اثناء العام 1949، شهد العالم ظهور حلف شمال الأطلسي الذى ضـم فى صفوفه الولايات المتحدة الأميركية وعددا مـن حلفائها الغربيين. الي ذلك، اعتبر الاتحاد السوفيتي هذا الحلف تهديدا مباشرا له. وكرد على ذلك، لم تتردد موسكو بحلول أيار/مايو 1955 فى إعلان نشأة حلف وارسو الذى ضـم كلا مـن الاتحاد السوفيتي وحلفائه الشرقيين المتمثلين فى كل مـن ألبانيا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا وبلغاريا ورومانيا والمجر وألمانيا الشرقية.
مـن جهة ثانية، وصف السوفيت حلف وارسو بالمعاهدة الأمنية التى جاءت لتجسد التعاون بين دول أوروبا الشرقية وتعدل موازين القوى بالقارة الأوروبية.
صورة للإجتماع الذى اسفر عَنْ ظهور حلف وارسو
رفض انضمام منغوليا
وعلى مدار الستة وثلاثين سنة التى سبقت انهيار الاتحاد السوفيتي، لم يشهد العالم أية مواجهه مباشرة بين حلف شمال الأطلسي وحلف وارسو، حيـث اكتفى الحلفان بوضع سياسة اقتصرت على احتواء توسع ونفوذ الطرف الآخر. وبالحرب الباردة، اتجه حلف وارسو للتدخل بشكل غير مباشر وغير معلن بعدد مـن النزاعات كانـت أبرزها حرب فيتنام والحرب الفيتنامية الكمبودية والحرب القذرة بالأرجنتين. وفي المقابل، تدخل الحلف بشكل مباشر بتشيكوسلوفاكيا اثناء شهر آب/أغسطس 1965 وضد حكومة إمري ناغ (Imre Nagy)، تدخل عسكري سوفيتي، بالمجر ضوء ما عرف بالثورة المجرية عَامٌ 1956.
بينما حاولت منغوليا اثناء صيف العام 1963 الالتحاق بحلف وارسو بعد الخلاف الصيني السوفيتي. وفي الأثناء، عارضت رومانيا بشدة انضمام منغوليا للحلف. وبسبب ذلك، حصـلت الاخيره على دور مراقب بالحلف تزامنا مع إرسال موسكو لمزيد مـن القوات نحو الأراضي المنغولية عَامٌ 1966.
قوات حلف وارسو ببراغ
نهاية حلف وارسو
بحلول العام 1989، شهدت أوروبا تغييرات سياسية هامة. فخلال تلك السنة، عرفت مناطق عدة مـن أوروبا الشرقية والوسطى اضطرابات سياسية بعد حادثة “النزهة بعموم أوروبا” التى مثلت تظاهرة سلمية على الحدود النمساوية المجرية بشهر آب/أغسطس 1989. وقد لقيت حادثة فتح الحدود بين النمسا والمجر حينها تفاعلا كبيرا بالمعسكر الشرقي الذى سرعان ما انهار تحت وطأة التحركات الشعبية.
تدريجيا، أحس قادة دول المعسكر الشرقي بخروج الامور عَنْ السيطرة بدولهم تزامنا مع غياب الدور السوفيتي بالمنطقة بسـبب السياسة الخارجية الجديدة المعتمدة جاء الى ميخائيل غورباتشوف. وما بين عامي 1989 و1991، انهارت الأنظمة الشيوعية بكل مـن ألبانيا وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا وبولندا والمجر وبلغاريا ويوغوسلافيا وألمانيا الشرقية. وبالعام 1991، انهار الاتحاد السوفيتي بدوره تاركا مكانه لروسيا الاتحادية. مـن جهة ثانية، شهد العالم حادثة فريدة مـن نوعها ما بين عامي 1990 و1991. فبتلك الفتره، قاتلت بعض دول حلف وارسو لجانب الولايات المتحدة الأميركية اثناء عملية تحرير الكويت.
بحلول يـوم 25 شباط/فبراير 1991، اجتمع وزراء دفاع الدول الأعضاء بحلف وارسو بالمجر واتفقوا على إنهاء العمل المشترك ضوء حلف وارسو معلنين بذلك نهاية هذا الحلف الشيوعي. وببراغ بداية تموز/يوليو 1991، صرح رئيس تشيكوسلوفاكيا فاتيسلاف هافيل (Václav Havel) عَنْ نهاية منظمة الصداقة والتعاون المشتركة صلب حلف وارسو ليؤكد بذلك زوال هذا الحلف الذى استمر وجوده حوالى 36 سنة.