ثقافه وفن

فايزة واصف أيقونة فى الإعلام المصرى والعربى.. جمعت الجماهير حول برنامجها الأشهر “حياتى” على التليفزيون المصرى على مدار 30 عَامًٌا.. واستندت لكل قواعد المهنية للجيل الذهبى للإعلاميين.. وحافظت على تألقها دون ابتذال


تسببت وفاة المذيعة الموهوبة فايزة واصف فى حزن الكثيرين الذين استمعوا الي برنامـج “حياتي” الذى يبث على التلفزيون المصرى منذ أكثر مـن 30 عَامًٌا ، والذي برعت فيه بإبراز المشكلات والأزمات فيه. الأشخاص العاديون الذين اعتادوا إرسال رسائل إليهم كوسيلة للتواصل ثم إبراز المشكلة ومحاولة حلها جاء الى الخبراء.

طوال حياته ، كان لهذا المؤدي متعدد الاستخدامات طريقة يميزه عَنْ أقرانه منذ اللحظة التى ظهر فيها لأول مرة على الشاشة بعد مدة قصيرة بين أجهزة الراديو. الخوف مـن الجمهور واكتساب قدرات اعلامية ، لكن التمثيل بحد ذاته لم يدخل مجال طموحاته ، فدراسته ودراسته ساعدت على عبء البرنامج ، حيـث يفحص المضيف ما يفعله مع ضيوفه.

فى عَامٌ 1963 دخلت فايزة واصف الإذاعة عبر بث صوت العرب بعد مشاركتها فى الامتحانات التى وصفتها بالامتحانات الصعبة فى أحد البرامج التلفزيونية.

بعد المرحله الإذاعية ، انتقل الي التلفزيون الذى كان لا يزال فى مهده فى ذلك الوقت ، وخلال هذه الرحلة قدم العديد مـن البرامج أشهرها برنامـج “Zandagi Man” ثم برنامـج “Zandagi Man Ba. الي “وبرنامج” ربيع الحياة “الذى تناول فيه مشاكل المسنين.

ارتبطت فايزة واصف فى ذهن الجميع ببرنامج “حياتي” ، وهو مـن اشهر بَرَامِجُ حل المشكلات التى استمرت لأكثر مـن 30 عَامًٌا ، لكن قد لا يعرف الكثيرون أنه لم يبدأ بالاسم نفسه ، بل بالاسم. “المشكلات و” التعليقات “التى كانـت تعتمد على تلقي رسائل تحتوي على مشاكل الناس ، فيذهب مع فريقه لمقابلة أصحاب المشكلة ، ثم يتم إعادة تسمية البرنامج بـ” الرسائل “، فيتم إرسال الرسائل إليه ويقوم بتقديمها مباشرة ، وهو ناقش المشكلة وحلولها مع أحد الخبراء ، لكن تكرار كلمة “حياتي” فى رسائل متابعيه جعله يغير اسم البرنامج الي “حياتي”. خُلد الجميع بهذا الاسم فى تاريخ التليفزيون المصرى.

استمر هذا البرنامج على نفس المنوال حتـى أخبره أحد أساتذته ان صاحب المشكلة يجب ألا يظهر على التلفاز ، ومن ثم تم تسليم هذا البرنامج للمخرج حسين كمال الذى ظهر بعد ذلك فى مجال الإخراج السينمائي والمشهور. افلام مثل: “شيء مـن الخوف والبستجي” لحل مشكلة عدم ظهور مشكلة أصحابها بالأدوات والتقنيات المتطورة لعصرهم وقبل وقتهم ، لحل مشكلة كبيرة امام هذا المتأخر. وسائل الإعلام التى تريد إظهار المشكلات الاجتماعية للمواطنين العاديين على الشاشة ، ولكن فى نفس الوقت عليه ان يخفيها ، لذلك فكر فى تقديم هذه المشكلات الحقيقية مع إعادة تمثيله فى الْمُشَاهِدِينَ الكوميدية. شكل مجموعه مع نص مكتوب لإعادة صياغة القصص بطريقة ممتعة.

استقبلت فايزة شكاوى العديد مـن المواطنين وكان عليها تحديد مجموعه مـن المعايير لاختيار هذه المشكلات ، وأهمها ان هذه مشكلة عامة يمكن ان يستفيد منها كثير مـن الناس مـن حلها ومناقشتها ، واستضافة العديد مـن المستشارين فى “بلدي”. الحياة “لحل المشكلات ومنها السيدة مفيدة عبد الرحمن أول محامية مصرية.

نعى المجلس القومي للمرأة برئاسة الدكتورة مايا مرسي وجميع أعضائه الصحفية الموهوبة فايزة واصف بالكلمات وحاول وصف عملها الرائع وقال إن لديها سببًا ورسالة ، وكان هدفه دائمًا خدمة المجتمع. المجتمع ، حيـث أثر المشهد الاعلامي على العديد مـن البرامج الهامة والهادفة ، عندما اتصلت به الهيئة الوطنيه للإعلام مؤكدة ان لديه مسيرة مليئة بالعطاء للعمل الاعلامي ، خاصة وأنه ينتمي الي جيل مـن رواد الإعلام المصريين الذين قدموا المحترفين. رسالة اعلامية وتعليمية مستهدفة لكافة شرائح المجتمع.

