لا تزال قضية اشهر اختفاء طفل بالأردن، تحيّر الأردنيين رغم مرور 14 عاماً على حدوثها، حيـث بقيت لغزاً دون حل رغم الجهود التى بذلت للعثور عليه منذ اختفائه.
فقصة اختفاء الطفل ورد وملابساتها ما تزال غامضة الي الان، إذ بدأت منذ عَامٌ 2009، ولم تفلح جميع محاولات البحث عنه والعثور عليه، ما جعل واقعة اختفائه قضية رأي عَامٌ مؤلمة.
وبالعودة الي ما حدث قبل اعوام، وضح عبدالمجيد الربابعة والد الطفل المختفي، لـ “العربية.نت” تفاصيل القضية، مشيراً الي أنه لا يزال متمسكاً بأمل عودته.
كيف اختفى؟
وقال إن ورد كان عمره 5 اعوام عند اختفائه فى عَامٌ 2009 حيـث خرج مـن منزله الواقع فى بلدة جديتا بمحافظة إربد شمالي الأردن لشراء الخبز والحمص مـن السوق القريب لمنزلهم والذي لا يبعد عنه مسافة 200 متر، إلا انه لم يعد منذ ذلك الحين بالرغم مـن الجهود التى نفذتها الاجهزة الأمنية وأهالي البلدة.
كَمَا اضاف الربابعة ان طفله الصغير كان يمضي بقية الوقت يلعـب مع صغار السن مـن اقاربه، وفي ساعات المغيب يذهب لزيارة بيت الجدة والجلوس اليها ليستمع الى رواياتها.
لكن فى يـوم الحادثة وبعد مرور ساعة على غيابه استفقده شقيقه الأصغر ويدعى عبيدة ليخرج الأب والأم للبحث عَنْ صغيرهما فى محال الخبز ومطعم الفلافل دون يجدانه.
وأوضح ان العائلة استعانت بمنابر المساجد للمناداة على ابنها بينما كان الاتصال بالأجهزة الأمنية آخر خطوة أقدموا عليها بعد مرور 6 ساعات على فقدانه.
بينما واصلت الأجهزة الأمنية الليل بالنهار فى البحث عَنْ ورد، مـن اثناء كلاب الاثر، والطائرات، ورجال التحري والبحث الجنائي، لكن دون جدوى.
والد ورد
كَمَا أجرى مجموعه النادي الأمني المكلف بالبحث عَنْ الطفل جاء الى مدير الأمن العام آنذاك والبالغ عددهم 30 رجل أمن، مسحاً أمنياً لوادي الريان بدوريات راجلة وبالكلاب البوليسية.
وشوهدت فى البلدة التى يزيد عَدَّدَ سكانها عَنْ 16 الف نسمة مركبات تحمل صور ورد وملصقات اخرى تحمل عبارات استغاثة للعثور على ورد، وتجوب المركبات شوارع البلدة وشوارع اخرى بمناطق خارج البلدة فى ضوء حملة التضامن الشعبي لأهل البلدة مع ذويه.
انتشار الشائعات
فى موازاة ذلك رافق قضية الاختفاء انتشار عشرات الإشاعات حول مصير الطفل، حيـث ربطت بعضها الاختفاء بقصة مختلفة عَنْ وجود عمليات خطف للأطفال فى المملكة للمتاجرة بأعضائهم.
بينما ذهبت أخرى الى الترويج بالعثور عليه مدفونا فى إحدى المقابر، إلا ان التحقيقات والتحريات الأمنية كانـت تنفي تلك الإشاعات.
بدوره، أعلن مصدر أمني لـ “العربية.نت” ان الأجهزة الأمنية لن تغلق ملف اى قضية جنائية إلا بعد الاعلان عَنْ جميع خيوطها وملابساتها وإحالة المجرم الي القضاء العادل النزيه، حيـث وضحت تقديرات أمنية الي ان حملة البحث عَنْ ورد التى تعتـبر الأكبر فى تاريخ المملكة لهكذا نوع مـن القضايا.
واستكمالا لعملية البحث عَنْ الطفل قامت الأجهزة الأمنية بتعميم صورته طريق الإنتربول الدولى، بعد ورود معلومات تفيد أنه موجود خارج البلاد، إضافة الي استخدامها الاقمار الصناعية فى عملية البحث.
موجود فى مصر!
وفي عَامٌ 2019، اعلن عبدالمجيد الربابعة لـ”العربية.نت” إنه زوّد وزارة الخارجية، بالمعلومات الكاملة التى توافرت لديه عَنْ وجود ابنه المفقود منذ 10 اعوام فى مصر.
لكن وزارة الخارجية ردت فى بيـان لها إنّ “الصور التى قدمها والده أرسلت لسفارتنا بالقاهرة والتي بدورها تبذل جهود استثنائية للتأكد مـن صحتها مـن اثناء السلطات المصرية”، مشيرة الي انّه “فور ورود الإجابة سيتم الاعلان عنها للجميع”.
يشار الي ان الأب الذى لم يفقد الأمل يوماً إذ يخرج فى بث يومي، يسرد فيه معلومات حول اختفاء ابنه، كَمَا يصور يوميا مقاطع فيديـو يخاطب فيها ورد فى حال شاهد هذه المقاطع.
كَمَا أنشأ مؤخراً حساباً له على “تيك توك” ليكثف البحث عَنْ ابنه إضافة الي بحثه باستمرار فى صفحات الأطفال المفقودين حول العالم.