قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المشاركة بقمة البريكس (BRICS) فى جنوب أفريقيا عبر تقنية الفيـديو، بينما ستكون موسكو ممثلة فى هذه القمة عبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف.
يأتي ذلك تزامناً مع إعلان رئيس جنوب أفريقيا ان اعتقال فلاديمير بوتين سيكون بمثابة إعلان حرب مطالباً المحكمة الدولية بإعفاء بلاده مـن هذه الهامة.
وتعيد هذه الواقعة للأذهان مشاكل السفر خارج حدود الوطن التى عانى منها جوزيف ستالين اثناء الحقبة السوفيتية. فعلى مدار نحو 3 عقود، لم يغادر ستالين بلاده بمهام رسمية سوى اثناء مناسبتين فقط حيـث كان شديد التخوف مـن المؤامرات التى قد تحاك ضده فى حال تواجده بالخارج.
شباب ستالين
عانى ستالين طيلة مدة حكمه مـن هوس السفر خارج البلاد. وبدلاً مـن التنقل نحو الدول الاخرى، فضل الاكتفاء باستقبال كبار المسؤولين والدبلوماسيين فى موسكو. وخلافاً لفترة حكمه، سافر اثناء شبابه، قبل الثورة البلشفية عَامٌ 1917، نحو مناطق عدة مـن أوروبا.
جوزيف ستالين عَامٌ 1915
ففي أبريل 1906، تنقل ستالين نحو ستوكهولم، بفنلندا، لحضور المؤتمر الرابع للحزب الاشتراكي الديمقراطي العمالي الروسي. وبالعام القادم، تواجد أيضاً بلندن لحضور المؤتمر الخامس لهذا الحزب.
اثناء سبتمبر 1912، فرّ مـن منفاه بسيبيريا وتنقل بين مناطق اوروبية مختلفة قبل ان يحط الرحال بسويسرا. وهنالك، التقى بفلاديمير لينين وتبادل معه أطراف الحوار حول الوضع بروسيا.
صورة لجوزيف ستالين خلف مكتبه
السفر للخارج
مع استلامه للسلطة عَامٌ 1924 بعد رحيل لينين، رفض ستالين مغادرة الأراضي السوفيتية لحضور المؤتمرات والاجتماعات الدولية مفضلاً فى الغالب إرسال عَدَّدَ مـن الوزراء والدبلوماسيين لتمثيل الاتحاد السوفيتي. وطيلة مدة حكمه التى استمرت قرابة الثلاثة عقود، لم يغادر بلاده سوى فى مناسبتين فقط.
وقد جاءت المرة الأولى اثناء نوفمبر 1943 عندما توجه ستالين نحو طهران للقاء كل مـن رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل والرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت فى خضم الحرب العالميه الثانية. وأثناء هذه الرحلة الأولى، استقل القطار مـن موسكو نحو باكو (Baku) بأذربيجان قبل ان يركب على متن طائرة مـن نوع دوغلاس سي 47 (Douglas C-47) أميركية الصنع كانـت قد حصـلت عليها موسكو ضوء مساعدات عسكرية مـن واشنطن. وأثناء تحليقها نحو طهران، رافقت 27 مقاتلة سوفيتية طائرة ستالين لضمان سلامته بالأجواء.
صورة مـن مؤتمر طهران عَامٌ 1943
اما اثناء سفرته الثانية بيوليو 1945، فاستقل ستالين القطار للسفر نحو بوتسدام (Potsdam) بألمانيا لحضور مؤتمر آخر جمعه برئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأميركي. وبهذه الرحلة الثانية، تواجد بقطاره المدرع، الذى قطع مسافة 828 كلم، 70 عنصراً أمنياً كَمَا رافقه قطار آخر تواجد بداخله المئات مـن قوات مفوضية الجمهور للشؤون الداخلية. وعلى طول خط السكة الحديدية الذى ربط بين موسكو وبوتسدام، نشر الاتحاد السوفيتي 17 ألف عسكري لتأمين تنقل ستالين.
