عمر عبد الكافي: القطيعة بين المسلمين تؤخر رفـع ظلم الحكام والغرب عنهم | البرامج سام نيوز اخبار
اعلن الداعية الإسلامي، الدكتور عمر عبد الكافي، فى حلقته الثانية مـن برنامـج “الشريعة والحياة فى رمضان”، إنه إذا لم يعمل المسلمون على رفـع الظلم والقطيعة بينما بينهم، فإن الله لن يصل عنهم ظلم الحكام، ولا بغي دول الغرب الكارهة لهم.
وخصصت الحلقة الثانية (2024/3/12) مـن البرنامج موضوعها للعلاقة مع ذوي القربى والجيران وفئات أخرى بالمجتمع وحقوقهم وارتباط ذلك بالمفهوم الشامل للعبادة فى الإسلام.
ويشير الدكتور عبد الكافي، فى حديثه، الي وجود قصور فى مفهوم العبادة لدى شرائح مـن المسلمين، حيـث يحصرونه فى العبادات المأمور بها مثل الصلاة والزكاة والحج وقراءة القرآن، دون الاهتمام بأن تظهر ثمرة هذه العبادات فى التعاملات والمعاملات مع المجتمع.
وإلى جانب هذا الاعتبار الذى يجعل مـن التدين ظاهريا ومنقوصا، يلفت الداعية الإسلامي الي خلل آخر، وهو انتشار ما أسماه “القحط العاطفي” لدى المزيد ممن لا يعبرون عَنْ مشاعرهم تجاه الآخرين، وذكر فى هذا السياق، طلب النبي صلى الله عليه وسلم مـن أحد الصحابة إخبار صاحبه بحبه له.
اللُّحمة المجتمعية
وتظهر مكانة لُحمة العلاقة المجتمعية، فى إلحاق الله عز وجل لأنبيائه صفة الأخوة لأقوامهم المُكذبين، فقوم عاد أخوهم هود، ومدين أخوهم شعيب، وثمود أخوهم صالح، وفي ذلك دلالة واضحة على اهميه تقدير هذه الرابطه والإيفاء بحقوقها حتـى وإن اختلف الدين.
وجاء فى مُقَدَّمَةٌ الفئات التى ينبغي على المسلم الاهتمام بالعلاقة معها ذوو القربى، وذلك حسب الترتيب القرآني حيـث جاءت بعد عبادة الله وعدم الإشراك به وبر الوالدين، فصلتهم امتداد للبر بالوالدين، وشدد الدكتور عبد الكافي فى هذا السياق، على ضرورة استثمار أيام رمضان فى كسر حاجز الكِبر ووصل الأرحام المقطوعة.
وأشار الداعية الإسلامي الي ان أول ذنب وقع فيه مخلوق هو الكبر، اثناء رفض إبليس الانقياد لأمر الله بالسجود لآدم وقال أنا خير منه، لافتا الي ان هذا الذنب هو أحد الدوافع الرئيسية للقطيعة مع أصحاب الحقوق.
ويرى الدكتور عبد الكافي ان المقاطعة والممانعة مع ذوي القربى موروثات تعكس خللا كبيرا، ليس فقط فى السلوكيات والأخلاق والمفهوم العام للعبادة، وإنما ايضا فى العقيدة والتركيبة النفسية، ومن ثم فإن المقاطع يعتبر مريضا نفسيا وقد يكون مختلا عقليا، حيـث لا مجال لإنهاء هذه العلاقة الأبدية.
وشدد على أنه لا ينزل للمسلم ان يقاطع أخاه فوق 3 ليال كَمَا ورد عَنْ النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرا الي آراء بعض العلماء بأنه إن استمرت القطيعة فإن صفحة الحسنات تغلق مع دخولها اليـوم الرابع.
مَن الجار صاحب الحق؟
بينما الفئة الثانية التى اعلن عنها الدكتور عمر عبد الكافي، هم الجيران، وفي هذا السياق أشار الي ان الجار إذا كان مسلما قريبا فله 3 حقوق، حق الإسلام وحق القرابة وحق الجوار، وإن كان جارا مسلما فله حقان، وإن كان غير مسلم، فله حق الجوار.
ولا تنحصر صفة الجيرة للملاصق فى المسكن، حيـث اعتبر بعض الفقهاء مـن يسكن الي سابع منزل عَنْ اليمين والشمال جارا، بينما زاد غيرهم الي 40، بينما عد آخرون كل مـن يسكن فى الحي أو المنطقة جارا له حق تلك الجيرة، حسبما نقل الدكتور عبد الكافي.
وعدّ المنكوبين فى الدول المجاورة ممن تجب لهم حقوق الجيرة وتتأكد باشتداد ما يلاقون مـن كرب، متسائلا كيف يحسب مـن أمة المسلمين مـن ينشغل فى هذا الشهر المبارك بمشاهدة المسلسلات عَنْ الاهتمام بمساعدة إخوانه ورفع الظلم عنهم.
وشدد فى هذا السياق على ضرورة استنهاض الهمم وأن تخرج الأمة مـن تيهها فى حصر الاهتمام والدعم على ابناء الوطن الواحد، مؤكدا ان الأخوّة بين المسلمين عامة لها حقوق يجب استيفاؤها، لكنه أشار ايضا الي ان تلك الحقوق لازمة بقدر الاستطاعة، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.