افتتحت الأمم المتحدة قمه تستمر ثلاثة أيام فى روما، الاثنين، بهدف معالجة نظام الغذاء فى العالم الذى يعاني مـن قصور، بينما ترتفع عَدَّدَ مَن يعانون مـن الجوع والمجاعة.
عانى 122 مليون شخص إضافيين مـن الجوع المزمن اثناء السنوات الثلاث الماضية وفقًا للأمم المتحدة، ما يشير الي فشل الجهود العالميه للحد مـن الجوع.
وزاد مـن صعوبة الوضع تعليق روسيا منذ أسبوع العمل باتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فى كلمته الافتتاحية “فى عالم تسوده الوفرة، مـن المشين ان تستمر معاناة أشخاص مـن الجوع والموت جوعًا”.
ودعا غوتيريش روسيا الي العودة الي اتفاق الحبوب مع أوكرانيا لأن انسحابها أدى الي صعود أسعار المواد الغذائية “وهو عامل مُدمّر خصوصاً بالنسبة للدول الضعيفة التى تكافح لإطعام شعوبها”.
وقال “كلما ارتفعت أسعار المواد الغذائية، تراجعت آمال الدول النامية”.
وأضاف “أنظمة الغذاء العالميه تعاني مـن قصور، ويدفع مليارات الأشخاص الثمن”. وأشار الي انّ أكثر مـن 780 مليون شخص يعانون مـن الجوع فى كل ارجاء العالم، بينما يُهدر نحو ثلث كمية الطعام فى العالم أو يُتلف.
وأضاف أنه بينما يعاني 462 مليون شخص مـن نقص الوزن، يعاني أكثر مـن ملياري شخص مـن زيادة الوزن أو السمنة.
وفي هذا الإطار، تُعـقد القمة لتتناول النظم الغذائية وتهدف الي تخصيص مبالغ إضافية للاستثمار فى أنظمة غذائية أكثر إنتاجية واستدامة فى كل ارجاء العالم.
تحوّل جذري
ويشارك فى القمة التى تستمر حتـى الأربعاء ممثلون عَنْ وكالات الأغذية الثلاث التابعة للأمم المتحدة والتي تتخذ مـن روما مقراً لها، وهي منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، والصندوق الدولى للتنمية الزراعية (إيفاد)، وبرنامج الأغذية العالمي، بالإضافة الي قادة دول وممثلين عَنْ حكومات ومندوبين.
ولفتت منظمة الأغذية والزراعة الي الحاجة الي “تحول جذري فى طريقة إنتاج الغذاء، ومعالجته، وتسويقه، واستهلاكه” لإطعام سكان العالم، بينما تشهد أعدادهم تزايداً.
ودعا غوتيريش الي تخصيص 500 مليار دولار سنويًا على الأقل لمساعدة البلدان النامية على القيام باستثمارات طويلة الأجل لنظم غذائية افضل.
ولفت الصندوق الدولى للتنمية الزراعية الي انّ “عدم التحرك يكلف” 12 تريليون دولار سنوياً، بينما تبلغ عائدات الصناعات الغذائية 10 تريليون دولار سنويًا وتخصص الدول الغنية 700 مليار دولار لدعم مزارعيها.
ويُعـقد اجتماع روما قبل قمه فى نيويورك فى سبتمبر بشأن اهداف التنمية المستدامة. ورأى الصندوق الدولى للتنمية الزراعية انّ اجتماع روما سيتيح للبلدان عمليات بحث التقدّم المحرز فى مجال الوفاء بالالتزامات السابقة، مع تحديد الاخفاقات.
ويعد جعل النظم الغذائية أكثر استدامة عملية معقدة تشمل قطاعات متعددة.
وقالت مديرة القمة نادين غبوسا للصحافيين إن التقدم سيتطلب تنسيقًا ومزيدًا مـن التمويل. وحذرت مـن ان “عدم تمويل هذا الانتقال، سيكون بمثابة حكـم بالإعدام لكوكب الأرض”، مضيفة ان القطاع الخاص يؤدي أيضًا دورًا رئيسيًا. وقالت “فاتورة سوء التغذية على الصحة العامة مـن الأعلى فى العالم”.