حافظت على لمعانها دون لزوجة

خسر مجال الإعلام الإعلامية الكبيرة فايزة واصف التى تعد مـن اهم مضيفي البرامج التليفزيونية ، فكانت رائدة فى مجال التليفزيون ، وارتبط اسم هذه الإعلامية الراحلة بالعديد مـن البرامج التلفزيونية ، لكن أشهرها كان برنامـج “حياتي” ، خاصة أنه قدمه منذ حوالى 35 عَامًٌا وهو مـن اشهر البرامج التليفزيونية فى ماسبيرو ، حيـث تعامل مع المشكلات الأسرية والاجتماعية التى أرسلها إليه المشاهدون. بريد. لإعادة معالجتها بتنسيق عرض تقديمي فعال ثم إستقبال خبراء مـن علم النفس وعلم الاجتماع والقانون والإعلام لتحليل المشكلات وتقديم حل مناسب لها.

الإعلامية فايزة واصف ، تخرجت فى كلية الآداب قسم علم النفس والاجتماع ، ودخلت الإذاعة عَامٌ 1963 وحصلت على بكالوريوس الفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج ، حيـث كشفت فى اللقـاء السابق ان السبب يعود الي درست فى الفنون وكان العرض لأنها كانـت شابة خجولة للغاية ، لذا أرادت التخلص منه ، فهي تخجل مـن دخول قسم التمثيل والإخراج.

انتقلت الإعلامية فايزة واصف مـن الإذاعة الي التلفزيون وقدمت فكرة عرض مشاكل الْمُشَاهِدِينَ فى برنامـج شبه درامي مع معضلة على شكل حلقة مدتها نصف ساعة. كانـت المشكلة ان واصف قد أحضر علماء الدين والأطباء النفسيين وعلماء الاجتماع ليشرح للمشاهد رأي الدين أو الحالة العقلية أو الاجتماعية للأشخاص الذين يعانون مـن مشاكل.

فى إحدى المقابلات ، كشفت الراحلة فايزة واصف له بدهشة كبيرة أنه بالرغم مـن تحقيقه نجاحًا كثيرًا فى برنامـج “حياتي” إلا أنه لم يتقاضى رسومًا دراسية وأن العديد مـن المنتجين عملوا معه ، ومعظمهم لم يتقاضوا رواتبهم. عملهم ونحو 10 مـن كبار المخرجين فى التلفزيون المصرى ، وأشاروا الي ان كبار الفنانين يتقاضون رواتب كبيرة تصل الي 40 جنيهًا ، وأكد فى لقائه ان برنامجه صادق فى كل ما يقدمه ويتجنب النفاق تمامًا. بالإضافة الي حب الموظفين وإخلاصهم مما جعله ناجحًا ، فقد كان صادقًا ولم يتدخل فى اى نفاق ، فنجح ذلك لجمال الصدق والمحبة والإخلاص.

بسـبب اختلاف التوقيت وطريقة ظهور المذيعات على شاشة التلفزيون ، انتقدت الإعلامية فايزة واصف المذيعات اللواتي يظهرن على الشاشة بالزي. انتقد نقص الثقافة. مـن الإذاعة ونصحتهم بالاهتمام بالدراسة حتـى يتمكنوا مـن مواصلة عملهم ما داموا على قيد الحياة.

لم تنجح الإعلامية فايزة واصف فى عملها فى مجال التلفزيون والبرامج فحسب ، بل نجحت أيضًا فى حياتها الخاصة ، فلم تتزوج مـن اجل الحب ، بل تزوجت فى قاعة زواج وكان رجلاً. بالمعنى الكامل للكلمة. إنه مقتنع تمامًا بزواج القاعة وليس بالحب لانه يستفيد مـن تجارب مـن حوله وتجاربهم. كَمَا أنه يرى ان الزواج مـن اجل الحب يفشل دائمًا. واعتبرت هذا نجاحًا لزواجها الذى استمر 40 عَامًٌا ، رغم أنها لم تكن منزلًا مـن ستة أجزاء ، لذلك كانـت ابنة عزباء لثلاثة أشقاء.

فايزة واصف ، صحفية مـن الجيل الذهبي للإعلاميين ، مهنيتها وحضورها وسحرها وثقافتها جعلتها فى مكانة عظيمة وجعلتها أيقونة اعلامية مصرية وعربية كانـت الأجيال بعد أجيال مـن المهنيين الإعلام الشاب مصدر إلهام لها.

طوال مسيرتها الإعلامية ، تصور فايزة وصاف صورة الصحفية العادية دون الانحراف عَنْ مسارها الطبيعي كامرأة تخاطب ملايين الأشخاص على الشاشة ، وتحافظ على تألقها دون ابتذال ، وتناقش بطريقة خفية ومنضبطة ، وتحترم وتقدر. ضيوفه ، ويعطيهم مكانهم اللائق.

ص
ص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى