركت الغواصة “تيتان”، كان الضغط الذى تمارسه المياه عليها 40 ميغاباسكالس اى ما يقرب مـن 200 ضعف الضغط دَاخِلٌ اطار السيارة.
وهذا أيضا أكبر بمقدار 390 مرة مـن الضغط الموجود تحت سطح الماء مباشرة. إن الاضطرار الي توفير مساحة للطاقم يزيد مـن صعوبة مكافحة هذه المشكلة، حيـث تزداد مساحة سطح الغواصة بشكل حتمي.
ومع ذلك، تم تصميم “تيتان” لتحمّل الضغط على أعماق تصل الي ما يزيد قليلا عَنْ 13000 قدم، وفق ما نقلته “ديلي ميل”.
الظلام الدامس
بالإضافة الي ذلك، فإن فى أعماق المحيط يمتص الماء ضوء الشمس بسرعة.
وتشمل “المنطقة القاتلة”، حيـث لا يصل الضوء فى البحر، كل شيء مـن 1000 متر (حوالى 3300 قدم) وما دون.
وهذا يعني أنه حتـى مع وجود الضوء، فمنذ دخولك المنطقة القاتلة، لا ترى شيئا، حتـى يظهر قاع المحيط فجأة أمامك.
وهذا يجعل التنقل صعبا بشكل معقد قد يريد قادة الغواصات الي حساب موقعهم بناء على السرعة والاتجاه لحساب الموقـع بالنسبة للمكان الذى انطلقوا فيه.
فى قاع المحيطات يعم الظلام الدامس – آيستوك
وبمجرد ان تكون فى قاع المحيط، قد تكون على بعد بضع مئات مـن الأمتار مـن هدفك ولكن قد يستغرق الامر ساعات للعثور على ما تبحث عنه.
التيارات
توجد أيضا مشكلة أخرى فى أعماق البحار، وهي التيارات المألوفة لدى الكثيرين، وهي ما يتم تحذيرنا بشأنه على الشاطئ عندما يُطلب منا عدم السباحة بعيدا جدا.
ولا تزال هذه موجودة فى أعماق البحار، وإن لم تكن بنفس القوة، ولديها القدرة على زيادة تعقيد الملاحة لأي غواصين.
أعمق نقطه
تعرف أعمق نقطه فى العالم كله باسم قاعدة خندق ماريانا، فى المحيط الهادئ، والتي تبلغ 36100 قدم تحت سطح الماء.
وبسبب الاختلافات بين أعماق المحيط وما اعتدنا عليه، يمكن ان تبدو المخلوقات التى تعيش فى هذا العالم غريبة تماما.
الحوت
يستخدم Whalefish الاهتزازات فى الماء للتنقل فى المحيط، بدلا مـن الاعتماد على الكميات الدقيقه مـن الضوء التى تصل الي تلك الأعماق.
ويعيش الحوت مـن أعماق تصل الي 5000 قدم ويتغذى على القشريات والأسماك الاخرى.
الحوت – آيستوك
ثعبان البحر
نظرا لأن للظروف القاسية وغياب الضوء فإن Whiptail Gulper Eel ذو الذيل السوطي لديه تكيف جديد لتحقيق أقصى استفادة للعثور على وجبة جديدة مـن الطعام.
ويمكن ان يعيش فى أعماق تصل الي 6600 قدم فى المحيط الهادئ.
ثعبان البحر _ آيستوك
سمكة الصياد
تعتـبر سمكة الصياد مـن اشهر أنواع الكائنات البحرية العميقة، كَمَا ذكر فيلم Finding Nemo لعام 2003.
وتستفيد مـن قلة الطعام والضوء فى منطقه منتصف الليل مع ضوء معلـق خارج أفواهها مباشرة يغري الفريسة.
يذكر ان “أوشن غيت” الشركة المشغلة للغواصة المنكوبة كانـت تعرضت لانتقادات شديدة بشأن هيكل ونوعية التصميم الذى لا يناسب الغوص حتـى عمق كثير جداً ما أدى الي وقوع كارثة كان ثمنها حياة 5 أشخاص بينهم أثرياء مـن العيار الثقيل.
