على الرغم مـن الدمار الهائل فى البنى التحتية الذى خلّفه الزلزال المدمّر جنوب تركيا يـوم السادس مـن شهر فبراير/شباط الماضي، فإن هذا لم يمنع التجّار فى تلك المناطق مـن عرض المواشي للبيع استعداداً لعيد الأضحى بعد أيام، فهل هناك مـن يشتريها؟ وكيف تبدو استعدادات العيد فى هذه المناطق المنكوبة؟
خلّف الزلزال المدمّر آلاف القتلى والجرحى، وأرغم سكان جنوب تركيا ووسطها على الانتقال مـن بيوتهم لمناطق أخرى، وهو ما أدى الي تشتت شملهم، وفق عدّة عائلات تحدّث أفرادٌ منها الي “العربية.نت” مؤكدين ان استعدادات العيد بعد “الكارثة” فى إشارة منهم الي الزلزال، اختلفت كلياً عما قبلها.
وقال شابٌ تركي ينحدر مـن ريف ولاية عينتاب إن “الناس تستعد لاستقبال العيد وهناك تجهيزات، لكنها لا تبدو مشابهة لما كان يحصل العام الماضي فى مثل هذه الأوقات”، لافتاً الي ان “تشتت شمل العائلات جرّاء الزلزال أرغم المزيد مـن العائلات على عدم التحضير لعيد الأضحى”.
وأضاف لـ”العربية.نت” ان “الإقبال على شراء الأضاحي ومستلزمات العيد كالحلوى يبدو ضعيفاً، فالحركة فى الأسواق تكاد تكون اعتيادية كأي يـومٍ عادي، على العكس تماماً مـن السنوات السابقة، إذ كانـت تنشط الأسواق قبل العيد”.
وتابع ان “مـن يَتَهَيَّأُ لعيد الأضحى هو مـن تمكّن مـن جمع كل أو معظم أفراد عائلته”، مشدداً على ان “سوء الْأَوْضَاعُ الاقتصاديه لدى العائلات المتضررة مـن الزلزال منعهم مـن التحضير للعيد، علاوة على وجود ضحايا لديهم جرّاء الزلزال”.
ومن جهته، اعلن مسنّ تركي إن “هناك مـن ينتظر العيد لزيارة القبور فى صباح اليـوم الاول، وهذا حال آلاف العائلات التى لم تستعد لاستقبال العيد إزاء موت عَدَّدٍَ مـن أفرادها جرّاء الزلزال، حيـث بات العيد حزيناً بالنسبة لهم”.
ومع عدم استعداد آلاف العائلات لاستقبال العيد، تحاول جمعيات خيرية مساعدة هذه العائلات على تجاوز هذه المحنة.
وبدأت جمعيات خيرية تنشط جنوب تركيا ووسطها، بالإعلان عَنْ توزيع الأضاحي فى الولايات التركية الـ 11 المنكوبة جراء الزلزال.
وأعلنت جمعيات خيرية بينها جمعية “إسماعيل آغا” البدء باستقبال التبرعات المالية بهدف توزيع لحوم الأضاحي على أكبر عَدَّدَ ممكن مـن المتضررين مـن الزلزال.
كَمَا بدأت مؤسسات مدنية أخرى بتوزيع مبالغ مالية رمزية لبعض العائلات، إضافة للملابس لاسيما تلك المخصصة للأطفال وكبار السن الذين لم يعد لديهم معيل.
وتواجه حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذى فـاز بدورة رئاسية ثالثة أواخر شهر مايو/أيار الماضي تحدّياً كبيراً يتمثّل فى إعادة إعمار المناطق المنكوبة جراء الزلزال.
وقدّر الرئيس التركي خسائر بلاده المادّية جراء الزلزال “بحوالي 104 مليارات دولار” (97 مليار يورو).
وخلّف آلاف القتلى والجرحى فى تركيا وسوريا المجاورة الي جانب دمارٍ هائل فى البنى التحتية.